أكّد بعض الخبراء أن البقايا البلاستيكية المتواجدة في علف الحيوانات، يمكن أن تشكل ضررًا على صحة الإنسان، وأن هذا الأمر يحتاج على وجه السرعة، أن يكون موضوعًا لمزيد من الأبحاث العلمية.
وجاءت آرائهم بعد تلقي صحيفة "الغارديان" البريطانية، اتصال من المزارع البريطاني أندرو روك، بعد أن لاحظ قطعًا من البلاستيك في علف أحد حيواناته، وقد أخبره المورّدون من شركة "روك" ، أن هذا كان جزءًا قانونيًا من عملية إعادة التدوير التي تحول فضلات الطعام التي لا تزال معبئة في عبوات بلاستكية، إلى علف للحيوانات.
واكتشف روك الذي يدير مزرعة خنازير صغيرة الحجم في لينكولنشاير الإنكليزية، قطع بلاستيكية صغيرة في علف الخنازير لعدة أشهر، موضحًا، "اعتقدت أنه ربما كان العاملون يسقطون القفازات في مطحنة العلف، وقمت بأخذ مغرفة من العلف على مدى عدة أسابيع، وضعتها في الضوء ووجدت أن البلاستيك في كل مغرفة تقريبًا ".
واتصل روك بالموردين الذين باعوه العلف وصدم لاكتشافه أن الشظايا البلاستيكية لم تتواجد في العلف عن طريق الخطأ، ولكنها في الواقع كانت جزء قانوني من عملية إعادة التدوير التي تحول فضلات الطعام ، لا تزال معبئة ، إلى علف الحيوانات.
وفي المملكة المتحدة، يتم إنقاذ أكثر من 650 ألف طن من المواد الغذائية غير المستخدمة ، من أرغفة الخبز إلى ألواح شكولاتة مارس، من مدافن النفايات عن طريق تحويلها إلى علف حيواني، لكن يبدو إن النظام المسؤول عن إزالة الأغلفة البلاستيكية لا يمكنه التقاط كل شيء، ولذلك يسمح في المملكة المتحدة بحدود 0.15 في المائة من البلاستيك بواسطة وكالة معايير الغذاء.
أقرا ايضا
تجربة تسمح للبشر بالخلود بحفظ أدمغة الخنازير
ورغم أن مستويات البلاستيك المقرر والمسموح بتواجدها في الأعلاف الحيوانية في الاتحاد الأوروبي رسميًا هي صفر في المائة، لكن العديد من البلدان الأخرى تعمل في الواقع ضمن نفس حدود 0.15 في المائة.
وأخبر الموردون ريك ،وردًا على تساؤلاته بشأن ما إذا كانت هذه الحدود آمنة للاستهلاك، أن المنتج كان ضمن الحدود القانونية وجاء من مطحنة المعتمدة من قبل "Ufas" ، "الخطة العالمية لضمان الأعلاف".
ويعتبر"Ufas"، هو مخطط تطوعي، يديره اتحاد الصناعات الزراعية ، كما أكّدت "Ufas" لصحيفة "الغارديان"، أنهم سيبحثون في الشكاوى المقدمة من السيد روك ، لكنهم قالوا إن نتائجهم ستكون باتفاقيات سرية صارمة.
وأبدى أبدى روك صدمته من قانونية الأمر، وقال "أعتقد أن الأشخاص الوحيدين الذين لا يشعرون بالصدمة، هم الأشخاص الذين يشاركون في صناعة علف الحيوانات.
وأوضحت الدكتورة هيذر ليزلي، متخصص في علم السموم البيئية واللدائن الدقيقة في جامعة فريغي، في أمستردام لصحيفة "الغارديان"، "يجب أن يكون العلف الحيواني خالي تمامًا من البلاستيك، هناك نقص في الشفافية لما يتم إطعامه للحيوانات التي يأكلها البشر فيما بعد".
وأضافت، "هذه القطع البلاستكية تمثل خطرًا كبيرًا على البشر، لقد عرفنا منذ عقود أنه بعد ابتلاع الجسيمات البلاستيكية الناعمة عبر حاجز الأمعاء ودخولها مجرى الدم، تنقل إلى الأنسجة والأعضاء الداخلية، وبالتالي تنقل إلى البشر الذين يأكلون هذه الحيوانات، لقد اختبرنا ذلك بالفعل على الجرذان ".
وقال بول فيذرستون ، رئيس جمعية مصانع معالجة الأغذية في المملكة المتحدة السابقة، ومدير مجموعة إنتاج العلف في الأغذية "SugaRich" ، لصحيفة "الغارديان"، إن كل الجهود تبذل في هذه العملية لتقليل مستوى المواد البلاستيك إلى الحد الأدنى، وأشار إلى أن قضية منع وضع فضلات الطعام في مدافن النفايات كان مصدر قلق بيئي ضخم، وأكّد أن "0.15 قليله جدًا ولا يمكنها أن تسبب ضررًا على الإنسان".
وقد يهمك أيضا
خطوة جديدة لتحويل الخنازير إلى بنك للأعضاء البشرية
الانقراض يهدد 15 % من الحيوانات والنباتات في الغابات المغربية
أرسل تعليقك