لندن ـ كاتيا حداد
يتم بناء أول مركز أبحاث خاص بالفضاء في العالم في موقع القوات الجوية الملكية البريطانية. وقد أُعلن عن خطط لإنشاء منشأة "بلو أبيس" بقيمة 120 مليون جنيه استرليني (150 مليون دولار) والتي سيتم إنشاؤها في راف هينلو في بيدفوردشير، بحسب ما ذكر موقع "الديلي ميل" البريطاني. وسيوفر المركز للشركات المحلية والدولية لاستكشاف الفضاء الخاص إمكان الوصول إلى أحدث مرافق التدريب.
وتشمل هذه أكبر تجمع للغوص في العالم على عمق 50 مترا (165 قدما)، وفندق مكون من 120 غرفة، ومركز تدريب رواد الفضاء و "مركز الأداء البشري" من شأنها أن يساعد الغواصين ورواد الفضاء والرياضيين في التدريب على أعلى مستوى. وبما أنه سيتم بناؤه في راف هينلي، يضم الموقع بالفعل بعض المرافق اللازمة لتدريب رواد الفضاء التجاري. وتشمل هذه "قاعدة الطرد المركزي" التي تعرض المتدربين للقوات "جي" المتطرفة.
ومن المتوقع أن يفتح مركز آبيس بلو أبوابه أمام شركات استكشاف الفضاء في عام 2019. وستكون بركة السباحة الموجودة بداخله أكثر عمقا بمقدار ثلاث مرات من مختبر Neutral Buoyancy Laboratory الذي يبلغ طوله 12 مترا والتابع لناسا، ولن تستخدم فقط للتدريب على الفضاء. وستكون شركات النفط والغاز والطاقة المتجددة العالمية قادرة على استئجار حوض السباحة لاختبار معدات أعماق البحار. وسيقدم المركز مجموعة من حزم "إعداد الفضاء" التجريبية للمجموعات والأفراد.
وستعمل هذه الحزم جنبا إلى جنب مع برنامجها لتدريب رواد الفضاء التجاريين، للسماح للأشخاص العاديين بالخضوع لبرنامج تدريب رائد فضاء كامل. ويهدف هذا البرنامج التدريبي إلى إعداد مجموعات من الأشخاص لموجة من فرص رحلات الفضاء التجارية المقبلة إلى السوق.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة جون فيكرز إن هدفها هو تحويل بحوث علوم الحياة البشرية والتدريب على الأداء في البيئات القاسية. وسوف تركز أبيس بلو على مهارات الغوص التجارية المتقدمة، والروبوتات تحت الماء والفضاء، وإعداد رجل الفضاء ، وكذلك رياضيون محترفون وذوي لياقة بدنية من خلال فهم علم وظائف الأعضاء البشرية في ظل الظروف القاسية. ويأتي هذا الإعلان في وقت رئيسي لسفر الفضاء البريطاني بعد أن أعلنت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي أنها ستقدم تشريعا جديدا لتشجيع استكشاف الفضاء.
وبيَّن متحدث باسم الوزارة أن التشريع الذي يهدف إلى جعل المملكة المتحدة البريطانية المكان الأكثر جاذبية في أوروبا لرحلات الفضاء التجارية سيتم عرضه على مدى العامين المقبلين. وسيضم مشروع قانون مجال الفضاء صلاحيات جديدة لترخيص الموانئ الفضائية والصواريخ التى تتطلق عموديا والطائرات الفضائية.
وسيساعد ذلك المملكة المتحدة على زيادة حصتها من اقتصاد الفضاء العالمي من 6.5 في المائة اليوم إلى 10 في المائة بحلول عام 2030، وفقا لما صرحت به الحكومة. ومن المأمول أن الرحلات الفضائية سوف تولِّد فرصًا تجارية جديدة للتكنولوجيا والسياحة في المناطق النائية في المملكة المتحدة البريطانية. وقد تم في السابق تحديد عدد من المطارات الساحلية التي يمكن تحويلها إلى موانئ فضائية، بما في ذلك كامبلتون وأرجيل وبوت؛ غلاسكو بريستويك؛ ستورنواي، جزيرة لويس؛ نيوكواي، كورنوال ولانبدر، غويند.
ومن المتوخى أن تحلق الطائرات الفضائية من ميناء فضائي بريطاني لوضع الأقمار الصناعية في المدار على حد سواء، وأن تحمل ركابا يدفعون رسوما على الرحلات دون المدارية. وستستفيد شركات الأقمار الصناعية الصغيرة من الخيارات الجديدة المتاحة للوصول إلى الفضاء بتكلفة منخفضة وموثوق بها بموجب التشريع، وهو ما ورد في خطاب الملكة.
أرسل تعليقك