موسكو ـ العرب اليوم
اكتشف علماء المحيطات الروس والأجانب أنه يوجد في بحري (بارنتس) و(كارا) نوع من "ناقل الكربون" ينقل الكربون بنشاط إلى أعماق المحيط.وبفضل ذلك، يسحب كلا البحرين سنويا أكثر من 13.6 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للأرض، أفادت بذلك الاثنين 21 نوفمبر الخدمة الصحفية لمعهد "ألفريد فيجنر" الألماني (AWI).
ونقلت الخدمة الصحفية عن أندرياس روغي، الباحث العلمي في المعهد قوله: "أظهرت أرصادنا أن أكثر من ألفي طن من مكافئ الكربون ينزل في قعر هذين البحرين يوميا، وهو ما يعادل 8.5 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وعلى مدار العام، يمتص "ناقل الكربون" أكثر من 13.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، ما يمكن مقارنته بانبعاثات الغازات الدفيئة السنوية في أيسلندا".
ويبقى المحيط العالمي، كما يعتقد علماء المناخ اليوم، مكبحا طبيعيا رئيسيا للاحترار العالمي. ومنذ حقبة ما قبل الصناعة، امتصت مياهه حوالي 90٪ من الحرارة وحوالي ثلث ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الصناعات والسيارات ومنتجات الحضارة الأخرى. ولا تؤدي هذه العملية إلى إبطاء تغير المناخ فحسب بل ويمكن أن تسبب، كما يخشى العلماء، تغييرات جذرية في النظم البيئية للبحار.
وتثير مخاوف علماء المحيطات وعلماء المناخ أيضا عواقب التغييرات المحتملة في سرعة واتجاه حركة التيارات العميقة والسطحية، والتي يمكن أن تعطل عملية دفن الطحالب والمواد العضوية الأخرى في قعر المحيط العالمي. وتلعب تدفقات المياه هذه دورا مهما بشكل خاص في دورة الكربون في المناطق القطبية من الأرض ، حيث لا تزال المواد العضوية تتحلل ببطء.
وللحصول على هذه المعلومات، قام علماء المحيطات عام 2018 برحلة استكشافية إلى الساحل الشمالي لروسيا على متن سفينة الأبحاث " الأكاديمي تريشنيكوف"، وخلال هذه الرحلة الاستكشافية، تتبع الباحثون حركة تيار من المياه الشديدة الكثافة والبرودة، والتي تغرق باتجاه قعر المحيط المتجمد الشمالي في بحر بارنتس وتتبع اتجاه أرخبيل الأرض الشمالية وبحر لابتيف.
وقد جمع العلماء عينات من المياه على طول مسار هذا التيار العميق، وقاسوا أيضا عدد الجزيئات العضوية وسرعة حركة المياه باستخدام كاميرات خاصة وأدوات علمية. وأظهرت حساباتهم بشكل غير متوقع أن تدفق المياه هذا نقل كتلة ضخمة من المواد العضوية نحو أغوار المحيط المتجمد الشمالي.
ووفقا للتقديرات الحالية لعلماء المحيطات الأجانب والروس فإن "ناقل الكربون" الذي اكتشفوه يزيل أكثر من 13.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وهو ما تمكن مقارنته بالانبعاثات السنوية للعديد من البلدان الصغيرة أو 10٪ من إجمالي غازات الاحتباس الحراري التي تنتجها جميع البراكين على الأرض.
وخلص العلماء إلى أن وجود هذه الظاهرة يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند تقييم موازنة الكربون في القطب الشمالي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
التقاط لحظة اصطياد الدب القطبي لحيوان الرنة لأول مرة في الدائرة القطبية الشمالية
الدب القطبي يعيش مع نزلاء فندق صيني في إقليم هيلونغجيانغ
أرسل تعليقك