أكد نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، ضرورة تشكيل الأقاليم في العراق للحيلولة دون تقسيمه، مشدّدًا على أنَّه الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي يمر بها العراق، مشيرًا إلى أنَّ الحكومة الاتحادية فشلت في إدارة وبناء المحافظات اقتصاديا وكسب ثقة الجمهور.
وشدَّد النجيفي في مقابلة مع "العرب اليوم" على ضرورة تشكيل الأقاليم التي أقرها الدستور لبقاء العراق موحدًا، موضحًا أنَّ فقدان الثقة بين المكونات العراقية هي السبب الرئيسي في وصول العراق إلى هذه المرحلة ولابد من التوازن وتعاون الجميع في القتال والإمساك في الأرض وإدارة المنطقة.
وتوقع أن الحل يكمن في تفعيل موضوع المصالحة الوطنية، التي تستوجب قرارات صعبة وتنازلات وإجراءات قانونية وعملية، مضيفًا: "لابد من التعايش المشترك وتقاسم السلطة، وينبغي معالجة إرث الماضي بطريقة تسامحية، كما ينبغي تجاوز عقده والتخلص من عقلية المعارضة في إدارة البلد".
وأضاف النجيفي أنَّ "المطلوب تغيير قناعات وسياسات باتجاهات عمودية وأفقية، الأمر الذي يتطلب حضور قوي للإرادة في تنفيذ إجراءات وتشريعات، مع توسع في إعطاء الصلاحيات في العراق".
وأبرز نائب رئيس الجمهورية، أهمية المضي في طريق المصالحة وبذل الجهود، موضحًا أنَّ "لكل أزمة حل ولابد من الأمل والثقة في القدرة على حل الأزمات والوصول إلى المصالحة المنشودة".
وذكر أنه يتعين تحقيق الإصلاحات داخل العملية السياسية بطريقة منتجة ومفيدة بحيث تشكل حافزًا للآخرين على الانخراط في العملية مع وجود أطراف متشددة يمكن التفاهم معها لاحقا.
ويأمل فيما يخص الاتفاق النووي، بأن "يكون بوابة لفتح آفاق جديدة في التعامل الدولي ويطوي صفحة النزاع والتشنج التي اتسمت بها المرحلة السابقة، فضلًا عن أن ينعكس الجو الذي يخلقه الاتفاق أمنا واستقرارا لبلدنا، والابتعاد كليا عن تصفية الحسابات الدولية والإقليمية على الأرض العراقية".
وشدد نائب رئيس الجمهورية على ضرورة أن تستغل الحكومة العراقية نتائج الاتفاق بحماية سيادة العراق الكاملة والاستفادة من الجوانب الأمنية والاقتصادية بشكل فعال، وعدم السماح مطلقا بتحقيق تمدد أو مصلحة لطرف دولي أو إقليمي على حساب طرف آخر ليس لشعبنا خيار أو مصلحة فيه.
ولفت إلى أهمية أن تلاحظ الأطراف الموقعة على الاتفاق حالة الأمن والاستقرار في العراق والعمل الجدي من أجل تقديم مساعدات حقيقية لإنهاء معاناة الشعب الذي يواجه التطرف المقبل من شتى بلاد العالم.
وبيَّن بخصوص توقيت بدء عملية تحرير الموصل، أنَّه "تم استكمال جميع التحضيرات العسكرية من تدريب المتطوعين وأبناء العشائر في المعسكرات التي أقيمت خارج المحافظة وبإشراف كامل من قبل الحكومة المركزية وقوات البيشمركة، مستدركا أن الكرة الآن في ملعب الحكومة والقوات الأمنية لتحرير الموصل".
وشكك بإعلان تحرير الموصل في الوقت الحاضر لعدم وجود ثقة كاملة بين الحكومة العراقية وأبناء نينوى في تحرير مناطقهم، لافتا إلى استعدادها لمساعدة العراق في التدريب والتسليح، مؤكدا أنهم فعلا متواجدين في معسكرات المتطوعين في الموصل، مشيرًا إلى أن الموصل محتلة من قبل المتطرفين وتطبق بحقهم إعدامات جماعية بتهمة الخيانة العظمى، منوها إلى تشكيل كتائب مقاومة داخل نينوى ونحن على اتصال مباشر معهم.
وحمل النجيفي السياسات الحكومية السابقة التي اتبعت تجاه الموصل ونينوى عموما مسؤولية سقوطها، مشيرًا إلى أنَّها كانت سببا في ضعف التواصل بين شعب الموصل والقوات العسكرية.
أرسل تعليقك