الرباط - العرب اليوم
أغلقت عشرات المدراس في المغرب أبوابها، وذلك بعد تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا في صفوف الطلبة والمعلمين. وفي ظرف خمسة أيام، تم تسجيل حوالي خمسة آلاف إصابة، في مختلف جهات البلاد. وقد نجم عن ذلك إغلاق 130 مؤسسة تعليمية. وفي نشرتها الأسبوعية لتتبع الحالة الوبائية بالمدارس، أكدت وزارة التعليم أن الإصابات سجلت في الفترة الممتدة من 10 إلى 15 من يناير الجاري، وأنه تم على إثر ذلك إغلاق المؤسسات التعليمية التي شهدت تسجيل إصابات، ومنها 24 مؤسسة تابعة للبعثات الأجنبية في المغرب.
وتقضي التدابير الوقائية التي اعتمدتها الوزارة مع بداية الموسم الدراسي الحالي، بإغلاق الفصل واعتماد التعليم عن بعد لمدة سبعة أيام، عند تسجيل ثلاث إصابات أو أكثر بنفس الفصل الدراسي خلال أسبوع واحد. أما في حال تسجيل عشر إصابات أو أكثر بفصول دراسية مختلفة على مستوى المؤسسة، فيتخذ قرار إغلاق المؤسسة واعتماد التعليم عن بعد لمدة سبعة أيام. ويعيش المغرب منذ أسابيع موجة وبائية ثالثة دفعت بالحكومة إلى اتخاذ مجموعة من القرارات، من بينها إغلاق الحدود الجوية والبحرية، منذ نوفمبر الماضي.
إرباك مع اقتراب الإمتحانات
وقد خلق قرار إغلاق المدارس حالة من الغضب في صفوف أسر الطلبة، خاصة بجهتـي الدار البيضاء والرباط اللتين تصدرتا لائحة المدارس المغلقة بـ94 مدرسة من أصل 130. وقد اعتبر نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأولياء الطلبة بالمغرب، أن الإغلاق المتتالي للمدارس خلق نوعا من الإرباك في العملية التعليمية، خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات الخاصة بنهاية الأسدس الأول. وفي تصريح لمصدر إعلامي "، اعتبر عكوري أنه من غير المعقول أن يتم إغلاق مدرسة تضم أكثر من 1000 طالب، لمجرد إصابة عشرة أشخاص بكوفيد-19، مضيفة "بالنسبة لي فإن عددا من التلاميذ أصبحوا في عطلة اضطرارية".
وعوض اللجوء إلى إغلاق المدارس، يقترح المسؤول التربوي فرض نظام مراقبة صارم لإجبار الطلبة على احترام التدابير الوقائية، مع متابعة كل حالة على حدة، عبر مطالبة الآباء بمنع أبنائهم من الحضور إلى الفصل في حال إصابة أحد أفراد الاسرة أو الاشتباه في ذلك. أما بالنسبة لسعيد عفيف، الطبيب وعضو اللجنة العلمية للتطعيم، فإن المؤسسات التي تم إغلاقها لمدة مؤقتة، تضم مجتمعة بضعة آلاف من الطلبة وهو "رقم ضعيف" بالمقارنة مع الرقم الإجمالي لطلبة المملكة والذي يفوق المليون. في المقابل، وفي حديث خص به موقع "سكاي نيوز عربية"، يعتبر الدكتور عفيف، الأخصائي في طب الأطفال، أن التعليم الحضوري يظل النمط الأنسب من أجل التحصيل، معتبرا أن التعليم عن بعد له وقع سلبي على نفسية الطلبة وأيضا على مدى قدرتهم على فهم الدروس.
تجربة التعليم عن بعد
ويعزز هذا الطرح، نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأولياء الطلبة بالمغرب، الذي يؤكد أن الزيارات الميدانية لعدد من المؤسسات التعليمية تكشف "عدم الاستعداد" لخوض تجربة التعليم عن بعد، من جديد. وفي مارس 2020، فرضت الحكومة المغربية حجرا صحيا شاملا، أغلقت على إثره جميع المدارس مع إلزام الطلبة على البقاء في منازلهم وتلقي دروسهم عن بعد. وقد كان الأساتذة يسجلون الدروس عبر فيديوهات تبث على شاشات التلفزيون والإنترنت، كما يتواصلون بشكل مباشر مع الطلبة عبر تطبيق واتساب. غير أن هذه التجربة، غير المسبوقة في المغرب، واجهت العديد من المشاكل المرتبطة أساسا بنقص وسائل العمل وجاهزية الكوادر التعليمية، خاصة في المناطق القروية بسبب المشاكل المرتبطة بضعف شبكة الإنترنت. ومع انتشار الموجة الوبائية الثانية خلال الصيف الماضي، اضطرت وزارة التعليم، في سبتمبر، إلى تأجيل الدخول المدرسي لمدة شهر تجنبا لسيناريو التعليم عن بعد، لكنها جعلت هذا الخيار "الصعب" قائما، حسب تطور الوضعية الوبائية.
أوميكرون يقلب القواعد
ويعيش المغرب منذ نهاية السنة الماضية، موجة وبائية ثالثة تتميز بهيمنة متحور أوميكرون. ووفق آخر المعطيات التي كشفت عنها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن الحالات المصابة بالمتحور أوميكرون تمثل 95 في المئة من مجموع الإصابات. وفي تصريح لمصدر إعلامي "، أكد معاذ المرابط، منسق مركز طوارئ الصحة العامة بالوزارة، أن 5 في المئة من الأطفال المغاربة أصيبوا بكوفيد-19، مرجحا أن تكون النسبة أكبر من ذلك. ويعلل المرابط هذا الموقف بقلة إجراء الفحوصات في صفوف الأطفال، لعدم ظهور الأعراض عليهم، لكن المسؤول الصحي أكد وفاة بعض الأطفال نتيجة الإصابة بالفيروس، خاصة من يعانون من مراض مزمنة.
قد يهمك ايضا
وزارة التربية المفربية تنفي حذف مادة التربية الإسلامية من الامتحانات
وزارة التربية المغربية تقرر اعتماد التعليم الحضوري في جميع المستويات
أرسل تعليقك