باريس ـ مارينا منصف
اكتشف العلماء حفرية حيوان يشبه العنكبوت يطلق عليه اسم "إيدمونراشن براسيري"، بحجم أقل من بوصة واحدة وعاش جنبًا إلى جنب مع أقدم أسلاف العناكب الحديثة منذ 300 مليون عام، ويؤمل بأن تساعد هذه الحفرية العلماء في فهم المزيد عن الأصول المبكرة لعناكب العصر الحديث.
وتم جمع الحفرية منذ أعوام في مناجم شرق فرنسا ولكن تم الكشف عن أسرارها حديثًا بعد تغطية جزء من جسمها في الصخور، وتعاون فريق من الباحثين من جامعة مانشستر ومتحف ألماني وجامعة كنساس وإمبريال كوليدج في لندن مع متحف التاريخ الطبيعي ومنظمة "دايموند لايت سورس" في اكسفوردشاير لإعادة بناء جسم الحيوان العنكبوتي باستخدام التصوير المقطعي وأشعة إكس، وتمكن الباحثون من فعل ذلك؛ لأن الحفرية كانت محفوظة بشكل ثلاثي الأبعاد ما ساعد على فحص تفاصيلها التشريحية الدقيقة.
واكتشفت الحفرية في صندوق مليئ بالصخور في جامعة كنساس، والتي جُمعت من منطقة غنية بالأحفوريات، وأفاد راسيل غارود من جامعة مانشستر والمؤلف الأول للدراسة "يقترب هذا الحيوان من شكل العنكبوت لكنه ليس عنكبوتًا حقيقيًا ولذلك له دور رئيسي عند البحث في تطور المجموعة"، ولا يُعرف الكثير عن أصل العناكب فضلاً عن معرفة القليل عن أسلافهم أو كيفية تطور خصائصهم.
والعناكب القديمة ذات الثماني أرجل لها فكّ قوي ما يوضح أن الحيوان المكتشف نوع مستقل وليس عنكبوت، ولا يمتلك هذا الحيوان ذيلًا مثل عائلة العناكب المنقرضة القديمة، بما في ذلك عنكبوت أتيركوبس، الذي عاش منذ 80 مليون عام، ووجد الباحثون أن الحيوان المكتشف ليس لديه مغزل لنسج الخيوط والذي يتيح للعنكبوت الحديث نسج خيوط شبكته العنكبوتية، وبذلك يسد الحيوان المكتشف فجوة تطورية؛ لأن لديه خصائص من صفات العنكبوت مثل الساق والفكّ ولكن من دون مغزل للنسيج.
وأوضح الدكتور غارود "يبين لنا الحيوان المكتشف أن الأسلاف التي تشبه العنكبوت فقدت ذيلها، وهى حيوانات وثيقة الصلة بما يدعى آرارانديس والتي طورت أطراف وفمًا يشبه العنكبوت، إلا أن الصفة الرئيسية التي تميز العناكب هي المغازل الخاصة بهم، وتعد المغازل هياكل صغيرة على جانب الحيوانات تساعدها في نسج خيوطها الحريرية، والحيوان المكتشف ربما انشق عن فصائل العنكبوت ولكن قبل ظهور العناكب الحديثة، وعُثر على حفرية العنكبوت الأولى في نفس الرواسب المعدنية وتتميز بوجود مغازل، وما ننظر إليه هو حيوان منقرض انشق عن فصيلة العنكبوت قبل 300 عام وتطورت الاثنتان معًا بشكل متواز، وتمثل الحفرية المكتشفة مفتاحًا رئيسيًا في تطور العناكب، إنه ليس عنكبوت لكنه أعطانا معلومات أساسية بشأن تطور تشريح العناكب".
وبيّن أن ابتكار المازل ربما السبب في وجود العناكب في كل مكان، فهناك أكثر من 45 ألف فصيلة معروفة من العناكب مقارنة بأقل من 4500 نوع بالنسبة إلى الثدييات، ما جعلهم من بين الفصائل العنكبوتية المزدهرة، وأضاف غارود "وجعل هذا الازدهار دراسة أصول هذه الأنواع وتطورها شيء مهم للقيام به"، وسمي الحيوان الجديد على اسم البروفيسور مارتن بريسر من جامعة أكسفورد الذي وافته المنية في ديسمبر/ كانون الأول 2014.
أرسل تعليقك