طلاب مصريون يتحدثون عن التجربة الجديدة للتعليم في زمن كورونا
آخر تحديث GMT08:40:17
 العرب اليوم -

أصبحوا قادرين على دراسة ما يرغبون به في الوقت الذي يحددونه

طلاب مصريون يتحدثون عن التجربة الجديدة للتعليم في زمن "كورونا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طلاب مصريون يتحدثون عن التجربة الجديدة للتعليم في زمن "كورونا"

طلاب الثانوية العامة في مصر
القاهرة ـ العرب اليوم

بدت علامات السعادة على وجه عبد الرحمن رشاد، الطالب في الصف الأول الثانوي في مدرسة حكومية مصرية، أثناء التحدث إلينا عن التجربة الجديدة في التعلم عن بعد التي خاضها للمرة الأولى في حياته بعد إغلاق المدارس بسبب فيروس كورونا.

وقال عبد الرحمن، في محادثة عبر تطبيق الرسائل الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "هذه السنة الدراسية كانت مختلفة تماما عن أي سنة مضت، أصبحت قادرا على دراسة ما أريد في الوقت الذي أريده بدلا من دراسة عدد كبير من المواد في نفس اليوم".

وأضاف: "كان عاما دراسيا تمكنت خلاله من التركيز لغياب عوامل التشتيت بسبب التكدس في قاعات الدراسة"، قائلًا: "اضطررنا إلى التوقف عن الذهاب إلى المدرسة منذ 15 مارس/ آذار الماضي، لكن الوزارة قامت بجهد كبير في تطوير منصاتالتعلم والاختبارات في وقت قياسي لنستكمل العام الدراسي".

وعكست هذه الكلمات واقعا حاليا فرض نفسه على قطاع التعليم في مصر في زمن كورونا، إذ كشفت عن الوجه الإيجابي للآثار التي خلفها الوباء العالمي على جميع الأنشطة الحياتية.

ومن جانبها قالت أسماء عبد الحميد، أستاذة تكنولوجيا التعليم: "التقليل من كثافات الطلاب في المدارس يُعد مطلبا تربويا هاما، لكنه لا يرتبط فقط بوزارة التربية والتعليم، إذ تؤثر عليه عوامل تتعلق بالموازنة المخصصة للتعليم".

وأضافت: "هناك مزايا للتعلم عن بعد، أبرزها أنه يوفر المادة العلمية للطلاب طوال الوقت ويسمح بالتواصل بين المعلمين والطلاب طوال الوقت، فلم يعد التواصل بينهم يقتصر على ساعات اليوم الدراسي"، مشيرة إلى أن التعليم عن بعد "يقلل القلق والتوتر الذي قد يتعرض له الدارسون في مواقف التعلم التقليدية، ويمنحهم حالة من الهدوء تساعد على التركيز".

وقال لطفي الباجوري، مدرس لغة إنجليزية : "يمكننا أن نتبع أسلوب 'Flipped Classroom' أو الصف المقلوب التي تتضمن تقسيم الطلاب إلى مجموعتين تتبادلان الحضور الفعلي في قاعات الدراسة وتلقي الحصص عن بعد، مما يقلل من كثافات المدارس"، ورغم أنها لا تعاني من مشكلة تكدس قاعات الدراسة، ترى مدرسة اللغة الإنجليزية بمدرسة دولية في مصر مي دانيش أن هناك مزايا أخرى للتعلم عن بعد بخلاف حل هذه المشكلة.

وقالت دانيش: "لا يضطر الطلاب إلى ركوب الحافلات لمدة تصل إلى ساعة تقريبا للوصول إلى المدرسة وساعة أخرى إلى المنزل. كما لا يوجد وقت ضائع في أنشطة أخرى بخلاف الحصص"، موضحة: "الاعتماد على النفس من أهم مقومات نجاح عملية التعلم والتعليم عن بعد، ولي تجربة شخصية مع ابني الذي أثبتت هذه التجربة نجاحا معه هذا العام. فقد انتهى من مشروعات دراسية وأنشطة تعليمية مع معلميه عبر الإنترنت بفضل الاعتماد على النفس".

"تكنولوجيا إجبارية"

يرى لطفي الباجوري أن فيروس كورونا "أجبر الجميع على استخدام التكنولوجيا بعد أن ألغى فيروس كورونا فكرة التعلم في قاعات الدراسة التقليدية. فلم يعد التعلم عبر الإنترنت يقتصر على فئات بعينها، إذ الجميع في منظومة التعليم يستخدمون التطبيقات الإلكترونية ليتحول الأمر في قطاع التعليم إلى تكنولوجيا إجبارية".

وأضاف: "عقبتصريحات سابقة لوزير التعليم عن اعتماد الطلاب على الأجهزة اللوحية التي وزعت عليهم في المدارس الثانوية، ظهرت مخاوف لدى كثيرين من هذه التجربة في ذلك الوقت، لكن الظروف الحالية أجبرتنا على أن نكون مؤهلين لاستخدام التكنولوجيافي التعليم".

وأشار إلى أن استخدام تطبيقات التكنولوجيا والإنترنت في التعليم "يثري العملية التعليمية من خلال توفير خيارات المواد التعليمية المقروءة والمسموعة والمرئية كأن يُطلب من الدارسين البحث في غوغل عن معلومات ذات صلة بموضوع الدراسة أو مشاهدة فيديو على يوتيوب عن موضوع الدرس".

وعن عيوب التعلم الإلكتروني، قال الباجوري: "غياب التفاعل المباشر بين المعلم والطالب من أخطر العيوب التي تشوب هذه العملية"، موضحًا: "بعض المهارات التي يتمتع بها المعلم قد تفقد أثرها في هذا النوع من التعليم، إذ يعتمد استغلال المعلم لها على الوجود الحقيقي في قاعات الدراسة".

وحذر من إمكانية ألا تتوفر قناعة لدى الناس بفاعلية التعليم عن بعد، إذ يرى أن كثيرين يرون أن اللجوء لهذه الطريقة التعليمية مؤقت مع توقعات بالعودة إلى المدارس والتعليم التقليدي بمجرد القضاء على فيروس كورونا، وهو ما يعكس ضعف الثقة في التعليم بهذه الطريقة.

واتفقت دانيش مع الباجوري في هذه النقطة، إذ ترى أن غياب التفاعل المباشر بين المعلم والطالب من العوامل التي تقلل من فاعلية العملية التعليمية، قائلة: "عدم قدرة المعلم على رؤية الطلابقد يمكن بعض الطلاب من الانصراف عن الدرس مع الاستمرار في الظهور أمام المعلم في وضعية الاتصال كما لو كانوا يشاركون في الحصة".

وترى أسماء عبد الحميد أن هناك ما يشوب عملية التعليم عبر الإنترنت مثل ضعف البنية التحتية التكنولوجية في المدارس والمنازل على حدٍ سواء مثل الإنترنت والأجهزة المستخدمة في الاتصال لدى أغلب المصريين، والافتقار إلى التدريب على هذا النوع من التعليم بالنسبة للمعلمين والطلاب.

وأشارت أيضا إلى أن مشكلة "القبول المجتمعي" لفكرة التعليم عن بعد في مصر قد تعيق تقدم هذه الطريقة التي استخدمت في العملية التعليمية هذا العام، إذ يرى أولياء أمور كثيرون أن الدروس والواجبات المنزلية عبر الإنترنت أسهل مما ينبغي وتفتقر إلى القدر الكافي من الجدية والالتزام لدى الطلاب.

"صحي أكثر"

تناولت يمنى أشرف، طالبة في الصف الثاني بمدرسة دولية في مصر، مميزات التعلم عن بعد من منظور مختلف، قائلة: "التعلم عن بعد صحي أكثر، إذ لا ننتقل من قاعة دراسة إلى أخرى طوال اليوم الدراسي، ونغسل أيدينا باستمرار في المنزل".

وأضافت: "في المدرسة نعاني من ضغوط شديدة على مدار اليوم الدراسي، لكن التعلم في المنزل ساعدنا كثيرا على التخفيف من وطأة هذه الضغوط وأن نكون في حالة نفسية أفضل بكثير مقارنة بما كنا نعانيه أثناء الحصص في قاعات الدراسة".

أما محمد إسماعيل، ولي أمر ثلاثة طلاب في مراحل التعليم الأساسي، فقال إن "تجربة التعلم عن بعد كانت مفاجأة للجميع، أولياء أمور ومعلمين وطلاب"، مؤكدا أن بعض المتاعب واجهت بعض الطلاب في الوصول إلى المنصاتالتي أنشأتها الوزارة للدراسة والامتحانعن بعد، لكنه أكد أن "الأجيال الحالية من الطلاب لديها القدرة على التعلم عن بعد بفضل استخدامها للتكنولوجيا في سن مبكرة".

المصدر: بي بي سي

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا : 

جامعة الأزهر تطلق منصة التعلم عن بعد ضمن رحلة التحول الرقمي

شركة عالمية تُقدِّم أدوات التعلُّم عن بُعد مجانًا لمواجهة "كورونا"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلاب مصريون يتحدثون عن التجربة الجديدة للتعليم في زمن كورونا طلاب مصريون يتحدثون عن التجربة الجديدة للتعليم في زمن كورونا



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 07:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

GMT 20:51 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
 العرب اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab