روما ـ العرب اليوم
يستضيف الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية مباراة قمة الجولة الخامسة عشر للدوري الإيطالي، حين يلتقي صاحبه "روما" مع ضيفه فيورنتينا ظهر الأحد.
يُقال عادة في إيطاليا أن روما عطر بلا رائحة، فهو الفريق صاحب الأداء الممتاز والممتع في الكثير من المواسم لكن للأسف دون نتائج وإنجازات تعبر وتترجم ذلك الأداء، وقد تفاءل الجميع خيرًا بعد البداية الرائعة لرجال رودي جارسيا هذا الموسم بتحقيق 10 انتصارات متتالية، لكنهم سرعان ما استعادوا نفس النغمة القديمة بخسارة الفريق لـ8 نقاط متتالية وأمام أندية تورينو وساسولو وكالياري وأتالانتا بعد انتصارات بارزة على أندية مثل لاتسيو وبارما وإنتر ونابولي.
لهذا، ستكون مهمة روما الأولى أمام فيورنتينا البحث عن عطره المفقود، أو البحث عن الثلاث نقاط التي لم يتذوق طعمها منذ 4 أسابيع كاملة، بجانب تقديم أداء مقنع وممتع يرد به على الأداء القوي من منافسه على لقب الدوري الإيطالي "يوفنتوس" في المباريات الأخيرة ويحافظ على تواجده قريبًا من الصدارة وإلا البقاء على بُعد 6 نقاط تمثل الفجوة الحالية عقب انتصار رجال أنتونيو كونتي على بولونيا.
وما قد يساعده على ذلك عودة قائده فرانشيسكو توتي بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن الفريق منذ أكتوبر الماضي، فرغم أن النجم المؤثر جدًا لن يلعب منذ البداية إلا أن وجوده ضروري لشخصية الفريق بجانب أنه قد يشارك في عدة دقائق يترك خلالها بصمته الحاسمة التي بغيابها تراجع بوضوح مردود روما الهجومي، لكن ما قد يجعل من مهمة جارسيا صعبة المستوى الممتاز لفيورنتينا مؤخرًا وخاصة هجوميًا بتألق لاعبيه وخاصة جوزيبي روسي وبورخا فاليرو وخوان كوادرادو، بجانب الضغوطات التي يعاني منها فريقه واهتزاز معنوياته وثقته بعد النتائج الأخيرة.
التشكيل المتوقع | روما × فيورنتينا
فيورنتينا
فيورنتينا وخاصة مدربه فينتشنزو مونتيلا يعيش تحديًا خاصًا حين يواجه فريقه السابق روما، نظرًا لان إدارة الجالوروسي لم تمنحه فرصة مواصلة تدريب الفريق بعدما قاده بنجاح لعدة أشهر عام 2011 خلفًا للمدرب المستقيل كلاوديو رانييري، إذ فضلت عليه الإسباني لويس إنريكي ليتجه مونتيلا إلى كاتانيا ويقدم موسمًا مميزًا جعله فيما بعد الخيار الأول لفيورنتينا الذي نجح في التعاقد معه صيف 2012 ليقدم معه موسمًا متميزًا نافس خلاله الميلان على بطاقة التأهل لدوري الأبطال حتى اللحظات الأخيرة من الموسم الماضي.
لذا، هي مباراة خاصة في الأولمبيكو بالنسبة للمهاجم الذي تألق مرارًا وتكرارًا على أرضه وبقميص روما، بجانب أنها مواجهة خاصة بين الطرفين لأنهما ضمن دائرة المتنافسين على بطاقات التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم القادم، مما يعني أن المباراة قد تساوي 6 نقاط في الحسابات النهائية.
ولا يعيش الفريق البنفسجي موسمًا ثابتًا في الأداء والنتائج، فهناك تذبذب واضح يظهر بانتصار الفريق على يوفنتوس 4-2 وخسارته أمام نابولي 2-1 وانتصاره على ميلان في سان سيرو 2-1 وسقوطه أمام أودينيزي 1-0، لكنه أنعش روحه المعنوية بانتصاره الأخير على هيلاس فيرونا 4-3 خاصة مع التألق اللافت لنجمه بورخا فاليرو ومواصلة جوزيبي روسي إزعاج الحراس بأهدافه، وهذا الثنائي تحديدًا مع خوان كوادرادو سيُعول عليهم كثيرًا للعودة لفلرونسا بالنقاط الكاملة وإلحاق الخسارة الأولى بالذئاب.
التشكيل المتوقع | روما × فيورنتينا
ملاحظات فنية
رغم أن روما يمتلك أفضل دفاع في البطولة بعدم تلقي أكثر من 4 أهداف خلال 14 مباراة، إلا أن دفاعه قد يعاني بقوة خلال مباراة الغد أمام اللعب الجماعي والتمريرات القصيرة والمهارات الفردية المميزة لهجوم فيورنتينا، لذا فالمطلوب هو أداء قوي من وسط روما فيما يتعلق بالضغط والتغطية والعودة لمساندة الدفاع وعدم ترك المساحات في المناطق الدفاعية، وبالطبع يبقى سلاح الهجمات المرتدة خطيرًا للغاية على دفاع الجالوروسي ولذا من صالح الفريق ألا يتقدم منافسه بالنتيجة ويُجبره على التقدم للهجوم.
هجوم روما يعاني بشدة منذ غياب توتي، وهذا طبيعي جدًا لأن توتي الوحيد القادر على التمرير السليم والوحيد الذي يمتلك الرؤية والقدرة على قيادة الهجوم وتوزيع مناطق اللعب واختراع مساحات جديدة، وحاول جارسيا حل تلك المشكلة بأكثر من طريقة لكن جميعها فشلت، لكني أعتقد أن وجود ماتيا ديسترو كمهاجم متمركز "بونتا" مع مهارات جيدة خارج المنطقة وبجانبه جيرفينيو وليايتش قد يكون حل جيد لم يجرب حتى الآن، وإلا فالدفع بتوتي في وقت مبكر من اللقاء وأقصد هنا بداية الشوط الثاني مثلًا لكن هل اللاعب جاهز بالفعل لهذا؟ سنرى.
الكرات الثابتة سيكون لها تأثير في مباراة الغد على الفريقين ولصالحهما، فالفريقين يجيدان تنفيذ الكرات الثابتة سوى الركلات الركنية أو الكرات المحتسبة من أخطاء في مناطق تصلح للتسديد، ولذا قد تُحسم المباراة بكرة ثابتة لروما أو فيورنتينا في ظل تواجد بن عطية وجونزالو رودريجز ودي روسي وأمبروزيني بجانب المسددين روسي وفاليرو وبيانيتش وليايتش.
مورجان دي سانتيس أخطأ مرة واحدة ليمنح أتالانتا هدف التقدم ضد روما في الجولة الأخيرة، لكن نيتو حارس مرمى فيورنتينا يُعد من نقاط ضعف الفريق الواضحة ولذا على لاعبي روما اختباره كثيرًا بالتسديدات البعيدة خاصة بعدما رأينا تعامله معها خلال مباراة هيلاس فيرونا الأخيرة، هذا الأمر سيضع على بيانيتش ودي روسي مسؤولية التقدم للأمام ومحاولة التسديد البعيد، فيما سيضع على وسط فيورنتينا مسؤولية منع ذلك.
أرسل تعليقك