رائد الديماسي، طالب تونسي في السنة الخامسة في كلية الطب بأوكرانيا يبلغ من العمر 24 سنة يروي تفاصيل رحلته ونجاته من أتون الحرب الدائرة في أوكرانيا.والديماسي وصل إلى تونس في أول رحلة إجلاء يوم 1 مارس/آذار، ضمت 109 طلاب.بدموع وحزن على وجهه، عاد الديماسي إلى لحظات الرعب الأولى التي استيقظ على وقعها ليقول: "استفقت على الساعة الخامسة ونصف من يوم 24 فبراير/شباط الماضي على صوت انفجارات وصواريخ وصوت صافرات إنذار".
وتابع: "فتحت التلفزيون والإنترنت لاكتشف أن الحرب بدأت، وغزو روسيا لأوكرانيا انطلق عبر مدينة أوديسا التي اقطنها، فاتصلت بأصدقائي من التونسيين وتجمعنا في بيت واحد ثم اتصلنا بوزارة الشؤون الخارجية التونسية".وأضاف: "لم نستطع تحمل الانتظار ولم نستجب لدعوات جمعية الجالية التونسية بأوكرانيا، بالبقاء في الملاجئ إلى حين إرسال طائرة لإجلائنا من أوديسا خاصة وأن المجال الجوي أغلق، لم نصدق مثل هذه الدعوات وقررنا الفرار بمفردنا".
وأضاف: "انطلقت رحلتنا بعدها بيوم مع أصدقائي التونسيين الذين كنا 11 تونسيا، سبع بنات و3 رجال وهرعنا إلى الحدود مع مولدوفيا عبر سيارات استأجرناها على حسابنا الشخصي".وتابع: "رحلة الوصول إلى الحدود كانت صعبة ومحفوفة بالمخاطر، رأينا مشاهد الموت بأعيننا وأصوات الصواريخ ملأت آذاننا".
وقرّر الطالب رائد الديماسي صحبة رفاقه الفرار إلى دولة مالدوفا الواقعة شرقي أوروبا بين أوكرانيا ورومانيا، وذلك بعد طلب اللجوء وقطع آلاف الكيلومترات تنقلا عبر شاحنات لمتطوعين من الشعب المولدوفي.
وأوضح الديماسي: "مشينا على الأقدام لكيلومترات وبمجرد وصولنا إلى مولدوفا وجدنا العناية والإحاطة وأرسلونا إلى الملاجئ، وهناك اتصلت بسفيرة تونس برومانيا وأرسلنا لها قائمة بأسمائنا وقضينا الليلة هناك واصطحبتنا عبر الباص إلى رومانيا".وتابع: "نمنا ليلة في مبيت برومانيا دون توفير الأكل والماء واستفقنا بعدها بيوم على صوت يصرخ يتكلم باللغة الرومانية لم نفهمه".
وأضاف: "من شدة خوفنا لم نستطع الاطمئنان ولم نفتح الباب واتصلنا مباشرة بالسفيرة التونسية برومانيا لتخبرنا بأنه حان موعد السفر والعودة إلى الوطن وعلينا التوجه إلى مطار بوخارست لنجد طائرة عسكرية تونسية اعادت الأمل فينا ".وزاد الديماسي: "3 ساعات ونصف كانت فترة الرحلة التي لم نشعر بها من هول الضحك المستمر ونحن نسترجع لحظات هروبنا من أتون الحرب وتفاصيل كانت مخيفة ومرعبة باتت مضحكة".
وتابع: "صعدنا الطائرة العسكرية التي استقبلونا جنودها بكل حرارة والدموع كست أعينهم لأنهم كانوا يعرفون خطورة ما مررنا به".وأضاف: "في المطار وجدت وزير الخارجية ووفدا رسميا في استقبالنا.. وبحثت بأعيني لأرى والديا من بعيد فركضت نحوهما وهرعت لأحضانهما".
مستقبلنا الأهم
وعبر عن تخوفه من ضياع وثائقه الجامعية الرسمية بجامعة أوديسا قائلا: "تركت جميع وثائقي الرسمية وشهائدي الدراسية بكلية الطب بأوديسا"، معبرا عن تخوفه من قصف الجامعة وفقدانه كل وثائقه.وأكد أنه يجب على الدولة الالتفات للطلبة العائدين من أوكرانيا إما بإلحاقهم بجامعات تونسية أو إرسالهم لجامعات في دول أخرى: "أخشى أن تتواصل الحرب ويضيع مستقبلنا".
ويقيم أكثر من 1500 تونسي بأوكرانيا ويتركزون في 4 مدن، أوديسا على البحر الأسود، ودنبرو وخاركوف على حدود روسيا، ونسبة ضئيلة بالعاصمة كييف، وفق جمعية "الجالية التونسية في أوكرانيا".
والثلاثاء 1 مارس/آذار الجاري، وصلت إلى مطار قرطاج الدولي في العاصمة تونس، أول رحلة جوية تحمل تونسيين قادمة من رومانيا بعد وصولهم إليها هربا من الحرب في أوكرانيا.وقال متحدث وزارة الخارجية التونسية محمد الطرابلسي، في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية، إن "طائرة تتبع لسلاح الجو التونسي حطت في مطار قرطاج الدولي وعلى متنها 106 أفراد من الجالية التونسية بأوكرانيا ممن وصلوا الحدود البرية مع رومانيا".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كورونا" في مطار قرطاج الدولي
ضبط سلاح "كلاشينكوف" بحوزة مسافرة في مطار قرطاج بتونس
أرسل تعليقك