لندن - سليم كرم
اكتشف الباحثين أن الأسماك الذهبية تنتج الكحول من أجل النجاة من الشتاء القارص تحت البحيرات المجمدة، وربما تفقد مثبطاتها نتيجة لذلك ، وقد يموت البشر في غضون بضع دقائق من دون الأكسجين، ولكن هذه الأسماك الصغيرة المحظوظة وأقاربها البرية، الشبوط القاسي، يمكنهم البقاء على قيد الحياة لأشهر عدة في وقت يكون الماء خالي من الأكسجين ، حيث أنها تفعل ذلك عن طريق تحويل حمض اللاكتيك إلى الإيثانول الذي يمنعها من تسمم أنفسها .
ويعد إنتاج الكحول ربما يجعلها ثملة قليلًا أيضًا ، وأظهرت الأبحاث التي أجرتها جامعة ليفربول وأوسلو أن سمك الشبوط ينتج ما بين 50 و 100 ملغ لكل مليلتر في دمه.
ويقول الباحث مايكل بيرينبرينك، وهو عالم فيزيولوجي تطوري في جامعة ليفربول "هذا الحد يضعهم فوق الحد القانوني المسموح به لشرب الكحوليات أثناء القيادة في معظم البلدان".
وقاس الباحثون حدود الكحول في الدم عند الأسماك الذهبية المحلية في المختبر ووجدوا أنها يمكن أن تصل إلى مستويات نحو 50 ملغ لكل 100 مل ، كما أن الحد القانوني المسموح به لشرب الكحوليات أثناء القيادة هو 50 ملغ لكل 100 ملليلتر في إسكتلندا ومعظم الدول الأوروبية و 80 ملغ لكل ملليلتر في إنجلترا والولايات المتحدة.
وأظهرت التجارب التي أجراها باحثون آخرون أن ارتفاع مستويات الكحول قد يعني فقدان مثبطاتها، وهذا يفترض أنهم أقل قلقًا ، تعتمد مستويات الكحول في الدم التي ينتجونها على حجم الحيوانات، ودرجة حرارة الماء والوقت".
وقد أظهر الفريق أن عضلات السمك الذهبي وسمك الشبوط القاسي تحتوي ليس فقط على المعتاد، ولكن على مجموعتين من البروتينات تُستخدم عادة لتوجيه الكربوهيدرات نحو تحليلها داخل ميتوكوندريا الخلية ، وهي خطوة رئيسية لإنتاج الطاقة.
في حين أن مجموعة واحدة من هذه البروتينات تبدو مشابهة جدًا لتلك الموجودة في الأنواع الأخرى ، ويتم تنشيط المجموعة الثانية بقوة من خلال عدم وجود الأكسجين ، وهذا التحول يسمح لهم بإنتاج الإيثانول خارج الميتوكوندريا.
وأضاف الدكتور بيرينبرينك "يمكن لهذه الأنواع تحمل مستويات منخفضة من الأوكسجين في مياهها وضعف نوعية المياه ، وهذا يعني أنه يمكن للناس الاحتفاظ بهم دون مرشح ونظام تهوية بكل بساطة في حوض الأسماك، على الرغم من أنني لا أوصي بهذا لرعاية الأسماك" .
ويسمح إنتاج الإيثانول لبروتين سمك الشبوط القاسي بالبقاء على قيد الحياة والتكيف مع هذه البيئات القاسية ، وهذا يعني أنه يتجنب المنافسة ويهرب من الافتراس من قبل أنواع الأسماك الأخرى التي تتفاعل معها عادة في المياه ذات كميات الأكسجين الجيدة.
أرسل تعليقك