روما ـ العرب اليوم
في ختام مباريات الجولة الثالثة عشر من دوري الدرجة الأولى الإيطالي "السيري آ"، يحل الإنتر المنتشي بسلسلة نتائجه الأخيرة ضيفًا ثقيلًا على منافسه بولونيا في ملعب ريناتو دل آرا بمدينة بولونيا، وذلك في لقاء سيسعى فيه أصحاب الضيافة لتكرار التعادل مع الميلان وتحقيق نتيجة تنسيهم الهزيمة المؤلمة وربما غير المستحقة في الجولة الماضية، فيما لن يتنازل الأفاعي بعد عودة القائد خافيير زانيتي عن مواصلة طريق الانتصارات المتتالية ومواصلة مطاردة المراكز الثلاثة الأولى.
بولونيا
بالتأكيد لا يحظى بولونيا بمسيرة جيدة على الإطلاق هذا الموسم، فالفريق في المركز السادس عشر بفارق نقطة وحيدة عن منطقة الهبوط، وذلك على عكس ما قدمه الفريق بقيادة المدرب ذاته ستيفانو بيولي.
بدا الروسُّوبلو في طريقهم للعودة إلى الطريق الصحيح في نهاية الشهر الماضي بانتصارين على ليفورنو وكالياري ثم تعادل مطلع الشهر الحالي مع كييفو، انتهت تلك المسيرة قبل فترة التوقف الدولية بهزيمة بدت غير مستحقة على يد أتالانتا بهدفين لهدف. وبينما يبقى فارق الأداء بين بداية الموسم والفترة الأخيرة عامل طمأنينة لبيولي ولاعبيه قبل مواجهة فريق هزموه في السان سيرو في الموسمين الماضيين بهدف دون رد وثلاثية نظيفة، سيكون أكثر ما يخيف بولونيا هو خط الدفاع الذي أصبح ثاني أسوأ الدفاعات في السيري آ بواقع 24 هدفًا مستقبلًا، خاصة أمام هجوم هو الأقوى في إيطاليا هذا الموسم حتى الآن.
وإن كان هناك شيء قد يعول عليه بيولي بخلاف انتصاري الموسمين الماضيين، فسيكون ذلك بالتأكيد هو مشاركة القليل من لاعبي فريقه في المباريات الدولية خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالإنتر، وهو ما يعني ربما تفوقًا بدنيًا لصالح الفريق المضيف. كما سيكون على المدرب منح تعليمات لرينيه كرهين بدعم ثلاثي الهجوم جوناتان كريستالدو ومن خلفه حامل لواء الفريق أليسَّاندرو ديامانتي وباناجيوتيس كوني، مع الاحتفاظ ببعض الحذر الدفاعي على الرواق الأيسر متمثلًا في أركيميدي مورليو أولًا من أجل إيقاف جبهة جوناتان الخطيرة وثانيًا لدعم السويدي ميكايل أنتونسون العائد من مباراتين متتاليتين ضد المنتخب البرتغالي والذي لن يكون بمقدوره ضمان الاتزان الدفاعي بجانب العائد من الإصابة تشيزاري ناتالي.
أما الطرف الأيمن سواء كان فيه جيورجي جاريكس، لازاروس كريستودولوبولوس أو خوسيه كريسبو، فسيكون طرفًا بنزعة هجومية مدعومة بتغطية ميكيلي باتسيينزا الدفاعية وجاهزة لاستغلال أي أخطاء يمكن أن يقع فيها الياباني يوتو ناجاتومو سواء على صعيد الهفوات الفردية أن التقدم غير المدروس مع بطء في الارتداد للدفاع، فيما ستكون مهمة كريستالدو الأولى حتى قبل إحراز الأهداف هي محاولة إيقاع المدافع الأرجنتيني العائد من الإصابة هوجو كامبانيارو في الأخطاء أو على الأقل إجهاده بدنيًا ومنح الفرصة لديامانتي وكوني لكشف الدفاع أكثر.
الإنتر
كان تولي إريك ثوهير منصب رئاسة الإنتر عوضًا عن ماسِّيمو موراتِّي هو الشغل الشاغل في إيطاليا بأسرها، وذلك بعد أن كان رجل الأعمال الإندويسيني قد اشترى غالبية الحصص في النادي من أخطبوط البترول الإيطالي في الشهر الماضي منهيًا عصره الذي دام أكثر من 18 عامًا. ومن المتوقع أن يتطلع ثوهير في مباراته الرسمية الأولى كرئيس للنيرادزوري تحقيق انتصار تشير كل الوقائع والأرقام لسهولة الحصول عليه في ملعب ريناتو دل آرا وأهميته في ظل خسارة نابولي أمس من بارما والفرصة السانحة لخطف المركز الثالث، وذلك بعد أن حافظ الأفاعي على رصيد خالي من الهزائم في آخر خمس مباريات واستطاعوا الفوز على فيرونا ثم ليفورنو في المباراتين الأخيرتين، إضافة للدفعة المعنوية القوية التي حصل عليها اللاعبون بمشاهدة القائد خافيير زانيتِّي يعود للمباريات من جديد أمام الأمارانتو في الجولة الماضية.
من جانبه، اعتبر المدرب والتر مادزاري أن الضجة المثارة حول ثوهير بجانب مشاركة العديد من اللاعبين في المباريات الدولية خلال الأسبوع الماضي هما أمران كفيلان بتشتيت فريقه قبل مواجهة الروسُّوبلو، دون أن يضع الكثير من الاعتبارات للهزيمة الودية بهدف دون رد على يد كياسُّو في مباراة شهدت إصابة والتر صامويل وعودة مواطنه وزميله في الدفاع هوجو كامبانيارو للفريق لمدة نصف ساعة. ومن المرجح أن يعتمد مادزاري على الأخير كأساسي بجانب جوان جيسوس ورولاندو، ثم يستبدله بعد الاطمئنان على النتيجة أو مرور ساعة على الأقل من عمر اللقاء بالعائد الآخر من الإصابة ماركو أندريولي، فيما لن يخاطر بإشراك زانيتِّي أساسيًا خارج الأرض وذلك رغم أن الأفاعي استطاعوا منذ عام 2002 وحتى الآن الخروج بثمانية انتصارات وتعادل دون أي هزيمة في تسع زيارات لملعب بولونيا.
كما لن تكون مساعي متوقفة على تحقيق الانتصار وخطف المركز الثالث من نابولي بفضل فارق الأهداف، لكن سيسعى الإنتر لتحقيق رقم قياسي جديد خاص بالنادي في ظل كون الفريق صاحب أقوى هجوم بواقع 29 هدفًا في 12 مباراة منذ بداية الموسم حتى الآن، ففي حال نجح فريق مادزاري في تسجيل أربعة أهداف سيجتاز النادي رقمه القياسي السابق مع المدرب الأسبق جوزيه مورينيو في موسم 2009-10 والخاص بأكثر عدد من الأهداف في الـ 13 جولة الأولى.
لاعبون مؤثرون
هوجو كامبانيارو | حين نتحدث عن اللاعب المؤثر في أي مباراة، فلا يجب أن يكون اللاعب الذي يحرز الأهداف أو يصنع الكرات هو الأكثر تأثيرًا، حتى وإن كان ذلك هو الأمر الأهم في عالم كرة القدم. وفي حالة فريق كالإنتر الذي لن يعاني كثيرًا للتسجيل أمام دفاع بولونيا الضعيف، فقد أظهر أنه فريق يعاني من اهتزاز دفاعي منذ غاب المدافع الأوروجواياني بداعي الإصابة. وبوجود مهاجم مشاكس للغاية كجوناتان كريستالدو ومن خلفه لاعبين كديامانتي ودييجو لاكزالت الذين سيحاولون استغلال النزعة الهجومية لوسط الإنتر وغياب التغطية المبكرة من المنتصف على الأرجح، سيكون دور كامبانيارو العائد من الإصابة كضابط لإيقاع الدفاع في غاية الأهمية، فإما أن ينجح أو أن يتأثر بغياب اللياقة، وبحينها قد يقع الأفاعي في أزمة.
أليسَّاندرو ديامانتي | ليس سهلًا أن تكون الخيار السهل..! فكي تصبح أسهل خيار للَّاعب المنتظر تألقه في أغلب مباريات فريقك فذلك يعني أنك لاعب متميز للغاية وتمتلك من الإمكانيات ما يجعلك عنصرًا مخيفًا لأي منافس كان، في الوقت الذي يمتلك فيه فريقك من العناصر الهجومية مجموعة من اللاعبين الجيدين للغاية. ستكون مسؤولية النجم الإيطالي الدولي كبيرة للغاية ليس فقط في محاولة التسجيل ودعم كريستالدو، بل في صناعة اللعب والتحرك يمينًا ويسارًا للاقتراب من الجناحين ومن القلب لاستغلال أي ثغرة تتاح خلف لاعبي وسط الإنتر الذي يُتوقع اندفاعه للأمام، فأندية مثل ليفورنو وفيرونا رغم الهزائم الثقيلة لم يكن ينقصها سوى لاعب من طينة ديامانتي لتحقيق نتائج أفضل.
أرسل تعليقك