واشنطن ـ يوسف مكي
تم اكتشاف ما يقرب من 400 نوع جديد من الكائنات الحية في منطقة الأمازون المطيرة في عامين فقط، ولكن جميع الأنواع في تلك المناطق مهددة بسبب النشاط البشري، حيث وجد العلماء، كما أعلن الصندوق العالمي للحياة البرية، وتشمل اكتشافاتهم، التي تم إجراؤها على مدى عامين، نوعًا جديدًا من الرئيسيات من عائلة القردة تيتي، وتحذّر المؤسسة الخيرية لحفظ الطبيعة أن النباتات والحيوانات التي تم اكتشافها حديثًا كانت كلها في مناطق مهددة بالنشاط البشري، وتأتي هذه الأنباء بعد قرار لوقف خطط الحكومة المثيرة للجدل التي ستشهدها مناطق الأمازون لمزيد من عمليات التعدين.
ويذكر أن التقرير الذي أصدره الصندوق العالمي للحياة البرية ومعهد ماميراوا البرازيلي الذي أصدر في ساو باولو يسرد 216 من النباتات التي لم تكن معروفة من قبل و 93 من الأسماك و 32 من البرمائيات و 19 من الزواحف وطائر واحد و 20 من الثدييات اثنان منهم من الحفريات، وتم استكشاف اثنين من أنواع الأسماك الجديدة في منطقة محمية النحاس الوطنية.
وأصدر قاض برازيلي أمرًا قضائيًا يوم الأربعاء بمنع قرار الرئيس ميشيل تيمر للسماح بالتعدين التجاري في رينسا وهي منطقة محمية ضخمة بحجم سويسرا والتي تضم 9 مناطق محميات، وفي واحدة من أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام في الدراسة هي قرد التيتي ذو الذيل الناري، وجد خلال الحملة التي نظمها الصندوق العالمي للحياة البرية في البرازيل.
وقالت عالمة الأحياء والباحثة في المعهد، في حديثها عن اكتشافها فرناندا بيم، "إنه حيوان متوسط الحجم، ويزن حوالي أربعة كيلوغرامات، ومن المثير للدهشة أنه لا يزال من الممكن اكتشاف أنواع جديدة من الرئيسيات في الأمازون"، تم اكتشاف أنواع جديد في منطقة الأمازون، موزعة على 9 بلدان في أميركا الجنوبية، في كل يومين في المتوسط بين عامي 2014 و 2015، وتشمل الأنواع الأخرى المكتشفة حديثا قراديات الكرة البيضاء، والأسماك النهرية الليلية، و سمك الرقيطة "honeycomb"، وتم اكتشافه في الحوض العلوي لنهر ماديرا.
وأضافت رئيسة البرامج الصندوق العالمي للحياة البرية في البرازيل والأمازون، سارة هاتشيسون، "نحن فقط في غيض من فيض عندما يتعلق الأمر بالكشف عن الأنواع التي لا تصدق التي تعيش في منطقة الأمازون، ومع ذلك، وبدلا من حماية هذه المنطقة الثمينة، فإنها تتعرض لتهديد أكبر من أي وقت مضى، هناك خطر حقيقي من أن المعدل الذي يتغير فيه الأمازون، فأن العديد من الأنواع قد تصبح منقرضة قبل أن تتاح لنا الفرصة للعثور عليها، مشيرة إلى أنّ "اكتشاف 381 نوعا جديدا هو دعوة لصحوة حكومات بلدان الأمازون بأنه يجب عليها وقف إزالة الغابات الجارية والتي لا هوادة فيها والعمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي لا مثيل لها، إذا لم يفعلوا ذلك، ستظل هناك آثار لا رجعة فيها على الحياة البرية المحبوبة في الأمازون، والأنواع غير المكتشفة، والسكان المحليين والأصليين".
ويحتوي الأمازون على ما يقرب من ثلث جميع الغابات الاستوائية المطيرة على الأرض، وعلى الرغم من أنه لا يغطي سوى حوالي 1 في المائة من سطح الكوكب، فإنه يعتقد أنه موطن لعشرة في المائة من الأنواع المعروفة، تشير التقديرات إلى أنه لم يتم بعد تحديد 80 في المائة من الأنواع، هذا هو التقرير الثالث ضمن السلسلة، التي أدرجت 2100 نوع جديد على مدى السنوات ال 17 الماضية، وقد عرض التقرير الأول 1200 نوع جديد تم اكتشافه بين عامي 1999 و 2009، وكشف الثاني عن اكتشاف 602 نوعين جديدين بين عامي 2010 و 2013، تم اكتشاف نوع جديد كل ثلاثة أيام في المتوسط بين عامي 1999 و 2009، وبين عامي 2010 و 2013، ارتفع هذا المعدل إلى نوع جديد كل 2.5 يومين، وعلى الرغم من هذه الزيادة المطردة في معدل الاكتشاف، يعتقد الصندوق العالمي للحياة البرية أنه لا يزال هناك الكثير مما يمكن العثور عليه، كما أنها تخشى أن تنقرض العديد من الأنواع في منطقة الأمازون دون أن يتم تصنيفها على الإطلاق.
أرسل تعليقك