وارسو البولندية مدينة تُصارع ارتفاع الضباب الرمادي
آخر تحديث GMT15:15:00
 العرب اليوم -

بعد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية

وارسو البولندية مدينة تُصارع ارتفاع الضباب الرمادي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وارسو البولندية مدينة تُصارع ارتفاع الضباب الرمادي

الضباب من وارسو
وراسو ـ لينا عاصي

يعمل الشاب ميشال سزكالا "21 عامًا" في تقطيع الأشجار مما يجعله يبقى في الهواء الطلق طوال اليوم إلا أن قرر أخذ أسبوع عطلة من العمل بعد أن سماع أخبار ارتفاع الضباب الداخني إلى مستويات قياسية في البلاد، ويقول سزكالا  بينما يخرج مع صديقه من مسرح في Targowek أحد المناطق الأكثر تضررًا من ارتفاع مستويات التلوث في وارسو " لا أعرف ما يمكن أن يحدث لي في هذا الضباب"، حيث ينتشر الضباب الرمادي مع رائحة الأبخرة في وارسو وعشرات المدن البولندية الأخرى ما أدى إلى مشكلة عالمين مرتبطة ببكين ونيودلهي في قلب أوروبا، واستغرق الأمر في 8 يناير/ كانون الثاني نحو نصف يوم لتخطى الضباب الدخاني جميع السجلات المتعارف عليها خلال 10 سنوات منذ التزام بولندا بتوجيه الاتحاد الأوروبي ووضع نظام لرصد تلوث الهواء.

واستجاب مسؤولوا مدينة وارسو بجعل كل المواصلات العامة مجانا يوم الإثنين الماضي لإبعاد السيارات عن الطرق كما حثوا السكان على البقاء في منازلهم إلا للضرورة، وانخفضت مستويات التلوث في نهاية الأسبوع، وجاءت الزيادة في التلوث بعد وقت قصير من تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية موضحًا أن هناك 33 مدينة من إجمالى 50 مدينة أكثر تلوثا في الاتحاد الأوروبي هم في بولندا، التي تعتمد بشكل كبير على صناعة الفحم الوطني، وترفض الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة التي يمكن أن تحل محل الفحم والمعروف باسم الذهب الأسود، ولا يعد الفحم والسيارات المشكلة الوحيدة في وارسو، حيث ارتفعت مستويات تلوث الهواء بسبب موجة البرد الشديدة التي أجبرت آلاف الأسر الخاصة لاسيما الأشد فقرا على الاعتماد على سخانات ذات نوعية رديئة والتي تحرق أشياء مثل الفحم والقمامة لمواجة فصل الشتاء.

وأوضح ميشال أولسزويسكي نائب عمدة وارسو " 80 % من منازل العائلات في وارسو متصلة بشبكة تدفئة مركزية وتكمن المشكلة في 20% متبقية والتي غالبا ما تستخدم تقنيات رديئة للتدفئة"، ويشير مكتب الاحصاء المركزي في بولندا إلى أن هذا هو الحال لدى أكثر من 150 ألف عائلة في مدينة عدد سكانها 1.7 مليون نسمة، وخرج الأمر عن السيطرة في الأسبوع الأول من يناير/ كانون الثاني بعد أثر انفجار سيبريا على المنطقة، حيث انخفضت درجات الحرار إلى ما تحت الصفر، وزاد الناس من طاقة السخانات الخاصة بعدم، وأدى عدم وجود الرياح إلى تراكم الضباب الدخاني في سماء المدينة.

وأشارت البيانات التي جمعتها المنظمة الإقليمية لحماية البيئة إلى أن نوعية الهواء في وارسو إما سيئة أو سيئة جدا،  ما يعني احتمالية تأثر كافة السكان وأن بعض الناس ربما يعانون من آثار صحية خطيرة، وتجاوزت قراءات الجسيمات الدقيقة في الهواء المعايير البيئية البولندية بأربع أضعاف ووصلت في بعض المراحهل إلى 1000% من المعايير، وأوضحت إليونا جيدرسيك من منظمة ClientEarth غير الربحية أن بعض أجهزة مراقبة الهواء في المنطقة توقفت عم العمل بسبب ارتفاع تركيز الملوثات، وحذرت السلطات في وارسو من أن مستويات الضباب الدخاني العالية يمكن أن تكون خطرة على الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والنساء الذين يعانون من مشاكل صحية.

وارسو البولندية مدينة تُصارع ارتفاع الضباب الرمادي

وترك سزمون ويسنيك الخبير المالي (33 عاما) سيارته في المنزل الإثنين حتى لا يساهم في مزيد من الفوضى لهذا الوضع، مضيفا " استيقظت أنا والكثيرم ن أصدقائي على رائخة الدخان في منازلنا، في البداية كنت أعتقد أن هناك حريق لكني نظرت من النافذة ووجدت هذا اللون الرمادي الكئيب المخيف"، وهناك مناطق أكثر سوء في بولندا، ففي جنب مدينة ريبنيك دعت مستويات تلوث الهواء المسؤولين إلى جعل المواصلات العامة مجانية مع إغلاق المدارس ودور رياض الأطفال.

ويمكن أن تترتب آثار صحية خطيرة نتيجة المستوى العالي من ملوثات الهواء بما في ذلك فشل الجهاز التنفسي والدورة الدموية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وقدرت وكالة البيئة الأوروبية العام الماضي أن الهواء الفساد كان مسؤلا عن يقرب من 45 ألف حالة وفاة مبكرة سنويا في بولندا، وأفادت ماغدالينا أوربان (25 عاما) أخصائية التسويق في وارسو الإثنين أنها كانت تعاني من صداع من الأحد الماضي، مضيفة " إنه أمرمؤلم وأشعر بالغثيان باستمرار وذهبت للتسوق في Zabki ولا أعرف ماذا يمكنني أن أفعل غير ذلك ، وحدث كل شئ بشكل مفاجئ".

وبينت بياتا سيزدلو رئيس الوزراء الإثنين أن حكومتها ستعمل على إيجاد سبيل للحد من المشكلة التي تمثل عبئا على المواطنين البولنديين لكنها لم تقدم أي تفاصيل، وأفاد السيدة أوسلزويكي أن مكتب رئيس البلدي يفعل الكثير لمعالجة المشكلة لكن الأمر يحتاج إلى أدوات تقدمها فقط الحكومة المركزية، مضيفا " يحتاج الاقتصاد البولندي إلى إزالة الكربون لكن الحكومة تفعل العكس كما يزيلون الكفاءات البيئية لدينا ورفعوا القيود المفروضة في الأونة الأخيرة على قطع الأشجار في وارسو ولا يمكننا الاعتراض على ذلك".

وأوضحت السيدة جدرسيك أن هناك حاجة أولا إلى وضع اللوائح اللازمة فيما يتعلق بنوعية الوقود والسخانات التي يستخدمها الناس في منازلهم فضلا عن عزل المبنى، واثار كونستانتلي رادزويل وزير الصحة البولندي الجدل عندما اعتبر الضباب الدخاني مشكلة نظرية قائلا "لا يوجد اسباب للذعر وأسلوب حياتنا أكثر ضررا بكثير"، وقال رادزويل لمحطة راديو خاصة "الأشخاص الذين يتنفسون من هواء السيجارة مع أبخرتها المتصاعدة يشكون حاليا من نوعية الهواء، إنه أمر غير موثوق به على الإطلاق".

وأشارت الجماعة البيئية "وارسو دون ضباب" إلى أن سكان العاصمة يستنشقون ما يعادل ألف سيجارة سنويا، ويعد الأمر أكثر سوء في ضواحي وارسو حيث يتنفس الناس ما يعادل 2400 سيجارة سنويا أو 6.5 في اليوم، وأضافت  الناشطة البيئية "أنيسكا دروزد": " لا أحد مستثنى من هذا الضرر، فكر في أطفالك الذي يدخنون نحو سيجارتين يوميا، إنه أمر سئ".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وارسو البولندية مدينة تُصارع ارتفاع الضباب الرمادي وارسو البولندية مدينة تُصارع ارتفاع الضباب الرمادي



GMT 11:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف شعاب مرجانية عمرها 300 عام تفوق حجم الحوت الأزرق

GMT 07:20 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الشمس تتعامد على معبد أبوسمبل ظاهرة تتكرر مرتين سنويًا

GMT 05:54 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حيوانات أليفة في الصين تحترف الشغل وتتقاضى رواتب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 15:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab