الغارديان تُطالب الحكومات بالتركيز على إشارات تغيّر المُناخ
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

تُعدّ الأشهر الثلاثة المقبلة حاسمة لمستقبل كوكب الأرض

"الغارديان" تُطالب الحكومات بالتركيز على إشارات تغيّر المُناخ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الغارديان" تُطالب الحكومات بالتركيز على إشارات تغيّر المُناخ

مظاهر تغير المناخ
لندن - سليم كرم

تُوفّر المباحثات المُناخية الرئيسية المقبلة للحكومات فرصة للاستجابة لظروف المُناخ المتغيرة هذا العام، ومواجهتها بإجراءات حاسمة، وتشير صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أنه يجب على الحكومات الوطنية أن تلتفت إلى الإشارات التحذيرية لتغير المناخ الذي أصاب جميع أنحاء العالم في الأشهر القليلة الماضية، من خلال اجتماعات رئيسية هذا العام.

ويشهد العالم تغيرات في المناخ والتي ظهرت في العديد من الدول مثل الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة في شمال أوروبا، إلى حرائق الغابات في الولايات المتحدة، وموجات الحر والجفاف في الصين، بالإضافة إلى الرياح الموسمية القوية غير العادية التي دمرت مناطق واسعة من جنوب الهند.

ومع انتهاء الصيف في نصف الكرة الشمالي، توضح الملاحظات المناخية أن الجليد البحري في القطب الشمالي لم يسجل أي انخفاض يذكر هذا العام، وتم ربط مدى جليد البحر في أدنى مستوى سادس له على الإطلاق في عامي 2008 و2010، وقد تكون للتيارات البحرية وظروف الرياح تأثيرات كبيرة على مدى جليد البحار من عام إلى آخر، لكن الاتجاه واضح بشكل كبير.

وقالت جوليان ستروي، الأستاذة في جامعة كوليدج لندن: "لاحظنا في القطب الشمالي، خلال الأعوام العشر الأخيرة، ذوبان الجليد بشكل أسرع من أي وقت مضى منذ أن بدأت السجلات"، وأضافت "لقد فقدنا أكثر من نصف فترة التجمد الصيفي للجليد منذ أواخر سبعينات القرن العشرين، ومن الواقعي أن نتوقع وجود بحر قطبي خالٍ من الجليد في الصيف خلال العقود القليلة المقبلة"، ومما يثير القلق هو الانخفاض في سمك الجليد الذي يتشكل على مدى عدة أعوام، وأوضحت أنه ستروي: "تم استبدال الثلج الأقدم بثلج أكثر وأكثر في السنة الأولى، وهو أسهل في الذوبان كل صيف".

ليست جميع تأثيرات الطقس الاستثنائي لهذا العام، الذي شهد أيضا موسم صيف حار في المملكة المتحدة، يمكن تتبعها، إلا أن العلماء يؤكدون أن الاحتباس الحراري رفع من درجات الحرارة القصوى، وتسبب في الجفاف وجعل من الفيضانات أكثر احتمالا.

ويجتمع العلماء هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية لمناقشة أبحاث آخر 5 سنوات في علوم المناخ للإجابة عن الأسئلة الرئيسية لتمكين الحكومات من اتخاذ اجراءات حازمة، حيث تحتفل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بعيد ميلادها الثلاثين هذا العام مع ما يُرجح أن يكون تقريرا تاريخيا سيصدر 8 الشهر الحالي.

إن ما يتوقع أن يظهر سيكون أقوى تحذير حتى الآن من أن هذه الأحداث غير العادية ستضيف إلى نمط لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال اتخاذ إجراءات جذرية وحاسمة.

ويتعاون الآلاف من خبراء المناخ الرائدين في العالم لنشر التقارير الدورية، ويتم إصدارها كل نصف عقد تقريبا. هذه المرة، سيحاول العلماء الإجابة عما إذا كان العالم قادرا على تلبية "التطلعات" المنصوص عليها في اتفاقية باريس لعام 2015 لمواجهة الاحتباس الحراري بما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية، والتي من المحتمل أن يواجهها العديد من الدول والجزر المنخفضة.

عندما يؤدي العلماء دورهم، فإن المسؤولية ستنتقل إلى السياسيين لترجمة نصائحهم إلى عمل ملموس على أرض الواقع.

بدأت المبادرات العالمية تهدف إلى القيام بتدشين اجتماع قمة العمل العالمي للمناخ في سان فرانسيسكو الشهر الماضي إلى اجتماعات عشرات من الحكومات المحلية والشركات متعددة الجنسيات لتقديم التعهدات، وأثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قادة العالم على تكثيف جهودهم، ووصف التغيير المناخي بأنه "قضية عصرنا المحددة".

ويقول تقرير اقتصاد المناخ الجديد الذي نشر مؤخرا إن أكثر من 65 مليون وظيفة جديدة منخفضة الكربون يمكن أن تنشأ في غضون ما يزيد قليلا على عقد من الزمان، وإن 700 ألف حالة وفاة مبكرة من تلوث الهواء يمكن تجنبها سنويا بسبب الإجراءات الحكومية بشأن تغير المناخ. يمكن إضافة 2.8 ملايين دولار أخرى إلى الإيرادات الحكومية بحلول عام 2030 عن طريق إصلاح الحوافز الضارة لحرق الوقود الأحفوري، لكل هذه الأسباب، يأتي التقرير الخاص للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في مرحلة حاسمة.

وحذّر علماء وخبراء اقتصاديون من أنه إذا لم يتمكن العالم من تغيير المسار خلال الأعوام القليلة المقبلة فإن العواقب ستكون وخيمة، حيث إن البنية التحتية الجديدة التي يتم بناؤها الآن في توليد الطاقة، والنقل والبيئة الحديثة، ستتم إما في معايير منخفضة الانبعاثات أو في عادات عالية الانبعاثات في الماضي. بما أن التقييم الشامل التالي لـIPCC لعلوم المناخ لن يكون متاحا حتى عام 2021، سيكون تقرير هذا العام حيويا في صياغة السياسة.

وتقول فاليري ماسون ديلموت نائبة رئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية الدولية: "لا يمكن أن نعطي جوابا بسيطا.. نحن الآن على مفترق طرق"، موضحة أن عتبة الدرجة ونصف الدرجة لها آثار ستظهر "في حياتنا نحن وليس في الجيل المقبل".

وتقول لورانس توبيانا: "بشكل عام، يشير هذا التقرير إلى ضرورة أن لا تزيد الانبعاثات بعد العام 2020.. أعتقد بأنه يمكن استخدام التقرير للقول: هناك حاجة ملحّة إلى التحرّك العاجل، وهناك حلول ممكنة"، ولوقف ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى درجة ونصف الدرجة، ينبغي بلوغ نقطة توازن في منتصف القرن الحالي، أي أن لا تزيد الانبعاثات عن القدرة على امتصاصها، ولذا، فإن الخبراء يأملون في أن يقرّ ممثلو الدول المجتمعة في كوريا الجنوبية توصيات الهيئة الحكومة الدولية.

وينبغي على الدول أن تبدأ بمراجعة التزاماتها التي قدّمتها بموجب اتفاق باريس، فبقاء الأمور على ما هو عليه يُنذر برفع حرارة الأرض إلى مستوى ثلاث درجات، وإضافة إلى ما قد تبديه بعض الدول من تحفظّات، يتركّز الهاجس الأكبر بشأن الولايات المتحدة التي لا يبدي رئيسها دونالد ترامب حماسة في قضايا المناخ.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغارديان تُطالب الحكومات بالتركيز على إشارات تغيّر المُناخ الغارديان تُطالب الحكومات بالتركيز على إشارات تغيّر المُناخ



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab