المدارس الأميركية أنقذت أطفالًا من مرض قتل 50 مليونًا
آخر تحديث GMT08:58:00
 العرب اليوم -

بعد إقرار إجراءات اقتصرت على سياسة التباعد الاجتماعي

المدارس الأميركية أنقذت أطفالًا من مرض قتل 50 مليونًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المدارس الأميركية أنقذت أطفالًا من مرض قتل 50 مليونًا

المدارس الأميركية
واشنطن - العرب اليوم

خلال خريف عام 1918، اجتاحت الموجة الثانية من جائحة الإنفلونزا الإسبانية الولايات المتحدة الأميركية، متسببة في وفاة حوالي 200 ألف شخص بشهر تشرين الأول/أكتوبر فقط.وأملا في مواجهة تفشي المرض ومنع سقوط مزيد من الضحايا، لجأت المدن الأميركية لإقرار جملة من الإجراءات اقتصرت أساسا على سياسة التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات الطبية، وإغلاق المرافق العمومية كالمسابح والمسارح والمدارس.

وبينما فرضت المدن الأميركية إجراءات صارمة أمرت خلالها بإغلاق المدارس وإرسال الأطفال لبيوتهم لحمايتهم من العدوى، عمدت مدينتا نيويورك وشيكاغو لقرارات مخالفة، فأمرت بمواصلة تعليم الأطفال بالمدارس خلال أوج الأزمة الصحية، وراهنت في المقابل على النظام الصحي والفحوصات الطبية التي تم إقرارها أثناء الحقبة التقدمية التي سبقت ظهور الإنفلونزا الإسبانية بعقود.

نظام طبي مدرسي

ففي حدود أواخر القرن 19، عرفت عمليات تسجيل الأطفال بالمدارس العمومية ارتفاعاً غير مسبوق، حيث تزايد عدد التلاميذ بنسبة 44%، مقارنة بالسابق أثناء فترة سبعينيات القرن التاسع عشر لوحدها.

وفي عام 1918، كان معدل الالتحاق بالمدارس عند أعلى مستوياته بالولايات المتحدة الأميركية، ويعود الفضل في ذلك لقوانين الحضور الإجباري التي انتشرت بمختلف الولايات.

أما بالنسبة للمسؤولين الاجتماعيين والسياسيين، فلم يكن الالتحاق بالمدارس وارتفاع الإقبال عليها كافياً، حيث آمن هؤلاء بضرورة توفير مناخ آمن للأطفال لضمان حفاظهم على صحة جيدة.

ولهذا السبب، اتجهت المدارس الأميركية لإحداث إصلاحات كثيرة، فعمدت لتهيئة قاعات الدراسة بنوافذ إضافية لضمان تهوية كافية وجيدة للأطفال.

ومع بداية من العام 1890 أخذت نسبة كبيرة من المدارس بإرساء نظام الفحوصات الطبية التي سمح من خلالها للأطباء بزيارتها للاطمئنان على صحة الأطفال عن طريق فحص للتثبت من عدم حملهم لأعراض أمراض مميتة كالسل وعدم وجود قمل أو براغيث على أجسامهم.

مدارس مفتوحة

مع بداية الموجة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية أواخر شهر أيلول/سبتمبر 1918، مال المفوّض الصحي لمدينة نيويورك روايال كوبلاند (Royal S. Copeland) لإغلاق المدارس أملا في إنقاذ أرواح الأطفال، لكن مع اجتماعه بعدد من المختصين وعلى رأسهم الطبيبة سارة جوزيفين بايكر (Sara Josephine Baker)، اقتنع كوبلاند بأهمية إبقاء المدارس مفتوحة واستقبال التلاميذ، حيث أكّدت الطبيبة بايكر للأخير أن المدارس أكثر أمانا على الأطفال من منازلهم، حيث حظي التلاميذ بها بمراقبة طبية مستمرة وظروف إقامة أفضل من تلك التي تمتعوا بها بمنازلهم.

وأثناء الموجة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية، تواجد نحو مليون تلميذ بمدارس نيويورك قطن 750 ألفا منهم بمنازل ضيقة ومكتظة وغير صحية. ومع مغادرتهم نحو المدارس صباحا، حصل هؤلاء الأطفال على أقساط كافية من الهواء الجيد بفضل التهوية داخل قاعات القسم، كما خضعوا لفحوصات ومراقبة صحية فأرسلوا لبيوتهم في حال ارتفاع درجات حرارتهم وتمتعوا بزيارات طبية دورية لمنازلهم للتأكد من شفائهم وإمكانية عودتهم لمقاعد الدراسة ثانية. أيضا، أثنى كوبلاند على دور المدارس في حماية التلاميذ من العدوى، وتمكنت هذه المؤسسات التعليمية من جمع الأطفال بمكان واحد تمتع بظروف صحية جيدة وإنقاذهم من براثن اللعب بالشوارع والطرقات والتقاط العدوى.

من جهة ثانية، عمد المفوض الصحي لمدينة شيكاغو، جون ديل روبرتسون (John Dill Robertson) لإجراء مماثل، معتمدا على نفس الحجج التي قدمها نظيره كوبلاند بنيويورك. إلا أن ذلك لم يمنع التلاميذ والمعلمين عن التغيب عن الصف، حيث ارتفعت نسبة التغيب عن المدارس لتبلغ حوالي 50% بشيكاغو أواخر تشرين الأول/أكتوبر 1918.

سياسة ناجحة

بفضل الدور الهام الذي لعبه الأطباء والممرضون، تمكنت مدن كنيويورك وشيكاغو من فتح أبواب مدارسها زمن الأزمة الصحية، وقد جاء ذلك ليثبت نجاعة البرنامج الصحي الذي أرسي بالمدارس منذ عقود.

ومقارنة بفيلادلفيا وبوسطن، تمكنت نيويورك من مقارعة الإنفلونزا الإسبانية وقد أثنى حينها كثيرون على دور كوبلاند الذي كسب شعبية كبيرة والتحق عام 1922 بمجلس الشيوخ الأميركي.

قد يهمك ايضا :

قائمة طعام المدارس الأميركية الجديدة تتجنّب الحبوب الكاملة

تطبيق تقنية "التعرف على الوجوه" في المدارس الأميركية يثير الغضب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدارس الأميركية أنقذت أطفالًا من مرض قتل 50 مليونًا المدارس الأميركية أنقذت أطفالًا من مرض قتل 50 مليونًا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab