الأطفال البيض أكثر تعرضًا للمشاكل النفسية
آخر تحديث GMT13:20:30
 العرب اليوم -

دراسة تؤكد أن التماسك الأسري له دور فعَّال

الأطفال البيض أكثر تعرضًا للمشاكل النفسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأطفال البيض أكثر تعرضًا للمشاكل النفسية

الأطفال البيض
لندن ـ كاتيا حداد

كشفت دراسة رئيسية أن الأطفال البيض هم الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة النفسية مقارنة بأقرانهم, وقد تم إلقاء اللوم على زيادة نسبة الانهيارات الزوجية لتسببها بالمشاكل العاطفية بين الأطفال البيض، حيث أشار الباحثون إلى تماسك أسري أفضل في المجتمعات العرقية. ويذكر تقرير نشر، الخميس، نتائج أكبر مسح أجرى للسكان من أي وقت مضى  قائم على أساس الصحة النفسية للأطفال ورفاهيتهم في انجلترا. وقام باحثون في جامعة لندن ومركز آنا فرويد الوطني للأطفال والأسرة بتحليل استجابات المسح من 30000 طفل تتراوح أعمارهم بين 11 و 14 عاما.

ووجد الباحثون أن الأطفال البيض بصورة كبيرة هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية من أولئك من السود والآسيويين والمختلطين وغيرهم من الجماعات العرقية, فتم إعطاء الأطفال درجة بناء على إجاباتهم على سلسلة من الأسئلة بشأن حالتهم العاطفية، بما في ذلك ما إذا كانوا قد تعرضوا لمشاعر الاكتئاب، والقلق أو المشاعر المسيلة للدموع.

وإذا كانت درجاتهم أعلى من حد معين، فإن ذلك يعني أن كان احتمال إصابتهم بمشاكل الصحة العقلية الخاصة بهم كبيرا فإن التدخل، مثل تقديم المشورة، يكون ضروريًا, وكان لدى واحد من كل خمسة أطفال بيض (20 في المائة) درجات أعلى من هذا الحد، مما يعني أن مشاكل الصحة العقلية الخاصة بهم كانت من قبيل "الاحتمال الكبير" بأن التدخل ضروري، مثل تقديم المشورة, وهذا بالمقارنة مع 14 في المائة لدى الأطفال المنتمين إلى جماعات عرقية أخرى.

 وقالت الدكتورة جيس ديتون، أستاذة بجمعية الصحة العقلية للطفل والرفاهية في جامعة كاليفورنيا، التي قادت البحث، إن هذا التناقض يمكن تفسيره جزئيا من قبل المجتمعات العرقية التي لديها تماسك أسري أفضل أو وجود مجموعة أكثر تنوعا من الأصدقاء، مما يجلب المزيد من رأس المال الاجتماعي عن نظرائهم البيض, وأضافت أن الأطفال البيض قد يرونه قبولا اجتماعيا أكثر للحديث عن مشاكلهم العاطفية من أقرانهم من خلفيات أخرى، وبالتالي هم أكثر عرضة للإبلاغ عن مشاكل الصحة العقلية الخاصة بهم.

وتعليقا على هذا البحث، قال البروفيسور فرانك فوريدي، أستاذ علم الاجتماع الفخري في جامعة كينت، إن انهيار الأسرة له تأثير على الصحة العقلية للأطفال, ويظهر الفرق بشكل خاص عند مقارنة الأطفال من الخلفيات البيضاء والآسيوية حيث تكون حالات الطلاق أقل بكثير.

وقال البروفيسور فوريدي إن الأسر البيضاء تفتقر على نحو متزايد إلى الثقة الأخلاقية لتعذيب الشباب بسبب سوء التصرف، وبدلا من ذلك تلقي باللوم على مشاكل الصحة العقلية, إن المأساة هي أن الآباء يشجعون الأطفال على الإصابة بمشاكل الصحة العقلية من خلال الحديث عن الكآبة والتأكيد عليها, وأضاف "إن لها عواقب مدمرة".

وقال: وبحلول الوقت الذي يصل فيه هؤلاء الأطفال إلى الجامعة يشعرون بالقلق الشديد والاهتزاز الذاتي، ويجدون صعوبة في الطموح إلى الحكم الذاتي, فالثقافة الآسيوية، على سبيل المثال، أكثر ما يحكمها التفسيرات الدينية أو الأخلاقية بدلا من تلك النفسية. 


وقال توماس باسكو، مدير حملة الائتلاف من أجل الزواج، إن البحث يؤيد وجهة النظر القائلة بأن "المجتمعات التي يظل فيها الوالدان متزوجان يكون لهم أطفالا أكثر صحة وسعادة نتيجة لذلك, نعلم بالفعل أن الأطفال من المنازل المهدمة قد تضاعفوا نحو خمسة أضعاف ومن المرجح أن يعانوا من سوء الصحة العقلية مقارنة بأولئك الذين يبقى والديهم معا, ونعرف أيضا أن الأطفال الآسيويين كانوا أكثر عرضة للاستفادة من الآباء الذين لا يزالون متزوجين من نظرائهم البيض".

ووجدت الدراسة أيضا أن الفتيات أكثر عرضة مرتين للإبلاغ عن مشاكل الصحة العقلية من الفتيان, ووجد الباحثون أن ربع الفتيات تجاوزن حد المشكلات العاطفية مقارنة بنسبة 11 في المائة فقط لدى الأولاد.

وقال الدكتور ديتون إن الأسباب المحتملة لذلك قد تكون الضغوطات التي تواجهها الفتيات بسبب شكل الجسم، فضلا عن تعرضهن لمزيد من الإجهاد فيما يتعلق بالعمل المدرسي والامتحانات, وستطرح نفس هذه الأسئلة على الأطفال الذين شاركوا في الدراسة الاستقصائية، الذين هم من خلفية أكثر حرمانا من المتوسط، سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وقال الدكتور ديتون: "إن أقوى النتائج التي توصل إليها هذا البحث هي أن مشاكل الصحة العقلية بين الأطفال والشباب تبدو الآن في معدل مقلق وأن هناك ارتباطا قويا ومتسقا بين الحرمان ومشاكل الصحة العقلية".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطفال البيض أكثر تعرضًا للمشاكل النفسية الأطفال البيض أكثر تعرضًا للمشاكل النفسية



GMT 02:04 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأطفال البيض أكثر تعرضًا للمشاكل النفسية

GMT 01:59 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأطفال البيض أكثر تعرضًا للمشاكل النفسية

فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 09:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 08:55 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab