أكدت كريستين لاغارد المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، أمس الثلاثاء، أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية و الصين ستؤدي لانخفاض نسبة نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني العام المقبل بواقع 0.6 نقطة مئوية.
وكان صندوق النقد الدولي قد توقع نمو اقتصاد الصين بنسبة 6.2 في المائة خلال العام المقبل، بانخفاض عن توقعات بنموه بنسبة 6.6 في المائة هذا العام.
وحذَّرت لاغارد خلال لقاء مع مسؤولي هيئات دولية عدة في بكين من أن التراجع يرجع بصورة كبيرة إلى التداعيات "القوية" للتوترات التجارية.
والتقت لاغارد إلى جانب رؤساء البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في ثالث اجتماع سنوي مع رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ.
وأشاد المسؤولون الدوليون في الصين لتمكنها من التغلب على مخاطر الديون والإبقاء على نسبة نمو اقتصاد ثابتة، ولكنهم حذروا من المخاطر الناجمة عن الصراع التجاري المستمر منذ أشهر مع أميركا.
وقال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم "هناك بعض السحاب في الأفق، ونتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي للسوق الناشئة".
وقال أنخيل جوريا الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "إنه من المتوقع أن تصل نسبة النمو الاقتصادي العالمي إلى 3.7 في المائة هذا العام، وذلك بعدما توقع في وقت سابق أن تبلغ نسبة النمو 4 في المائة". وأضاف "الاختلاف سببه كل هذه الرسوم وهذه التوترات التجارية".
وأشار إلى أن التوترات التجارية هي السبب الرئيسي لنمو التجارة العالمية بنسبة 3 في المائة هذا العام، وهي نسبة أقل بواقع 4 إلى 5 نقاط مئوية عن النسبة التي يجب أن تنمو بها.
ويأتي هذا في الوقت الذي قال فيه وانغ تشي شان، نائب الرئيس الصيني، أمس الثلاثاء "إن الصين مستعدة لإجراء مناقشات مع الولايات المتحدة والعمل على حل الخلافات التجارية لأن المواجهة ستضر بأكبر اقتصادين في العالم.
وتبادلت بكين وواشنطن فرض رسوم على السلع في الأشهر الأخيرة في خلاف مرير ومتصاعد هز الأسواق المالية وألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي.
وتتوجه الأنظار الآن لاجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الصيني في نهاية الشهر الجاري على هامش قمة مجموعة العشرين، وهدد ترمب بفرض رسوم على واردات من الصين بقيمة 267 مليار دولار إذا لم يتوصل الجانبان لاتفاق تجاري.
وقال وانغ خلال منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد في سنغافورة "ترغب كل من الصين والولايات المتحدة في أن تشهد تعاونا اقتصاديا وتجاريا أكبر"، وتابع "الجانب الصيني مستعد لإجراء مناقشات مع الولايات المتحدة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، والعمل من أجل التوصل إلى تسوية بشأن التجارة يقبلها الجانبان".
وأضاف "يواجه العالم الآن مشاكل رئيسية تتطلب تعاونا وثيقا بين الصين والولايات المتحدة"، وقال "لدينا اعتقاد راسخ بأن الصين والولايات المتحدة ستحققان مكاسب من التعاون وستخسران نتيجة للمواجهة".
وجدَّد وانغ تصريحات الرئيس شي، أول من أمس الاثنين، خلال معرض تجاري كبير، حيث قال "إن بكين ستتبنى انفتاحاً أكبر وسط خلافات متزايدة مع الولايات المتحدة".
وقال ترامب يوم الاثنين، الذي من المقرر أن يلتقي مع شي خلال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في وقت لاحق من الشهر الجاري "إن الصين تريد التوصل لاتفاق"، وتابع "إذا تمكنا من إبرام اتفاق جيد ومنصف فسنفعل، ولن نفعل إذا لم يكن كذلك".
وكان ممثل التجارة الدولية الصيني فو تسي ينغ قد قال في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن الولايات المتحدة ستربح أكثر من التجارة الصينية الأميركية. وأضاف فو، الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير التجارة، أنه بينما تحقق الصين فائضاً في التجارة مع الولايات المتحدة فإن الأخيرة تحقق فائض أرباح مع الصين.
وقالت بكين "إنها مستعدة لاستئناف مفاوضات التجارة مع واشنطن إذا كانت هذه المحادثات قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة"، وفقاً لوثيقة عن النزاع التجاري نشرها مجلس الوزراء.
أرسل تعليقك