واشنطن - العرب اليوم
كشفت دراسة حديثة أنَّ الفترة التي كان فيها للبشر تأثير دائم على كوكب الأرض، لن تتحدد بما أنجزه الإنسان من رحلات إلى الفضاء، وابتكارات طبية وتقنية، بل ببساطة من خلال "الدجاج" المتواضع.
وأشار العلماء إلى أن عصر "الأنثروبوسين"، وهي الفترة التي بدأ فيها تأثير الإنسان بشكل دائم على الكوكب، والتي تعود إلى العصر الصناعي الذي بدأ منذ معرفة الإنسان للصناعة، منذ عام 1950 تقريبًا، سيتم تحديده عن طريق الكميات الهائلة من عظام الدجاج على الكوكب.
وقالت الدراسة الحديثة "إنَّ البشر يذبحون أكثر من 50 مليار دجاجة كل عام، ما يخلق كتلة يبلغ حجمها ثلاثة أضعاف جميع الطيور الأخرى على كوكبنا مجتمعة".
ووجدت أبحاث أجريت عام 2015، أنَّ التركيب الجيني للدجاج قد تغير مرتين خلال نصف قرن فقط، وهذا يشير إلى أنَّ الطيور تتطور بشكل مذهل بمعدل 15 مرة أسرع من المتوقع.
ويوجد حوالي 22 مليار دجاجة على الكوكب في الوقت الحالي، ويقول علماء الجيولوجيا "إنَّ هذه الطيور هي رمز الطريقة التي نشكل بها البيئة، وأن بقايا الدجاج المتواضعة ستكون أهم الأحافير في عصرنا".
وقالت الدكتورة كاريز بينيت وهي عالمة جيولوجيا بجامعة ليسيستر، والتي قادت الدراسة "إنَّ العدد الهائل للدجاج هو من حيث الحجم أعلى من أي نوع آخر من الطيور الحية اليوم" ، مضيفًا "يمكننا القول إننا نعيش على كوكب الدجاج".
وقد يهمك أيضا:تنبّؤات بحدوث انقراض جماعي للأنواع البيولوجية التي تقطن الأرض
وتابعت الدكتورة بينيت قولها "نعتقد أن الدجاج رمز مهم حقًا لأحفادنا عن هذا العصر، وتأثير الإنسان على كوكب الأرض"، فمنذ منتصف القرن الماضي، زادت كتلة أجسام الدجاج بحوالي خمسة أضعاف عن أسلافها".
وقال العلماء "إنَّ الدجاج سيتفوق على علامات أخرى لـ"الأنثروبوسين" بما في ذلك البلاستيك والأسمدة والوقود الأحفوري"، وكتبوا أن "مورفولوجيا الهيكل العظمي، وعلم الأمراض، والجيوكيمياء العظمية وعلم الوراثة للدجاج الحديث، تختلف اختلافا واضحا عن تلك الخاصة بأسلافهم".
واستخدم العلماء السجل الأثري للنظر في كيفية تغير الدجاج على مر السنين، ويقولون "إنَّه رمز لهذا العصر الجيولوجي".
وأوضح العلماء أنَّه باعتبارها أكثر أنواع الفقاريات الأرضية عددًا على الكوكب، مع البيولوجيا التي شكلها البشر، فإن الدجاج الحديث هو رمز لمحيطنا الحيوي المتغير".
وقالت الدكتورة بينيت "إنَّه عندما تدرس الأجيال القادمة صخور عصرنا الحالي، فإنها ستشاهد على الأرجح "علب الصفيح والقوارير الزجاجية وقطعا من المواد التي كانت بلاستيكية في السابق، وأيضا عظام الدجاج".
وقد يهمك أيضا:اكتشاف سحابتين غامضتين من الغبار بالقرب من كوكبنا
أرسل تعليقك