واشنطن ـ رولا عيسى
صمَّمت شركة "Applied DNA" الأميركية ومقرها نيويورك، نظامًا جديدًا لاختبار الحمض النووي للقطن لمعرفة ما إذا كان إنتاجه تم من خلال تجارة عادلة أم بالسخرة. وتقول الشركة إنها في العام المقبل سيكون لديها تقنيات للطب الشرعي من شأنها معرفة أصل القطن الموجود في الملابس. ويعدُّ القطن واحدًا من أكثر سلاسل التوريد تعقيدًا، لأنه يزرع في أكثر من 100 دولة، ويمرُّ بعمليات تحوُّل متعددة المراحل قبل ظهوره في الملابس.
ويقول جيمس هيوارد الرئيس التنفيذي للشركة إنه "في كثير من الأحيان يقوم كل بلد بدور ما في عملية تحويل القطن من الألياف الناضجة إلى منتج نهائي مثل القميص. وهناك العديد من الفرص للغش خلال هذه العمليات، وهدفنا الأساسي هو تطهير سلسلة توريد القطن ما يعني القضاء على أي علامة غير صحيحة على العبوة، أو أي تزوير في سلسلة توريد القطن".
وأوضح هيوارد أن القضية الأساسية تتمثل في بلد المنشأ للألياف القطنية، حيث تستخدم بعض البلدان السخرة في جمع القطن، وتعد الوسيلة الأمثل لمعرفة الهوية الحقيقية للسلعة هي استخدام الحمض النووي الذي منحته الطبيعة للسلعة أو تمييزه بالحمض النووي المصنع، ما يتيح إمكانية تتبع منشأ القطن قبل ذهابه إلى مرحلة الحلج، وهي العملية التي يتمُّ فيها تنظيف البذور وغيرها، ومن ثم تجميع القطن في بالات للشحن حول العالم وتحويل القطن إلى ملابس، وخلال هذه العملية ربما توضع علامات غير صحيحة أو تضاف ألياف بديلة إلى القطن".
ويُمثل الدافع وراء هذا العمل في المخاوف المحيطة بصناعة القطن العالمية التي توفر دخلًا لأكثر من 250 مليون شخص من خلال استخدام الأطفال والرقيق في حصاد المحصول وأثناء عمليات إنتاج الملابس. وأصبحت العبودية الحديثة تستخدم لوصف الإتجار بالبشر والسخرة وعبودية الدين والاتجار بالبشر بغرض الجنس والزواج القسري وغيره من أشكال الاستغلال. ويعيش نحو 46 مليون شخص كعبيد، وفقا لمؤشر الرقّ العالمي لعام 2016 من قبل مؤسسة Walk Free Foundation. وبين المؤشر أن أوزبكستان هي خامس أكبر دولة مُصدرة للقطن في العالم ، بينما تجبر تركمستان وطاجيكستان الناس على العمل في حصاد القطن السنوي.
ووقعت أكثر من 264 علامة تجارية على تعهد عالمي من قبل شبكة المصادر الرشيدة (RSN) التي تديرها مؤسسة As You Sow الخيرية ومقرها كاليفورنيا. وتعهدت هذه العلامات التجارية بعدم استخدام القطن الأوزبكي حتى تتوقف الحكومة عن استخدام العمل بالسخرة مع الأطفال والكبار. وأضاف هيوارد: " أعتقد أن العملاء سيشعرون بالفزع عند التفكير في فكرة أن ملابسهم ربما تكون مُنتجة من الإتجار بالبشر"، وتعمل شركة Applied DNA على اثنين من الأنواع المختلفة للحمض النووي أحدهم حمض هندسي مصنوع من مصدر نباتي ما يسمح للشركة بتتبع أصل الألياف، وتحاول الشركة أيضا تحديد طبيعة الحمض النووي الموجود في ألياف القطن، وهو ما يسمح للباحثين بمعرفة نوع ألياف القطن ومن أين جاءت.
وأفاد هيوارد أن مستوى التحليل لم يذهب بعيدًا بما يكفي ليكون بمثابة طب شرعي حقيقي، لكنه سيسمح لتاجر التجزئة أو صاحب العلامة التجارية للاهتمام والتحقق بشكل أكبر من سلسلة التوريدات الخاصة به في ظل التعرض لضغوط متزايدة من الحكومات لضمان سلاسل توريدات نظيفة. وتوقع هيوارد استخدام هذه العملية خلال عام أو اثنين، وسنكون قادرين على التمييز بين الأصناف العالمية من القطن على أساس بلد المنشأ، وفي حين لم يكتمل المشروع بعد ولكن يمكننا تمييز الفروق بين أنواع القطن الأوزبكي في مقابل المصادر الأميركية للقطن، حيث يخبرنا تحليل الحمض النووي بقصص كثيرة والأمر يتعلق بالتجارة وبالبشرية أيضا"، وأشار هيوارد إلى أن تتبع سلسلة توريد القطن يمكن أن يكون مثالا يحتذى به مع الصناعات الأخرى، مضيفا " إذا نجحنا في إصلاح ذلك فيمكننا أن نساهد في فرز أسهل لسلاسل التوريدات الأخرى في مجال الصيدلة مثلا".
أرسل تعليقك