noaa لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير معيب
آخر تحديث GMT16:36:53
 العرب اليوم -

أثر على اتفاقية باريس التاريخية بشأن تغير المناخ

" NOAA" لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير معيب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - " NOAA" لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير معيب

الدكتور جون بيتس
واشنطن-رولا عيسى

نشرت منظمة إدارة الغلاف الجوي والمحيطات الوطنية الأميركية "NOAA"، بيانات تاريخية مبالغ فيها عن ظاهرة الاحتباس الحراري، فيما أثر توقيت نشرها على اتفاقية باريس التاريخية بشأن تغير المناخ، وأوضح مصدر رفيع أن منظمة "NOAA"، لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير مؤثر معيب بهدف الوصول إلى الحد الأقصى من التأثير المحتمل على زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باريس في عام 2015.

وأكد التقرير الذي نشرته المنظمة أن تباطؤ ظاهرة الاحتباس الحراري، في الفترة منذ عام 1998، والتي كشف عنها علماء الأمم المتحدة عام 2013 غير موجود في الأساس، وأن درجات الحرارة في العالم، ترتفع بمعدل أسرع مما توقعه العلماء، ونشر التقرير في العديد من وسائل الإعلام عبر العالم، واستشهد به السياسيون وصانعو السياسات مرارًا وتكرارًا، إلا أن الدكتور جون بيتس كبير العلماء في منظمة "NOAA"، أظهر لجريدة "ديلي ميل"، الأحد، أدلة دامغة على أن التقرير استند إلي بيانات مضللة لم يتم التحقق منها، حيث لم يخضع التقرير لعملية التقييم الداخلية الصارمة التي وضعها الدكتور بيتس، فيما تم التجاوز عن اعتراضات بيتس الشديدة على التقرير من قبل رؤساؤه في المنظمة، وهو ما وصفه بيتس باعتباره "محاولة سافرة للتأثير المكثف"، على ما عرف باسم ورقة Pausebuster.

ومن المرجح أن إفشاء هذه المعلومة يدعم عزم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، على الانسحاب من صفقة باريس، وهو ما يثير خلاف سياسي مكثف، واتهم بيتس مؤلف التقرير توماس كارل الذي كان مدير قسم البيانات المناخية حتى العام الماضي، بالإصرار على اتخاذ قرارات وخيارات علمية، تعظم من ارتفاع درجات الحرارة مع التقليل من التوثيق، في محاولة للتشكيك من فكرة توقف الاحتباس الحراري، وأسرع بالنشر للتأثير على المداولات الوطنية والدولية بشأن سياسة المناخ".

وتأثرت الوفود الرسمية من أميركا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، بدراسة منظمة "NOAA"، وتوصلوا إلى اتفاقية باريس والتزمت الدول المتقدمة بتخفيضات شاملة في استخدام الوقود الأحفوري، وإنفاق 80 مليار أسترليني سنويًا على مشاريع مساعدات جديدة لها علاقة بالمناخ، وأثارت الفضيحة فوضى بشأن فضيحة أخرى، خاصة بالمناخ اندلعت قبل وقت قصير من قمة الأمم المتحدة للمناخ عام 2009، حيث تبين من خلال رسائل مسربة بين علماء المناخ، أنه تم التلاعب وإخفاء بعض البيانات، وكان بعضهم خبراء بريطانيين في وحدة أبحاث المناخ من جامعة إيست أنجليا.

واستند تقرير "Pausebuster"، من منظمة "NOAA"، عام 2015 إلى بيانات مجموعتين من درجات الحرارة إحداها تحتوي على قياسات درجات الحرارة، على سطح كوكب الأرض والأخرى على سطح البحار، إلا أن هذه البيانات كانت معيبة، وكان من المفترض مراجعة البيانات الخاصة بدرجات الحرارة في سطح البحار، نظرًا لاستخدامها أساليب غير موثوق بها ما أدى إلى المبالغة في سرعة ارتفاع حرارة الأرض، وتأثرت بيانات درجة حرارة الأرض بأخطاء كبيرة في البرامج التي أخرجت النتائج، فيما اعتمد التقرير الذي تم نشره على البيانات الأولية التي لم يتم مراجعتها أو التحقق منها، ولم يتم إصدار النسخة النهائية.

وتقاعد بيتس من "NOAA"، نهاية العام الماضي بعد مسيرة مدتها 40 عامًا في مجال الأرصاد الجوية، ومنحته إدارة أوباما ميدالية ذهبية لوضعه معايير ملزمة، لإنتاج وحفظ سجلات البيانات المناخية، وعندما وصل الأمر إلى إصدار التقرير وتأثيره على اتفاقية باريس، اعتبر بيتس أن ذلك تجاهل صارخ لهذه المعايير.

ونشر التقرير في يونيو/ حزازين 2015 مشيرًا إلى أن المعلومات الخاصة بتوقف الاحترار أو تباطؤه مجرد خرافة، وأشار تقرير أخر أجراه الفريق الحكومي الدولي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "IPCC"، بالاعتماد على مئات العلماء من جميع أنحاء العالم، إلى وجود اتجاه صغير لزيادة درجة الحرارة خلال 15 عامًا من 1998-2012، عن فترة 30-60 عامًا مضت، وأصبح شرح توقف الاحترار قضية أساسية لعلم المناخ، وتبناه المشككون في ظاهرة الاحتباس الحراري، في ظل استمرار نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في الارتفاع.

وأشار الكثير من العلماء إلى أن توقف الاحترار في المناخ، يعني أن العالم أصبح أقل حساسية للغازات المسببة للاحتباس الحراري، عما كان يعتقد سابقًا، ولذلك سيكون الاحترار أبطأ في المستقبل، وبين تقرير Pausebuster أن معدل الاحترار العالمي من 1950-1999 كان 0.113 درجة مئوية لكل عقد، وارتفع من 2000-2014 إلى 0.116، فيما أوضحت "بي بي سي"، أن توقف الاحترار العالمي، مجرد وهم ناجم عن استخدام بيانات غير دقيقة.

وأجرى الدكتور بيتس، بعد أسابيع من نشر تقرير "NOAA"، فحص بنفسه وتوصل إلى نتائج غير عادية، وتبين له أن كارل وفريقه فشلوا في اتباع الإجراءات الرسمية المطلوبة للموافقة على البيانات، وأرشفتها كما أنهم استخدموا برنامج تجريبي مبكر، حاول الجمع بين مجموعتين منفصلتين من السجلات، وخضع ذلك إلى عملية تعرف باسم "تعديل التجانس"، وهي طريقة تستخدم لاكتشاف القراءات الفردية المضللة من محطات الأرصاد الجوية، من خلال مقارنتها مع الآخرين في الأماكن القريبة.

وتحتاج هذه العملية إلى دقة شديدة، فيما لم تكن البيانات جاهزة للاستخدام العملي، وبعد أكثر من عامين من إصدار التقرير لا زالت نسخة برنامج GHCN خاضعة للاختبار، أضف لذلك أخطاء البرنامج التي جعلته غير مستقر، حتى أنه أعطي قراءة مختلفة لدرجات الحرارة في كل مرة يتم تشغيله فيها، ولم يتم الموافقة على الإصدار الجديد من البرنامج الخالي من الأخطاء.

وتابع الدكتوير بيتس "علمت أيضا أن الكمبيوتر المستخدم في معالجة هذا البرنامج عانى من فشل ذريع"، ولم يعرف سبب هذا الفشل، ويعني ذلك أن تقرير Pausebuster لم يتم التحقق منه أو مراجعته من قبل علماء آخرين، ونوقشت الاستنتاجات الخاطئة في التقرير على نطاق واسع من قبل مندوبين في مؤتمر باريس لتغير المناخ، وكان كارل مؤلف التقرير على علاقة طويلة الأمد بالمستشار العلمي لأوباما جون هولدرن، ما أتاح له وسيلة تواصل مفتوحة مع البيت الأبيض، وكان هولدرن مدافعًا قويًا عن تدابير الحد من الانبعاثات.

وزعم ديفيد كاميرون في مؤتمر باريس أن "97% من العلماء قالوا إن تغير المناخ مشكلة ملحة ومن صنع الإنسان ويجب التصدي لها"، داعيًا إلى آلية قانونية ملزمة لضمان آلا يحصل العالم على زيادة أكبر من درجتين مئويتين عن عصور ما قبل الصناعة، فيما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، على خطة الطاقة النظيفة له في المؤتمر، ما ألزم محطات الطاقة الأميركية بتخفيض الانبعاثات بشكل كبير، بينما تعهد ترامب بإلغاء ذلك والانسحاب من الاتفاقية.

وأضاف الدكتور بيتس "هناك حاجة إلى إجراء تغيير جوهري في طريقة تعامل NOAA مع البيانات بحيث يتمكن الناس من فحص نتائج علمية صحيحة، وأتمنى أن يكون ذلك دعوة للاستيقاظ لمجتمع تغير المناخ، وهي إشارة بأنه علينا أن نتأكد من عدم تكرار هذه الحماقة مرة أخرى، أريد معالجة المشاكلة النظامية ولا أهتم بما إن كان التعديل على قواعد البيانات سيجعل درجات الحرارة ترتفع أو تنخفض، ولكن أريد أن تتحدث الملاحظات عن نفسها ولذلك يجب التركيز على الحفاظ على المعايير الأخلاقية، يا لها من مفارقة هناك الأن فكرة أن ترامب سيلقي البيانات المناخية في سلة المهملات، في حين أن القرارات الرئيسية في وقت سابق اتخذت من قبل شخص كان عليه أن يحافظ على نزاهتها لكنه فشل".

وأطلقت لجنة العلوم في مجلس النواب الأميركي، تحقيق في مزاعم تقرير Pausebuster بعد نشره، ورفضت منظمة "NOAA "، الامتثال لطلبات الاستدعاء عبر رسائل داخلية من رئيس اللجنة الجمهوري لامار سميث، وأدعت كذبًا أن أحد لم يثر أي مخاوف بشأن التقرير داخليًا، وشكر السيد سميث الدكتور بيتس، لكشفه الحقيقة بشأن التلاعب بالبيانات للتوافق مع نتيجة سياسية محدده سلفًا، مضيفًا "استخدمت دراسة كارل بيانات خاطئة في محاولة لدعم أجندة الرئيس بشأن تغير المناخ مع تجاهل معايير NOAA  الخاصة للدراسة العلمية".

وأعلن البروفيسور كاري رئيس شبكة توقعات الطقس، "إجراء تعديلات كبيرة على البيانات الخام وتغييرات جوهرية في إصدارات البيانات تعني شكوكًا كبيرة"، واعترف كارل بعدم أرشفة البيانات عند نشر التقرير، وذكر ردًا على سؤال "لماذا لم تنتظر" جون بيتس يتحدث عن عملية رسمية تستغرق وقتًا طويلًا"، نافًيا تسرعه لإصدار التقرير في توقيت قمة باريس، قائلا "لم يكن هناك أي نقاش بشأن باريس".

واعترف أيضًا بأن النسخة النهائية المتوافق عليها من بيانات برنامج GHCN مختلفة، عن الإصدار المستخدم في التقرير. وذكر جيرمي بيرغ، رئيس تحرير مجلة Science، التي نشرت التقرير "أثار الدكتور بيتس بعض المخاوف الخطيرة، وسننظر في الخيارات لدينا بعد نتائج التحقيقات، بما في ذلك إمكانية التراجع عن التقرير"، فيما رفضت منظمة NOAA التعليق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 noaa لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير معيب  noaa لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير معيب



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 15:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab