واشنطن - رولا عيسى
نشأت جزيرة من العدم منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، في مملكة تونغا جنوب المحيط الهادئ، وذلك بعد اندلاع بركان "الغواصة" في المنطقة، والذي قذف الرماد بارتفاع 000 30 قدم في السماء، قبل أن يستقر في النهاية في يناير/ كانون الثاني عام 2015، وفي حين قدّر العلماء في البداية أن الجزيرة التي تبلغ قمتها 400 قدم (120 مترا) وأنها ستستمر بضعة أشهر فقط، فإن الحسابات الجديدة تشير إلى أنها يمكن أن تبقى في مكانها الجديد لمدة تصل إلى 30 عاما.
وقد أصبحت الجزيرة تعرف باسم "هونغا تونغا-هونغا" Ha'apai. وقد أصبحت مرئية للأقمار الصناعية في عام 2015، وتعد الأولى من نوعها في الظهور والبقاء على قيد الحياة في عصر الأقمار الصناعية الحديثة، وفقا لـ"وكالة ناسا"، ويكشف الفاصل الزمني المذهل الذي أصدرته وكالة الفضاء هذا الأسبوع كيف تغير شكلها منذ ظهورها لأول مرة، وذلك باستخدام 33 شهرا من بيانات الأقمار الصناعية عالية الدقة، فعلى مدى السنوات الـ150 الماضية، كانت هناك ثلاثة من هذه "سورسيان" التكوينات البركانية، لكن تونغان هي الأحدث.
ويقول الباحثون إنها تقع على حافة شمال كالديرا فوق بركان تحت الماء، وهو ما يقرب من 4،600 قدم (1،400 متر) أعلى من قاع البحر المحيط، ويوضح جيم جارفين، كبير علماء مركز "غودارد" للرحلات الفضائية التابع لناسا في غرينبلت بولاية ماريلاند "أن الجزر البركانية هى من ابسط إشكال الأرضية، وقد تمكن الخبراء من تتبع تشكيل الجزيرة التونغية الجديدة منذ بدايتها، مستخدمين أقمار صناعية عالية الاستبانة، حيث بدأ العلماء أول مشاهدة الجزيرة بعد أن انفجرت في ثورتها الأولى، وذلك باستخدام صور ثلاثية الأبعاد من ناسا من لتضاريسها وتتبعوا أيضا التغيرات في خط الساحل وارتفاعها فوق مستوى سطح البحر."
وفقا للفريق، هناك نوعان من السيناريوهات المحتملة، أنه يمكن للجزيرة أن تعاني من التآكل المتسارع من خلال موجة التآكل، وهذا من شأنه أن يزعزع استقرار مخروط الطوف فيما يقرب من ست إلى سبع سنوات، تاركا وراءه جسرا أرضيا بين الجزيرتين المتجاورتين، أو يمكن أن يحدث تعرية بمعدل أبطأ، الأمر الذي سيتركها سليمة لمدة 25-30عامًا، ويشير الباحثون أن هذا الغموض يتلخص في عدم وجود معلومات عن الحجم الأولي لمخروط الجزيرة مباشرة بعد الانفجار، وقد حدثت أيضا تغيرات دراماتيكية في الأشهر الستة الأولى، مع حدوث معدلات تآكل مختلفة لتشكيل الجزيرة، في البداية، أخذت شكل بيضاوي وتم تعلقت بالجزيرة التي تقع في الغرب ولكن بحلول نيسان / أبريل، تغيرت بشكل كبير.
وقد قارن الخبراء النشاط في الجزيرة الجديدة بتلك التي شوهدت قبالة ساحل أيسلندا، حيث بدأت جزيرة سورتسي في التشكيل في عام 1963. وتشير الأدلة إلى أن الموقع قد شهد انفجارات في الماضي أيضا. وقال الجيولوجي فيكي فيريني في مرصد "لامونت دوهيرتي" الأرضي في جامعة كولومبيا في باليساديس بنيويورك: "هناك كمية كبيرة من المواد التي خرجت من هذا الانفجار، وربما أكبر من سورتسي"، والشيء الآخر المثير للاهتمام هو أن الجزيرتين اللتين تحيطان بهذه الكتلة الأرضية الجديدة لهما بعض الأساسات الصعبة، لذلك هناك شيء يحدث للمساعدة على تكون هذا التصلب والبقاء في مكانه كيميائيا ".
أرسل تعليقك