إتصالات خارجية تتقصّى حيثيات الملاحقة القضائية لحاكم مصرف لبنان
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

إتصالات خارجية تتقصّى حيثيات الملاحقة القضائية لحاكم مصرف لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إتصالات خارجية تتقصّى حيثيات الملاحقة القضائية لحاكم مصرف لبنان

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة
بيروت - العرب اليوم

حذر مسؤول مصرفي كبير من توسع انكشاف الأوضاع النقدية والمالية تحت وطأة المصالح السياسية الناشطة قبيل الانتخابات النيابية المقررة منتصف مايو (أيار) المقبل، فيما يعاني لبنان من بطء واضح في تطوير منهجية المفاوضات القائمة مع إدارة صندوق النقد الدولي، بهدف عقد اتفاقية برنامج تمويل ترتكز على خطة للتعافي الاقتصادي.

وكشف المسؤول لمصدر إعلامي  عن تلقي العديد من كبار المسؤولين في القطاع المالي الكثير من اتصالات الاستفسار والتحقّق من نظرائهم في المنطقة وخارجها حول حيثيات الملاحقة القضائية المحلية لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، مشيراً إلى أنها بيّنت أن الأسواق المالية الإقليمية والدولية تتفاعل باندهاش سلبي للغاية مع الإشعارات العاجلة والصور الخارجة من لبنان عن توجه دوريات أمنية إلى أمكنة إقامة وعمل حاكم البنك المركزي لإحضاره إلى قصر العدل في بعبدا، بناء على مذكرة صادرة عن المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون في دعوى مقامة ضده.

وقال المسؤول إنه «ينبغي التحسب العقلاني لتبعات تصرفات غير حكيمة من شأنها أن تجلب المزيد من الإساءات إلى سمعة لبنان المالية المتردية، وتراكم المزيد من الصعوبات القائمة في تعاملاته المالية عبر الحدود ومع شبكة البنوك المراسلة»، مضيفاً: «هذا ما يحتّم على السلطة السياسية المتمثلة بمجلس الوزراء الإمساك بزمام المبادرة فوراً، وأن تعكف سريعاً على إعادة تصويب مسار هذا الملف الحيوي والمتشابك بطبيعته مع مجمل الركائز المالية والنقدية، وفي وقت أحوج ما نكون فيه إلى تجنّب أي أفعال قد تسهم في تسريع الانهيارات الشاملة التي تطيح بكل مقومات البلاد».
وقال المسؤول المصرفي: «بمعزل عن فحوى الاتهامات ومدى صدقيتها، فإنه حتى في الأحوال العادية توجب حساسية الموقع ومسؤولياته التبصّر في الإجراءات التي تخص المواقع الحساسة في الدولة ومهما كان مصدرها، وبالتالي فإن وجوب المساءلة القانونية وفقاً للأدلة والقرائن يمكن تحقيقه بوسائل خاصة وبعيداً عن المنابر والمزايدات الداخلية». وهذا ما ينطبق على حاكم البنك المركزي، «حيث يقتضي مقاربة ملفه الذي نفترض احترام سريّته بموقعه وليس بشخصه، كونه يتولى مسؤوليات حساسة للغاية توجب التحوّط المسبق وعدم تعريضها لمخاطر الفراغ بأي صورة».
وفي الواقع القانوني، فإن مصرف لبنان هو «شخص معنوي من القانون العام ويتمتع بالاستقلال المالي. ويجري عملياته وينظم حساباته وفقاً للقواعد التجارية والمصرفية وللعرف التجاري والمصرفي». ولا يخضع المصرف «لقواعد الإدارة وتسيير الأعمال وللرقابات التي تخضع لها مؤسسات القطاع العام». وبذلك فإن الحاكم هو صاحب القرار الأول والأساسي في السلطة النقدية والمولج بمهام محورية وفقاً لمحددات قانون النقد والتسليف، الذي تم منحه ككيان مستقل من قبل الدولة ومن دون سواه امتياز إصدار النقد والمحافظة عليه لتأمين أساس نمو اقتصادي واجتماعي دائم، فضلاً عن مهام أساسية تتضمن المحافظة على الاستقرار الاقتصادي وسلامة أوضاع النظام المصرفي وتطوير السوق النقدية والمالية.
ويرتفع منسوب التوتر والقلق في الأوساط المالية والمصرفية من تبعات التصرفات القضائية وغير القضائية غير المألوفة المتصلة بحاكمية البنك المركزي من جهة، والضغوط الموازية التي يتعرض لها الجهاز المصرفي وفروعه من جهة موازية، بحيث تتكثف الأضرار اللاحقة بمكونات القطاع المالي ومؤسساته، بينما هي تعاني تعقيدات جمّة في مهمة حفظ خطوط التواصل مع الأسواق الدولية، فضلاً عن الصعوبات المتكاثرة في أداء أنشطتها التقليدية في الأسواق المحلية والمتبقي من وحداتها الخارجية، بعدما تخلت قسراً عن وجودها المباشر في أسواق مصر والأردن، وقلّصته إلى الحدود الدنيا في سوريا والعراق وأسواق دولية.
ويحفل سجل الإدارة المالية بسوابق استثنائية تحت وطأة الأزمات النقدية والمالية، تسببت عملياً بشبه عزلة ذاتية للبنان وقطاعه المالي عن الأسواق الدولية. وأفضت تباعاً، بحسب المسؤول المصرفي، إلى «تهشيم السمعة المالية بفعل تراكمها السلبي عقب الوقوع بداية تحت ضغوط استحقاق كامل محفظة سندات الدين الدولية البالغة حالياً نحو 35 مليار دولار، التي تلاها التمادي بالمماطلة في الاستجابة لمطلب صندوق النقد والمانحين الدوليين باستخلاص خطة إنقاذية متكاملة تحظى بتوافق داخلي عريض، ثم التأخير غير المبرر في إقرار قانون تقييد التحويلات (كابيتال كونترول) الذي تلجأ إليه الدول فور التعرض لأزمة نقدية مستعصية».
ومع انغماس الأطراف الداخلية في الموسم الانتخابي ومحاولات استقطاب الناخبين، يؤكد المصرفي أن بعض التصرفات الخارجة عن الأصول والقائمة على منطق تغليب العشوائية والشعبوية في مقاربة ملفات تتسم بالحساسية العالية، لا تستوي مطلقاً مع أولوية التحقق والمساءلة المطلوبة بإلحاح كمدخل لازم لمحاولة الخروج من مسار الأزمات المتفجرة، التي قوّضت أغلب المقومات الاقتصادية والمالية للبلد وأودت بأكثر من 82 في المائة من المقيمين فيه دون خط الفقر.

قد يهمك ايضا 

أمن الدولة يسعى لاعتقال حاكم المركزي اللبناني

ألمانيا تطْلب معلومات عن الأوضاع المالية لحاكم "مصرف لبنان "

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إتصالات خارجية تتقصّى حيثيات الملاحقة القضائية لحاكم مصرف لبنان إتصالات خارجية تتقصّى حيثيات الملاحقة القضائية لحاكم مصرف لبنان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab