خففت إيطاليا قوانين التطعيمات الخاصة بالأطفال، تاركة المجتمعات العلمية والطبية في جميع أنحاء العالم في حالة حيرة ومروعة,
وقامت الحكومة الإيطالية الشعبية بتعديل القانون الذي يتطلب من جميع الآباء، أن يثبتوا أن طفلهم قد حصل على 10 لقاحات إلزامية، بما في ذلك شلل الأطفال والحصبة وجدري الماء، وغيرها, ولكن بموجب القانون الجديد، سيتمكن الآباء من تقديم تأكيد شفهي للتحصينات المكتملة دون الحاجة إلى تقديم أدلة ملموسة.
من غير الواضح حاليًا كيف ستضمن الحكومة أن الوالدين يخبرون الحقيقة عن تطعيمات أطفالهم في استمارات التسجيل في المدارس, ويخشى الخبراء من أن الامتثال للقاحات سيتراجع في ظل الأنظمة الجديدة، مما يؤدي إلى زيادة خطر انتشار الأمراض في جميع أنحاء البلاد.
ووافق مجلس الشيوخ في إيطاليا في وقت متأخر من الأسبوع الماضي على التصويت بأغلبية 148 صوتًا مقابل 110 أصوات، وسيتم طرحه الآن أمام مجلس النواب, وإذا تمت الموافقة على هذا القانون، فسيتم تطبيق القانون الجديد في الوقت المناسب للصف الدراسي المدرسي في سبتمبر/أيلول.
تم تقديم القانون لأول مرة من قبل الحزب الديمقراطي في يوليو/تموز 2017، بعد تفشي الحصبة الكبير, حيث شهدت إيطاليا 5004 حالة من العدوى الفيروسية شديدة العدوىن وهي ثاني أعلى نسبة في أوروبا بعد رومانيا، وفقًا للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها, وفي ذلك الوقت، شكلت إيطاليا 34 في المائة من جميع حالات الحصبة التي أبلغت عنها بلدان في المنطقة الاقتصادية الأوروبية, ولمنع حدوث المزيد من التفشيات.
وقدمت إيطاليا التشريع الذي طالب بتحصين الأطفال ضد شلل الأطفال، والدفتيريا، والكزاز، والتهاب الكبد B، والمستدمية النزلية، والحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، والسعال الديكي وجديري الماء, ويمكن الحصول على تطعيم الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية في حقنة واحدة، وهو لقاح "MMR".
وقال روبرتو بوريوني، أستاذ علم الأحياء الدقيقة وعلم الفيروسات بجامعة سان رافاييل، "إن كانت تغطية اللقاح ضد الحصبة في إيطاليا على قدم المساواة مع ناميبيا، أقل من غانا, لكن عندما كان القانون يعمل، كانت التغطية تتحسن, ويجب أن نعززها لا أن نضعفها, وأضاف أن الآن الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم سيعرضون الأطفال الآخرين إلى الخطر في المدارس، الذين يكونون صغارًا للغاية بالنسبة إلى اللقاحات أو لا يمكن تطعيمهم بسبب معاناتهم من الأمراض المثبطة للمناعة.
و جرت انتخابات عامة في الدولة المتوسطية، مع تولي حكومة شعبية جديدة المسؤولية, فلقد أعربت حركة النجوم الخمسة الإيطالية وشريكتها في الائتلاف، وهي رابطة أقصى اليمين، عن قلقها إزاء السياسة عند طرحها, فهم يزعمون أن التطعيمات الإجبارية "غير مجدية" وتثني عن الالتحاق في المدارس.
قال زعيم الرابطة ونائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني في يونيو/حزيران، إن اللقاحات الإلزامية العشرة غير مجدية وفي كثير من الحالات خطيرة، إن لم تكن ضارة, وأضاف أنه يؤكد الالتزام بالسماح لجميع الأطفال بالذهاب إلى المدرسة", فالأولوية هي عدم طردهم من الفصول الدراسية,
وأكدت وزيرة الصحة جوليا جريلو، أن الحكومة تريد تحفيز المشاركة المدرسية وتبسيط القواعد الخاصة بالوالدين, وفقًا للخبراء، فإن الخطوة الأخيرة تضعف الثقة في العلم وتقوض المعايير العامة.
وقال روبرتو بوريوني المتخصص في علم الفيروسات في جامعة سان رافاييل، إن إضاف القانون الذي يعمل ويحترمه الإيطاليون ويحقق بعض الخير للأطفال والنظام الصحي هو إستراتيجية ذاتية التدمير, واستشهد السيد بريوني بمتطلبات المدرسة العامة التي تتطلب من الناس الراغبين في أخذ دروس السباحة امتلاك شهادة صحية جيدة موقعة من طبيب.
يعتقد البعض أن الفرق مع اللقاحات، هو أن الناس لديهم التزام أخلاقي بتحصين أنفسهم من أجل حماية الآخرين، الذين قد يتعرضون إلى خطر أكبر في حالة بقائهم غير محميين, وقال أندريا جرينيوليو، المحاضر في تاريخ الطب والأخلاقيات البيولوجية في جامعة "لا سابينزا في روما"، إن إيطاليا جزء من اتجاه عالمي لعدم الثقة في الوسطاء، الذين يمكنهم توضيح وتفسير البيانات, لكن مع ظهور الإنترنت، بات يمكنهم الوصول إلى البيانات وقراءتها بأنفسهم، وإزالة الحاجة إلى المعرفة التقنية والعلمية.
أرسل تعليقك