القراءة للأطفال تجعلهم أكثر ذكاء
آخر تحديث GMT12:42:40
 العرب اليوم -

القراءة للأطفال تجعلهم أكثر ذكاء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - القراءة للأطفال تجعلهم أكثر ذكاء

القراءة للأطفال
روما - العرب اليوم

القراءة للأطفال تجعلهم أكثر ذكاءرغم أن القراءة للأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة تبدو مجرد فعل ترفيهي روتيني، إلا أن العديد من الدراسات أشارت إلى الأهمية الكبيرة والأثر الإيجابي لهذا العمل سواء على مستوى تنمية المهارات اللغوية والإدراكية أو على المستوى العاطفي والوجداني، لأن القراءة تجعل الطفل يتفاعل مع أحداث القصة بشكل أكبر وأشارت أحدث دراسة لباحثين من جامعة ترينتو University of Trento بإيطاليا إلى احتمالية أن تكون القراءة بصوت عالٍ للأطفال في الفئة العمرية من 6 وحتى 12 عاما من العوامل المهمة التي تساهم في ارتفاع مستوى الذكاء لهم.

مهارات فكرية

أجرى الباحثون الدراسة على 626 من الطلاب في 32 مدرسة حول أرجاء إيطاليا حيث يتلقى الأطفال عادة حوالي 6 ساعات من الدروس في يوم دراسي مدته ثماني ساعات. وقام الباحثون بعمل مجموعة عمل مع التلاميذ بشكل تفاعلي interventional group بحيث يقوم المعلم بقراءة بعض القصص الخيالية المناسبة لكل فئة عمرية من الطلاب على أن تكون القراءة بصوت عالٍ لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم. وكانت هناك مجموعة «ضابطة» control group بمارس أنشطتها بشكل طبيعي بحيث تكون هذه المجموعة هي المحددة للنتائج بشكل محايد.

قام العلماء بعمل قياس لمعامل الذكاء في الأطفال مرتين الأولى في بداية التجربة والثانية بعد مرور أربعة شهور من خلال مقاييس معينة تقيس القدرات المعرفية والإدراكية Cognitive Assessment System Scale أو اختصاراً (CAS2). وتقيس هذه الاختبارات المختلفة حصيلة المفردات اللغوية وفهم المواقف المختلفة والمغزى من أحداث معينة وأيضاً أوجه التشابه بين حدث وآخر أو شخص وموقف معين بجانب القدرة على التحليل والاستنباط وأيضاً مدى الانتباه والتركيز.

أوضح الباحثون أن الأطفال في المجموعة المحددة للنتائج (الضابطة) أظهروا تحسنا في اختبارات الذكاء المختلفة وقالوا بأن ذلك كان متوقعا بالطبع كجزء من التطور الطبيعي للنمو. ولكن بالمقارنة مع الأطفال الذين تمت القراءة لهم بصوت عالٍ بشكل ثابت يومياً لمدة ساعة، فقد حقق هؤلاء الأطفال تقدما ملحوظا وهائلا في مقاييس الذكاء بجانب أن جميع هؤلاء الأطفال زادت معرفتهم بالمترادفات المختلفة والمعاني المجازية للكلمات وأيضاً حدثت تنمية لمهارات التفكير المنطقي لديهم.

أشار الباحثون إلى أن النتائج عبارة عن حصيلة جهود استمرت لمدة عقد من الزمان لتأثير القراءة بصوت على كل من البالغين والأطفال وهو الأمر الذي دفع المقاطعة إلى إقرار القراءة لمدة ساعة يومياً في المدارس. وبمجرد أن تقوم الدولة بتدريب المعلمين يمكن أن يؤدي ذلك إلى تأثير طويل المدى على الأطفال، خاصةً أن الأبحاث السابقة أوضحت أن قراءة الروايات الأدبية يمكن أن يكون لها فوائد أخرى للأطفال مثل تنمية مهاراتهم العاطفية الاجتماعية.

فوائد عاطفية

تمت مناقشة نتائج الدراسة في بداية شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي في لقاء افتراضي كجزء من اجتماع الجمعية الطبية لعلم النفس Association for Psychological Science meeting. وأوضح الباحثون أن القراءة للأطفال أو حتى البالغين لها فوائد على المستوى الوجداني والعاطفي كبيرة جداً نظراً لارتباط القصة نفسها بالصوت خاصةً إذا كان الشخص الذي يقوم بالقراءة تم تدريبه بشكل مناسب أو حتى إذا كان يتمتع بشكل تلقائي بطريقة محببة للمتلقي.

وتميز الأطفال الذين تمت القراءة بقدر أكبر من المفردات أكثر من أقرانهم الآخرين كما كانت أكثر تنوعاً بجانب أنهم أصبحوا أكثر دراية بالكتب والمجهود المبذول في كتابة كتاب معين، وفي المجمل اكتسبوا معرفة أوسع بالعالم من حولهم. وأشار الباحثون إلى أهمية التركيز على (التفاعل) بشكل أساسي أكثر من (القراءة) كفعل مجرد رغم فوائدها الكثيرة. ولكن المثير في التجربة هو ارتفاع الصوت بالحدث موضحين أنه دائما كانت مكتبات المدارس تحتوي على آلاف الكتب ولكن لم يكن لها نفس التأثير التفاعلي خاصةً على الأطفال الذين لا يستطيعون التركيز لفترات طويلة.

ونصحت الدراسة البالغين الذين يقومون بالقراءة للأطفال سواء المعلمين أو الآباء في المنازل بضرورة تغيير نبرة الصوت مع الحدث والتحرك بشكل دائم إذا أمكن ذلك والإشارة إلى الأشياء المختلفة التي تكون ذات صلة بموضوع الرواية فضلاً عن عمل أداء تمثيلي معين لتكون التجربة أكثر فاعلية وتأثيراً على الأطفال. ومن المعروف أن هناك العديد من الورش الفنية التي تؤهل الأشخاص لممارسة (الحكي) بصفته فنا بحد ذاته.

وقال الباحثون بأن العديد من الأطفال الذين يعرفون القراءة ربما يحجمون عن ممارستها لعدم معرفتهم المعاني المختلفة للكلمات سواء المعاني المباشرة التي تفوق معلوماتهم أو المعاني بشكلها المجازي مما يجعل فعل القراءة غير ممتع ولكن المشاركة بالاستماع للقصة وشرح معانيها المختلفة تخلق ارتباطا بين الطفل والحدث وعندما يقرأ هذه الرواية بمفرده بعد ذلك يشعر بمتعة كبيرة نظراً لإحاطته بالأحداث بشكل كامل.

وأشار الباحثون إلى أهمية القراءة بصوت عال لأنها تشبه الكتب الصوتية حيث تقوم بما يعرف «فك التشفير البصري للنص visual decoding of text»، ويرتبط المستمع بشكل أساسي بالسرد والاستمتاع باللغة والتركيز على المفردات المختلفة وجميع عناصر الخيال الموجودة في الرواية. ولدى الأطفال بشكل خاص يكتسب الأمر أهمية أكبر من البالغين لأن تنمية الخيال والتفاعل الوجداني يعتبران جزءا أساسيا من النمو بشكل عام مما يجعل القراءة نوعا من التربية تجمع بين المتعة والتعلم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

دراسة تؤكد أن القراءة للأطفال في سن 6 أشهر تزيد من مهاراته

نصائح مفيدة لتعليم القراءة للأطفال

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القراءة للأطفال تجعلهم أكثر ذكاء القراءة للأطفال تجعلهم أكثر ذكاء



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab