باريس ـ د.ب.أ
يعتقد قليلون فقط في فرنسا أن «النطحة» التي وجهها نجم كرة القدم الفرنسي السابق زين الدين زيدان، برأسه إلى صدر اللاعب الإيطالي ماركو ماتيراتسي، في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا لم تكلف الفريق طرد «زيزو» وخسارة اللقب العالمي فقط وإنما طرقت أيضا باب «لعنة مزعجة».
وبعد هذه السقطة لم يقتصر فشل الفريق في تقديم مستوى جيد في بطولة كأس الأمم الأوروبية في نسختيها الماضيتين يورو «2008 و2012» وكأس العالم «2010» وإنما امتد لصورة الفريق خارج الملعب بسبب سلسلة من الفضائح في كأس العالم الأخيرة.
وقبل أربع سنوات ، بلغت المشاكل ذروتها في الفريق عندما أهان المهاجم نيكولا أنيلكا، مديره الفني ريمون دومينيك بين شوطي المباراة التي خسرها الفريق أمام المنتخب المكسيكي.
وسرعان ما نشرت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية أنباء هذه الفضيحة وما دار بين اللاعب ومدربه داخل حجرات تغيير الملابس لتبدأ سلسلة من الأحداث المثيرة توجت بإضراب فرانك ريبيري وزملائه بالفريق عن التدريبات مما ساهم في خروج الفريق صفر اليدين من البطولة بعدما مني بهزيمتين وتعادل في مباراة واحدة بالمباريات الثلاث التي خاضها في مجموعته بالدور الأول.
ويترقب المنتخب الفرنسي الآن بدء فعاليات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل أملًا في التغلب على شبح السنوات الماضية.
ويأمل الفريق في تكرار إنجاز عام 1998 عندما توج منتخب الديوك الزرقاء بلقب كأس العالم في النسخة التي استضافتها بلاده حيث تغلب وقتها على المنتخب البرازيلي «3/صفر» في المباراة النهائية للبطولة.
ولكن هل هذا الأمل كاذب؟.. تأهل المنتخب الفرنسي للمونديال البرازيلي من الباب الضيق بعد التغلب على نظيره الأوكراني في مواجهة عصيبة بالملحق الأوروبي الفاصل علمًا بأنه خسر «صفر/2» ذهابًا أمام مضيفه الأوكراني ثم فاز«3/صفر» إيابًا في باريس ليبدد بهذا كل الأوهام التي سيطرت على مشجعيه بأن الفريق لن يشارك في هذه النسخة.
وتعلق الجماهير الفرنسية آمالها هذه المرة على مجموعة من اللاعبين الموهوبين الشبان مثل بول بوجبا 20 عامًا، ولوكاس 20 عامًا وأنطوان جريزمان 22 عامًا ورافاييل فاران 20 عامًا وإلياكيم مانغالا 23 عامًا.
كما يضم الفريق بعض النجوم أصحاب الخبرة الذين يتمسكون بهذه الفرصة التي قد تكون الأخيرة لهم في بطولات كأس العالم وأيضًا الأخيرة لتصفح عنهم الجماهير بعد إضراب مونديال 2010 ، ويبرز من بينهم ريبيري 30 عامًا وباتريس إيفرا 32 عامًا وحارس المرمى هوجو لوريس 27 عامًا.
ولكن قبل كل هذا، تتعلق آمال المشجعين ووسائل الإعلام على المدرب ديدييه ديشان 45 عامًا المدير الفني للفريق والمعروف بلقب «العملاق الصغير» حيث يبلغ طوله 1.73 متر.
وأثبت ديشان، أنه نجم ساطع سواء كلاعب حيث فاز مع الفريق بلقبي كأس العالم 1998 وكأس الأمم الأوروبية يورو 2000، أو كمدير فني من خلال فرض الالتزام والانضباط على الفريق ليعيد إلى الديوك الزرقاء نفس الانضباط الذي شهده كلاعب في صفوف الفريق قبل سنوات.
وكجزء من «عملية التطهير والتنقية» ، استبعد ديشان عددًا من نجوم مواليد 1987 ومنهم سمير نصري وحاتم بن عرفة ويان مفيلا والذين لم يقدموا أداء جيدًا في يورو 2012 ومونديال 2010.
وقبل يورو 2012، حقق لوران بلان ، الذي تولى تدريب الفريق خلفا لدومينيك بعد مونديال 2010 ، مسيرة رائعة مع الفريق وحافظ على سجله خاليًا من الهزائم على مدار 23 مباراة متتالية.
ولكن الفريق قدم عروضا سيئة في البطولة الأوروبية وسقط في دور الثمانية أمام نظيره الأسباني حامل اللقب الذي دافع عن لقبه.
وخلال البطولة، أهان نصري أحد الصحفيين كما كان لبن عرفة، ومفيلا مشكلاتهما مع المدرب.
ولكن كل هذا أصبح ماضيًا ، ليأمل الفريق على الأقل في مستقبل أفضل. ويبرز يوري جوركاييف أحد لاعبي المنتخب الفرنسي الفائز بلقب مونديال 1998 بين المتفائلين بمستقبل أفضل للفريق.
وقال فييرا، أن لدى الفريق لاعبون رائعون، مؤكدًا أن الفريق لا يعاني من ضغوط كبيرة على الفريق وسيكون هذا عاملاً مهما للغاية، على حد قوله.
ويخوض المنتخب الفرنسي فعاليات الدور الأول للمونديال البرازيلي ضمن المجموعة الخامسة التي تضم معه منتخبات هندوراس وسويسرا والإكوادور.
ووعد حارس المرمى لوريس ، اللاعب الذي لا يعتبر صديقًا لوسائل الإعلام ، بأن يكون كل شيء ممكنا إذا أراد الفريق محو ذكريات مونديال 2010.
أرسل تعليقك