القاهرة ـ العرب اليوم
احتلت قناة السويس المركز الثاني ضمن قائمة أكبر 10 مؤسسات لوجيستية بمنطقة الشرق الأوسط لعام 2021، وفقا لتصنيف "فوربس". واعتمدت منهجية اختيار المؤسسات والشركات المختارة ضمن القائمة على عدة أسس أهمها تقييم حجم الشركة من حيث الأصول والإيرادات والقيمة السوقية، بالإضافة إلى تحديد نسبة حركة التجارة التي مكنتها الشركة وأهميتها الاقتصادية، فضلا عن حساب كمية البضائع المنقولة أو المخزنة. وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن الاختيار يعد تتويجا لجهود الهيئة ونجاحها في تخطي العديد من التحديات والأزمات التي واجهتها على مدار العام وأبرزها جائحة فيروس كورونا المستجد "COVID-19 " وأزمة جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN. وشدد رئيس الهيئة على أن ما شهدته قناة السويس ومشروعاتها من طفرة خلال السنوات القليلة الماضية لم يكن ليتحقق لولا الدعم الدائم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وحرصه على متابعة المستجدات الخاصة بمشروعات تطوير المجرى الملاحي والمشروعات التنموية والخدمية المختلفة التي تتبناها الهيئة. ووجه الفريق ربيع التحية للعاملين بالهيئة في كافة مواقع العمل ممن كانوا على قدر المسئولية وقدموا نموذجا فريدا في العمل الوطني المخلص في مختلف الظروف لتظل راية القناة عالية خفاقة. وتعدّ قناة السويس أسرع طريق بحري لنقل غالبية النفط من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي. فالرحلة بين الموانئ في الخليج ولندن، على سبيل المثال، تُقطع إلى النصف تقريبا عند المرور عبر قناة السويس - مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح عبر الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.
معظم الشحنات المتجهة من الخليج إلى أوروبا الغربية هي النفط، أمّا في الاتجاه المعاكس، فأغلب ما يتم نقله من أوروبا وأمريكا الشمالية إلى الشرق الأقصى وآسيا هو السلع المصنعة والحبوب. تشهد قناة السويس المصرية بانتظام ومنذ افتتاحها قبل أكثر من 150 عاما عمليات توسعة وتحديث حتى أصبحت اليوم قادرة على استيعاب بعض أكبر ناقلات النفط العملاقة في العالم. وفيما يلي نظرة على المراحل الرئيسية لتوسيع الممر المائي الذي يشمل نشاطه نحو 10% من التجارة البحرية الدولية، ودور القناة في خدمة الاقتصاد العالمي. عندما تم افتتاح القناة لأول مرة في عام 1869، كان طولها 164 كيلومترا (102 ميل) وعمقها 8 أمتار (26 قدما). وكان يمكن أن تستقبل سفنا بسعة 5 آلاف طن وعمق 6.7 متر والتي شكلت الجزء الأكبر من أساطيل العالم في ذلك الوقت، وفقا لهيئة قناة السويس. في عام 1887 تم تحديث القناة للسماح بالملاحة أثناء الليل، ما ضاعف من قدرتها. وحتى خمسينيات القرن الماضي، لم ترَ قناة السويس توسعة أو تعميقا إلا بعد مطالب شركات الشحن. وعندما أمم الرئيس المصري جمال عبد الناصر الممر المائي في عام 1956، كان طوله قد وصل إلى 175 كيلومترا وعمقه 14 مترا، ويمكنه استقبال ناقلات بسعة 30 ألف طن بعمق 10.7 متر. ومؤخرا في عام 2015، شهدت القناة المصرية حركة توسعة كبيرة مدّت طول المجرى الملاحي إلى 193.30 كيلومتر، وزادت عمقه إلى 24 مترا، ما يعني إمكانيته على استقبال ناقلات عملاقة بسعة 240 ألف طن وبعمق يصل إلى 20,1 متر. وفي عام 2019، تشهد القناة مرور نحو 50 سفينة يوميا، مقارنةً بـ3 سفن في عام 1869 عندما تم افتتاحها، ومن المتوقع أن تتضاعف حركة المرور تقريبا بحلول عام 2023 خصوصا في ظل وجود اتجاهين للمرور عبر الممر، ما يساعد في تقليل أوقات الانتظار.
قناة السويس شهدت منذ افتتاحها للملاحة البحرية وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019 عبور 1.3 مليون سفينة بحمولات 28.6 مليار طن وإيرادات قدرها 135.9 مليار دولار.
ويمر نحو من التجارة العالمية سنويًا عبر الممر المائي للقناة البالغ طوله 120 ميلًا. كما أنها من أهم مصادر الدخل القومي لمصر. وقد سجلت القناة إيرادات بلغت 3 مليارات دولار في الأشهر الـ6 الأولى من عام 2021، بزيادة قدرها %8.6 مقارنة بـ2.7 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2020. وخلال النصف الأول من عام 2021، عبرت 9763 سفينة من خلال الممر المائي لقناة السويس.
قد يهمك ايضا
قفزة كبيرة في إيرادات قناة السويس
قناة السويس تكشف تفاصيل جنوح السفينة CORAL CRYSTAL
أرسل تعليقك