جفاف خميرة الأرض يهدّد الزراعات الجبلية
آخر تحديث GMT18:56:29
 العرب اليوم -

مشكلة المياه تطل قبل أوانها وكارثة تنتظر التفاح

جفاف "خميرة الأرض" يهدّد الزراعات الجبلية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جفاف "خميرة الأرض" يهدّد الزراعات الجبلية

جفاف "خميرة الأرض" يهدّد الزراعات الجبلية
بيروت ـ العرب اليوم

 بدأت ظاهرة قلة المياه تطل برأسها على أرض لبنان، نتيجة التغيرات المناخية، وظاهرة الاحتباس الحراري، وكلها عوامل باتت تهدد مستقبل زراعة التفاح وغيرها من الثمار، إضافة إلى حاجة الإنسان، وللمرة الأولى، وفي ظاهرة غير مسبوقة في مستوى ما هو قائم الآن، بدا جبل صنين عارٍ من دثاره الأبيض، إلا من بقع صغيرة بدا معها المشهد كما لو أننا في منتصف الصيف من كل عام، أو حتى في أواخره، وذلك لأن الثلج في العادة كان يلاقي الثلج، ويستمر وجوده إلى أن يأزف موعد تساقط الثلوج الجديدة، حتى أن هذه الصورة أوحت للفنان الراحل زكي ناصيف، فأدخلها على طريقته في أغنية "نقيلي أحلى زهرة" ويأتي في أحد مقاطعها "نقيها بلون المرمر وحكايات الغار، وتراب الجرد الأسمر والثلج الختيار".
لكن المشهد يبدو الآن صادماً، فالثلوج في عرف الجبليين "خميرة الأرض" لأن المياه تظل ترشح منه طيلة الربيع والصيف لتغذي مياه الينابيع الجوفية، فضلا عن أنه في أوائل القرن الماضي وقبل أن يعرف لبنان الكهرباء كانت منطقة ضهر البيدر تعرف بـ "براد بيروت"، إذ كان يتم تجميع الثلوج في منحدرات وحفر عميقة ويقوم العمال برصها جيدا كي تصمد في مواجهة حر الصيف، ومن ثمَّ كانت تقطع وتنقل الى العاصمة وسائر المناطق. فيما ضهر البيدر تحولت منذ سنوات عدة إلى منطقة لا تغطيها الثلوج الا لفترات قصرت جدا وفي فترات متفاوتة من السنة، علما أنها صنفت سابقا كـ "مركز تزلج".
الاحتباس الحراري
وشدد رئيس "جمعية طبيعة بلا حدود" المهندس محمود الأحمدية على ضرورة التنبه للتغيرات المناخية، ورأى أن "كل المعطيات تؤكد أن الأمر متصل بظاهرة الاحتباس الحراري التي باتت مشكلة كونية"، وقال "في النصف الأول من القرن الماضي كانت منطقة ضهر البيدر في جبال لبنان تشهد تساقطا للثلوج بشكل كثيف لدرجة أنه كان بالإمكان ممارسة التزلج فيها، أما اليوم فمحطات التزلج باتت على علو أكبر بكثير".
ولفت الأحمدية إلى أن "نسبة الأمطار التي هطلت في لبنان هذا العام لم تتخط الـ240 مليمترًا، أي حوالي ثلث نسبة المتساقطات للعام الماضي، والتي بلغت 750 مليمترًا، فيما المعدل العام هو حوالي 400 مليمتر".
في النتائج، وبعيدا عن تفسير ظاهرة احتباس المطر وأسبابها، هناك ثمة مخاوف تؤرق المزارعين، ويرى المزارع إيلي شمعون أن "كل الزراعات في المتن الأعلى ستكون مهددة في الصيف"، لافتاً إلى أنه "في المهلة المتبقية من منتصف شباط حتى نيسان لا يمكن أن نشهد تعديلا على مستوى الثلوج والمتساقطات"، وأبدى شمعون تخوفا "من كارثة ستطاول حتما قطاع زراعة التفاح في المتن الأعلى وعاليه والشوف وكسروان وغيرها من المناطق".
بلديات غرب عالية
والمشكلة أن الينابيع لن تكون كافية لري المزروعات، فضلا عن أن الحاجة للمياه ستزداد صيفا لمصلحة الاستهلاك المنزلي، وفي هذا المجال تداعت بلديات غرب عاليه لعقد اجتماع في دارة النائب أكرم شهيب لبحث هذه المشكلة، وحذر شهيب من أن "المنطقة ستكون أمام مشكلة في شهري آذار (مارس) ونيسان (ابريل) ومقبلة على كارثة كبيرة في فصل الصيف بسبب جفاف المياه في أكثر من بئر في منطقة الجرد والمتن وبسبب النقص الكبير الحاصل في مياه الباروك وكميات الأمطار وهذا ما يتطلب إيجاد الحلول السريعة بالتعاون بين الفاعليات السياسية والبلديات والمعنيين والمختصين في الدولة".
فيما طالب المجتمعون بـ "تسريع الخطوات من أجل إنهاء الأعمال المتبقية كافة في مشروع استخراج المياه من جسر القاضي وذلك من خلال متابعة هذا الموضوع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير المهجرين علاء ترو ورئيس مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جوزيف نصير من أجل إتمام الـ 10 % المتبقية من الأعمال لإنجاز هذا المشروع الحيوي مائيًا للمنطقة بشكل كامل".
وشددوا على "تعزيز العمل بالتعاون بين البلديات والمجتمع المدني على مسألة تعميم ونشر الوعي في القرى على صعيد ترشيد استخدام المياه، وتعزيز التعاون بين مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان والبلديات في موضوع تسريع إصلاح أي عطل على الشبكة للحد من أي هدر في المياه".
قطاع زراعة التفاح في خطر
وثمة مشكلة الآن بدأت تلوح معالمها في منطقة قرنايل، جوار الحوز، كفرسلوان وترشيش في أعالي المتن، وهي منطقة تعتمد الزراعة قطاعا أساسيا ولا سيما التفاح والأشجار الجبلية المثمرة والزراعات الصيفية، وتعتمد على الخزانات الترابية التي تعتبر شريان القطاع الزراعي، وأشار عجاج المغربي من بلدة كفرسلوان إلى "وجود أكثر من 300خزان ترابي في البلدة، فضلا عن 100خزان في جوار الحوز وهي خزانات بناها المزارعون لرفد بساتينهم بالمياه صيفا".
ولفت إلى أن "هذه الخزانات كانت تملأ عادة من مياه الأمطار والسيول لكن هذه المرة الأولى التي نستعين فيها بمياه الينابيع وتحويلها إلى الخزانات الترابية فيما هذه الينابيع من المفترض أن تغذي خزانات مياه الشفة"، وأشار المغربي إلى أنه "لا يمكن تعبئة الخزانات الترابية لأن لكل مزارع حصة محددة بعدد ساعات كل أسبوع وتربة الخزانات تمتص قسما كبيرا من المياه لأنها خزانات ترابية".
فيما توقع سالم المغربي "مشكلة غير معهودة في الصيف"، ولفت إلى أنه "لو تساقطت الأمطار لمدة عشرة أيام متواصلة فلن تجدي نفعا في تغذية مياه الينابيع الجوفية، لأن ما يحيي الأرض هو الثلج"، واعتبر أن "كفرسلوان وإن واجهت صعوبات على مستوى القطاع الزراعي، فستظل أفضل من قرى ستعاني بالتأكيد نقصا في مياه الشفة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جفاف خميرة الأرض يهدّد الزراعات الجبلية جفاف خميرة الأرض يهدّد الزراعات الجبلية



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد الذي يمكن استكشافه!

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 09:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 16:12 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال الإسرائيلي ينذر بإخلاء 5 مناطق شمال غزة

GMT 09:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الكرة المصري يحقق في تسريب محادثات حكام المباريات

GMT 02:09 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الصحة اللبنانية تعلن مقتل 40 في غارات إسرائيلية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab