اللُّغَةِ الفرنسية تكتسح العربية والأمازيغية في مدارس الحكومة في المغرب
آخر تحديث GMT12:26:39
 العرب اليوم -

اللُّغَةِ الفرنسية "تكتسح" العربية والأمازيغية في مدارس الحكومة في المغرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اللُّغَةِ الفرنسية "تكتسح" العربية والأمازيغية في مدارس الحكومة في المغرب

المدارس المغربية
الرباط - العرب اليوم

يستمر الجدل في المغرب حول لغات التدريس في المدارس الحكومية، مع تسجيل تمدد للفرنسية على حساب العربية والأمازيغية رغم دستوريتهما في المملكة وكان الفاعلون بمجال التربية والتعليم، ينتظرون بعد دستور 2011 أن تنال اللغتان الرسميتان وضعية متميزة في المنظومة التربوية، لكن ذلك لم يتحقق. فقد سجل تقرير حديث حول جودة التربية والتكوين في المغرب في ظل دستور 2011، تراجعا بالنسبة للغتين العربية والأمازيغية كلغتين للتدريس في المدرسة العمومية المغربية.

وكشف التقرير، الذي أعدته "الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم" غير الحكومية، أنه "بالنسبة للغة العربية لم تعد لغة للتدريس، على الأقل للمواد العلمية والتقنية وفي جميع مستويات المنظومة، وهو ما جعل حجمها يتقلص إلى حوالي النصف في التعليم الإلزامي". وذكر التقرير لمصدر إعلامي ، أن "عدد ساعات اللغة العربية، سواء كلغة للتدريس أو لغة مدرسة سينخفض من 6290 قبل إرساء التناوب اللغوي إلى 3468 بعده".

وأضاف أنه "في المقابل، ستتضاعف حصة اللغة الفرنسية لتنتقل من 2788 قبل التناوب اللغوي إلى 5610 بعده، لتصبح بذلك اللغة المهيمنة على وقت التدريس".

تمكين مفرط للفرنسية وفي تفسيره لهذا التمدد اللغوي الفرنسي على حساب اللغتين الرسميتين في المنظومة التربوية المغربية، يعتقد الخبير التربوي عبد الناصر ناجي، أن "مبدأ التناوب اللغوي بين العربية والفرنسية، الذي أقرته الرؤية الاستراتيجية، عندما حُوّل إلى قانون إطار، تم تأويله لصالح اللغة الفرنسية التي أصبحت لغة تدريس العلوم والتكنولوجيا".

وبيّن أنه "بسبب ذلك القرار قُزّم حضور اللغة العربية في زمن التدريس ليصبح قريبا من الثلث، في حين أن الفرنسية أصبحت تحتل الثلثين من زمن التعلم لدى التلميذ المغربي". وشدد ناجي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، على أنه "من الطبيعي أن يستمر الجدل بشأن لغات التدريس، في ظل إصرار البعض على التمكين المفرط للغة الفرنسية على الرغم من كل الدراسات والبحوث التي تؤكد أن لا جودة ترجى من منظومة تربوية لا تتبنى لغاتها الرسمية في التدريس". كما أشار الخبير التربوي إلى أن "اللغة العربية برهنت أنها قادرة على امتلاك ناصية العلم، إلى جانب غناها المعجمي الذي يفوق بكثير اللغات الأكثر تداولا في العالم اليوم، مما يجعل منها لغة قادرة على التوالد اللامتناهي".

صعوبات أمام الأمازيغية

ومن جهة أخرى، تعيش اللغة الأمازيغية في المغرب ظروفا أصعب مقارنة بالعربية، خصوصا أنها دخلت في بداية الألفية فقط إلى المدارس العمومية. وانخرطت وزارة التربية الوطنية في عملية تدريس اللغة الأمازيغية منذ أكثر من 19 سنة بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهو هيئة رسمية. وذكر تقرير الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم أن "تدريس اللغة الأمازيغية للمغاربة ما زالت تعترضه صعوبات تحول دون بلوغ طموح التعميم الذي حددته الرؤية الاستراتيجية 2015-2030".

وأطلق هذه الرؤية "المجلس الأعلى للتربية والتكوين"، لإرساء مدرسة جديدة قوامها الإنصاف وتكافؤ الفرص والجودة للجميع، والارتقاء بالفرد والمجتمع. ولاحظت الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم أن "نسبة تغطية تدريس الأمازيغية لازالت في حدود 15 بالمئة من مجموع طلاب الابتدائي"، متوقعة أنه "إذا استمر الارتفاع في المنحى نفسه فلن يتحقق تعميم تدريس الأمازيغية إلا بعد 50 سنة".

ويرى جواد الزوبع أستاذ الأمازيغية بكلية متعددة التخصصات بالناظور التابعة لجامعة محمد الأول، أن "واقع تدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة المغربية يتسم بالضبابية والتراجع".واعتبر الزوبع في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن نجاح تدريس هذه اللغة الرسمية "رهين بتفعيل الحماية القانونية للأمازيغية في جميع المجالات، وذلك بإعطائها موقعا حقيقيا في التدبير اللغوي، والمكانة التي تستحقها كلغة رسمية في دستور 2011، في إطار سياسة لغوية وثقافية عادلة ومنصفة من أجل بناء دولة لجميع المواطنين".

ولفت الأكاديمي والباحث في اللسانيات الأمازيغية، إلى "عدة أسباب تحكمت في فشل تدريس اللغة الأمازيغية في المنظومة التعليمية المغربية منذ انطلاقها في الموسم الدراسي 2002-2003، منها أساسا عدم تفعيل مجموعة من المذكرات الوزارية ذات الصلة بتنظيم وتعميم تدريس الأمازيغية في التعليم العمومي، إضافة إلى أن انتقاء عدد قليل جدا من الأساتذة المتخصصين في هذه اللغة، لن يساهم في تعميم تدريسها في كل المستويات والمسارات الدراسية لمدة طويلة من الزمن".

وخلص أستاذ الأمازيغية إلى أنه "بهذه الطريقة التي يتم التعامل بها مع قضية تدريس الأمازيغية، وفي ظل غياب تام لقانون يؤطر التخصص في التعليم الابتدائي، فإنه لا يمكننا الحديث عن تعميم تدريسها لمدة عقد من الزمن".

قد يهمك ايضا 

وزارة التربية المفربية تنفي حذف مادة التربية الإسلامية من الامتحانات

وزارة التربية المغربية تقرر اعتماد التعليم الحضوري في جميع المستويات

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللُّغَةِ الفرنسية تكتسح العربية والأمازيغية في مدارس الحكومة في المغرب اللُّغَةِ الفرنسية تكتسح العربية والأمازيغية في مدارس الحكومة في المغرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab