العراق يعاني من أزمة مائية كبيرة وتركيا المنقذ الوحيد
آخر تحديث GMT06:06:34
 العرب اليوم -

كشف خبراء إلى "العرب اليوم" خطورة الوضع القائم

العراق يعاني من "أزمة" مائية كبيرة وتركيا المنقذ الوحيد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العراق يعاني من "أزمة" مائية كبيرة وتركيا المنقذ الوحيد

نهري دجلة والفرات
بغداد – نجلاء الطائي

يعتمد العراق في تأمين المياه بشكل أساسي على نهري دجلة والفرات، وروافدهما والتي تنبع جميعها من تركيا وإيران وتلتقي قرب مدينة البصرة جنوب العراق لتشكل شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.

وحذرت لجنة المياه والزراعة النيابية، من تفاقم أزمة المياه بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى حدوث "كارثة " إنسانية كبيرة، داعية اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية معالم العراق المائية.

وأكدت عضو لجنة المياه والزراعة النيابية شروق العبايجي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ العراق يخوض حربًا ثانية غير حرب التطرف، وهي "حرب المياه"، مطالبة بالتدخل أو اتخاذ إجراءات سريعة لمنع الهدر في الموارد المائية.

وأشارت العبايجي إلى ضرورة تشكيل مجلس وطني للمياه، مبينة أن قضية المياه العراقية هو شأن داخلية يتطلب تشريع قانون يضمن فيه الاستخدام الأمثل وإعداد خطة من قبل متخصصين في المياه لتوزيع الأمثل للمياه من دون إهدار قطرة ماء من دون الاستفادة منها بالشكل الصحيح.

وأوضحت أنه من الضروري معالجة الأمور الداخلية بشأن المياه، ومن ثم التطرق إلى الأمور الخارجية، في إشارة إلى الجانب التركي والإيراني على حد سواء.

وحول المحادثات مع الجانب التركي رأت العبايجي، أنّ المناقشات دائمًا ما تتعلق بقضية حصة العراق المائية من نهري دجلة والفرات، مبينةَ أن هذا الأمر لا يخلو من الحراك والتطور على اعتبار أن هناك مصالح متبادلة بين البلدين تتطلب من السلطات التركية وجود رؤية واضحة بخصوص حصة العراق المائية.

وأبرزت أنَّ العراق يمر في "أزمة" مائية كبيرة ولابد من الجانب التركي تدارك هذه المشكلة من خلال زيادة حصة العراق المائية، وأضافت أنَّ "المياه أخذت طابعًا سياسيًا من خلال استعمال تركيا كوسيلة ضغط تتحكم بها على الجانب العراقي"، منوهة إلى وجود "اتفاقيات ومعاهدات وبرتوكولات دولية بين شواطئ المنبع 1997، والتي شاركت بها اكثر من 30 دولة، وبقية حيز التنفيذ".

وأكدت العبايجي أنَّ تركيا أنشأت (سد الكاب)، الذي يقوم هذا السد بـ"تقليل" مناسيب المياه إلى العراق، وخصوصا في الجهة الوسطى والشمالية، منوهة إلى أن تركيا أخذت تتلاعب بـ"مصير" العراق المائي واستعماله ورقة ضغط على الحكومة العراقية  تطرحها عند الضرورة.

وأكملت أنَّ "العراق ما زال لم ينظم علاقاته مع دول الجوار، فيما يخص حصصه المائية"، مطالبة الحكومة بـ"اتفاقية" حقيقية مع تركيا تضمن حصته المائية، وكشفت عن وجود مذكرة تفاهم مع تركيا؛ عدتها بـ"الخجولة " وتحتاج إلى توسيع من قبل مختصين بشأن المياه.

وشدَّد على أهمية "ربط الملف التجاري مع تركيا بـ"ملف" المياه لضمان حصص العراق المائية"، لافتًا إلى أنَّ لجنته “طالبت لجنة العلاقات الخارجية بان يكون لديها تحرك على دول الجوار فيما يخص موضوع المياه في العراق".

وترى أنَّ "تركيا لم تعط العراق حصته بالشكل الصحيح، فضلًا عن محاولتها المستمرة بالتقليل من أجل مكاسبها الذاتية من المكاسب لصالحها، لذا نلاحظ بنائها سدود كسد "اليسو" لحبس المياه، ودعت إلى "عقد اتفاقية مائية إستراتيجية مع تركيا تنظم الحصص المائية".

وبخصوص حلّ أزمة المياه لفصل الصيف الحالي، أكدت النائب اعتماد العراق على الخزان المائي الإستراتيجي المتوفر في نهري دجلة والفرات وبحيرات الثرثار، فضلا عن السدود التي منها سد الموصل وذوبان الثلوج الحاصل في المناطق الشمالية الذي ساعد على معالجة شحت المياه بصورة "مؤقتة " لهذا العام.

وأخيرا جزمت العبايجي أن تعديلات قانونية ستجري على مشروع قانون المجلس الوطني يقتضي "إبرام" اتفاقات جديدة تحدد فيها الحصص المائية مع دول المنبع على وفق القانون.

ويرى أستاذ قسم العلاقات الاقتصادية الدولية الدكتور رائد العبيدي، أن "المشكلة المائية بين العراق وتركيا برزت لأول مرة في منتصف السبعينات من القرن الماضي، إثر انجاز تركيا بناء سد كيبان أحد السدود الضخمة وتخزين المياه فيه".

وبيَّن العبيدي في تصريح إلى "العرب اليوم" أن "نقص المياه في العراق بلغ حدا كبيرا، بسبب العجز في الميزان المائي بين العرض المحدود والطلب المتزايد على المياه"، وأوضح أنَّ "هذه المشكلة هو دق جرس الإنذار للحكومة العراقية ولجميع المعنيين بحاضر ومستقبل هذا البلد من النتائج والتداعيات الخطيرة وربما الكارثة التي يمكن أن يواجهها مستقبل العراق".

ولفت إلى أنَّ "نتيجة المشاريع المائية ذات الصلة بنهري دجلة والفرات من قبل دول الجوار الجغرافي للعراق تركيا وسورية وإيران، التي أدت إلى تجاوز هذه الدول على حقوق العراق المائية في نهري دجلة والفرات نتيجة الممارسات الغير قانونية المتبعة في مشاريع الدول المذكورة"، وأبرز أنَّ "أزمة المياه بين العراق وتركيا من دون تجاهل أبعادها الأخرى هي قضية قانونية".

وكشف أنَّ "سياسة تركيا تقوم على فكرة مؤداها أحقيتها في السيطرة على المصادر المائية، مثلما يسيطر العراق على آبار نفطه، رافضة موقف القانون الدولي بشأن الأنهار الدولية أو الحقوق المكتسبة للعراق في نهري دجلة والفرات".

ونوَّه العبيدي بأنَّ "السياسة المائية التركية المتمثلة بمشروعها الضخم (GAP)على نهري دجلة والفرات في الوقت الذي تقدم فيه لتركيا مكاسب ومزايا مهمة سوف تنعكس بآثارها الاقتصادية الضارة على العراق".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق يعاني من أزمة مائية كبيرة وتركيا المنقذ الوحيد العراق يعاني من أزمة مائية كبيرة وتركيا المنقذ الوحيد



GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 11:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف شعاب مرجانية عمرها 300 عام تفوق حجم الحوت الأزرق

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab