المدرس عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

أضاف لطلابه روحًا من المرح والبهجة الممزوج بالمعرفة والفائدة العلمية

المدرس عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المدرس عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية

اللغة العربية
دمشق_العرب اليوم

لتغيير الصورة التقليدية عن شيء ما عليك أن تبتكر وتخترع مايغير تلك الصورة وهذا ليس بالأمر السهل إذ يحتاج منك الكثير من الاجتهاد ، وحتى تكون مميزاً عليك أن تبتعد عن كل مايجعلك شبيها بالآخرين، عليك أن تستبدل المشهد التقليدي بمشهد فريد خاص بشخصيتك ، وهذا بالفعل مافعله مدرس اللغة العربية عبدالله محمد مسلماني الذي نجح في ابتكار أسلوب جديد لتدريس قواعد اللغة العربية ( علم النحو والصرف ) ، التي يعتبرها طلاب وطالبات التعليم الخاص والعام مادة جامدة تفتقد الحركة النابضة والحيوية فابتعد بها عن طرق التدريس التقليدية مضيفا لها روح المرح والبهجة الممزوج بالمعرفة والفائدة العلمية .

المدرس مسلماني يؤمن بأن مادة النحو يمكن أن تدرس بنفس الطريقة التي تدرس بها مادة الرياضيات ، أي أنها من الممكن أن تكون مادة قابلة للفهم والتحليل وليس فقط للحفظ والتلقين.وفي حوار معه أوضح أنه من مواليد حلب عام ١٩٦٠ نشأ في منطقة اسمها الشعار إذ تلقى في مدارسها تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوي ، تأثر بالعلامة محمد الأنطاكي الذي جعله بأسلوبه المرح يعشق مادة اللغة العربية فأخذ منه طرائق تدريس علم النحو والصرف ومايلوذ به من علوم .وفي عام ١٩٨٠ عمل مدرساً في معهد العودة الخاص وكان حينها لم يتخرج من جامعة حلب بعد ، إذ كان يعمل ويدرس كي يؤمن مصاريف الدراسة الجامعية ولقد استطاع باجتهاده أن يكسب قلوب المدرسين ويكون له اسم بين عمالقة التدريس بالرغم من صغر سنه لذلك لقب ب "المدرس الفرخ ".

مسلماني مازال حتى يومنا هذا يعتبر مرحلة عمله في معهد العودة محطة ذهبية مكنته من أن يتعرف إلى نخبة من المدرسين العباقرة وينهل من خبرتهم في شتى المجالات ، بالإضافة إلى أن مجالستهم ومخالطتهم جعلته يطور ويبتكر أسلوباً مختلفاً لتدريس مادة اللغة العربية باستخدام وتطويع الألحان الموسيقية لتناسب قواعد اللغة العربية وشرحها عن طريق الغناء،

-وبالشرح المفصل عن تلك المرحلة يضيف مسلماني فيقول : عندما كنت أعمل في معهد العودة تعرفت إلى مدرسين قديرين حاولت قدر الإمكان أن أراقب أساليبهم في التدريس وأتعلم منهم ، ثم بعد أن تخرجت في جامعة حلب بدأت بإيجاد أسلوب خاص بي لأدرس مادة اللغة العربية لذلك كنت ألجأ إلى تأليف القصص ( أي أدرس مادة النحو بأن أروي قصة من تأليفي يكون أبطالها، لام النهاية،و الفعل، والفاعل ، والمضاف إليه، وحروف الجر والنصب .وكان وإن وأخواتهما . الخ ) .

وفي عام ١٩٩٠ بدأت بتلحين قواعد اللغة العربية كي أجذب الطالب وألغي الفكرة السائدة عن حصة مادة اللغة العربية بأنها مملة وجامدة بأن أحيلها إلى مادة مرنة تستحوذ على الأحاسيس ، فلقد انتبهت بأني إن اتبعت طريقة أساتذتي التي تعتمد على التلقين وحفظ القاعدة كماهي ، سوف أقود الطالب إلى نفس النتيجة التي وصلت إليها أنا وزملائي عندما كنا طلاباً إذ كانت حصة مادة اللغة العربية تشعرنا بالسأم والملل ، لذلك أردت من خلال مزج الموسيقا أن أكسر حاجز الملل وأن أغير الفكرة السائدة لدى طلاب العصر الحديث عن مادة اللغة العربية،كون طالب القرن العشرين يختلف تماماً في ميوله واتجاهاته عن طالب القرن التاسع عشر .

-وعن أسلوبه الذي ابتكره يتابع المدرس مسلماني فيقول : أسلوب تلحين القواعد النحوية أسلوب خاص بي ، إذ أقوم بتحويل الفصل إلى "كورال نحوي" فألقنهم درس النحو مستخدما الأنغام الموسيقية والألحان المختلفة ويشارك الطلاب بشكل كامل بالغناء معي وبالفعل هذه الطريقة تمنح الحصة الحركة والحيوية والنبض فضلاً عن أنها تشد الطالب وتجعله يحفظ القواعد بسرعة ، وأنا لا أبالغ إن قلت: إني المدرس الوحيد الذي يستخدم هذه الطريقة في إعطاء مادة النحو لطلاب وطالبات التعليم الإعدادي والثانوي في مدينة حلب منذ أكثر من ٣٠ عاما ، وماحفزني على ابتكار هذا الأسلوب مايسمى لدينا بالعامية في مدينة حلب (عداوة الكار ) إذ أردت أن أصنع شيئا أختلف به عن بقية مدرسي اللغة العربية حتى أولاً أن أتميز وألفت النظر إلى شخصيتي وثانيا كي لاأكون رقمت عاديا بين مدرسي اللغة العربية ولقد اجتهدت كي أكون مختلفاً ، وبالفعل لاقت طريقتي هذه النجاح وأصبح الطلاب يتسربون من الحصص الدراسية المخصصة لهم كي يحضروا حصتي التي تنبعث منها الموسيقا الممزوجة بالمعرفة والعلم ، مبينا بأن الطلاب في المدارس العامة والخاصة يواجهون صعوبة في فهم قواعد اللغة العربية لذلك بأسلوبه هذا استطاع بناء جسر قائم على التفاهم والتناغم ،

وفي ضوء ماقيل نجد أن مسلماني امتاز بمرونة المغامر الذي لايعرف اليأس أو الاستسلام ولايتوقف عن التجريب والبحث، فتمكن من أن ينقش له اسماً في عالم التدريس بإعادة بناء وتشكيل الصورة التقليدية مستخدماً ألوانه المختلفة من أنغام الموسيقا وإيقاعاتها المنوعة .. فكان نموذجاً لمدرس غير الفكرة السائدة عن مادة اللغة العربية وصنع باللحن والموسيقا علاقة قائمة على الإغواء لا التلقين بحيث استحوذ بها على عقل وقلب الطالب فإذا به فنان علم الصرف والنحو .

قد يهمك أيضا:

Netflix تعرض أول فيلم تشويق هوليوودى باللغة العربية
مؤتمر اللغة العربية الدولي الاستثنائي ينطلق بالإمارات 25 تشرين الأول

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدرس عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية المدرس عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab