أكد المحلل السياسي أكرم عطالله، أنَّ إجمالي نتائج عمل حكومة التوافق بعد عام وخلال سنة كاملة لا يزيد عن الصفر، مشيرًا إلى أنَّه لا يمكن الحديث عن أي إنجاز إلا عن ثغرة كبيرة تجاه حالة كبيرة من التشاؤم.
وأوضح عطالله في مقابلة مع "العرب اليوم" أنَّ الشعب الفلسطيني كان بحاجة لحكومة تنهي معاناته المستمرة منذ أعوام؛ ولكن عندما تشكلت هذه الحكومة وفشلت، انتهى الأمل بالنسبة إلى المواطنين، لافتًا إلى أنَّ أطراف الانقسام اتفقوا على قضايا إدارية ورواتب موظفين وتوزيع عمال ومعبر وغيره؛ لكن الحقيقة أنَّ هناك أزمة سياسية.
وتساءل: "ماذا يريدون من قطاع غزة؟ هل يريدون عودة قطاع غزة إلى غلاف السلطة الوطنية؟، إذا أرادوا عودته إلى غلاف السلطة الوطنية هذا يعني أن السلطة لها التزامات واتفاقات، هل حركة حماس وموظفوها مستعدون لأن يكونوا جزءًا من هذه الالتزامات حتى يكون هناك رواتب؟".
وأضاف: "أم إبقاء غزة خارج إطار الاتفاقات، هذا موضوع آخر لم يناقش حتى اللحظة وهذه مسألة لها علاقة بطبيعة العقل الاقتصادي الفلسطيني، حيث أنَّ حركة حماس تريد أن تكون السلطة شكلية في قطاع غزة ويبقى الحكم لها"، لافتًا إلى أنَّ السلطة تريد أن تكون هي الحاكم الفعلي أيضًا في قطاع غزة بكامل الصلاحيات، وحركة "حماس" لم تتنازل والسلطة لم تحكم قطاع غزة وهذه هي المشكلة التي حالت دون أن تكون حكومة الوحدة قادرة على تنفيذ مهماتها.
وحول زيارة الوفود الأجنبية إلى قطاع غزة، أوضح عطالله أنَّ العالم كله يشعر بأنَّ القطاع وضعه يشبه مقدمات انفجار العام الماضي وأسوأ بالدمار والقتل وعدم إعادة الإعمار وبالتالي لن يستطيعوا ردع الانفجار ولن يستطيعوا إقناع نتنياهو بوقف الحرب.
ونوه عطالله إلى أنَّ المجتمع الدولي يريد نزع فتيل الانفجار قبل أن يبدأ السعي في إيجاد ممر إنساني إلى قطاع غزة، وحل ربما يضمن عدم الانفجار يتمثل في هدنة طويلة المدى يحملها الكثير من الوسطاء من إسرائيل يتحركون بين تل أبيب وغزة وأحيانا رام الله وبعض العواصم في العالم.
وأشار إلى أن النقاش يدور مع حركة "حماس"؛ لأن العالم كله معترف بأن القوة لحركة "حماس" في قطاع غزة، مضيفًا: "القوي على الأرض حركة حماس والسلطة حتى لو وقعت أي اتفاقات بخصوص قطاع غزة لن تستطيع تنفيذها وبالتالي هم يعرفون مع من يتفاوضون
وفي السياسة دائما القوة هي التي تتحدث والممكنات والواقع وليس الآمال والشرعيات دائما".
وحول المشروع الفرنسي، أضاف أنَّ المبادرة الفرنسية كانت مطروحة من قبل وأجلت إلى حين الانتخابات الأميركية وبعد الانتخابات أحالت الأمر إلى الأميركيين الذين هم الأقدر على إلزام إسرائيل"، منوها بأن فرنسا لن تتمكن وفشلت في أن تعيد المحاولة.
وتابع: "الولايات المتحدة تقترب من اتفاق مع إيران وهذا أزعج إسرائيل التي تعتبر دولة تجيد استثمار الواقع بشدة وتصرفت كضحية وبدأت تبتز واشنطن، وقالوا بالاتفاق مع إيران نحن سندفع الثمن وبالتالي استجيبوا لنا حتى نرضى يعني تمارس الحرد السياسي حتى يصالحونها ويقدمون التنازلات".
وأشار إلى أنَّ "هذه التنازلات حتى ترضى إسرائيل جزء منها صفقة ثرية كبيرة لإسرائيل وجزء منها أن تطلب من أميركا حتى ترضى أن توقف هذه المبادرة بكل أسف الولايات المتحدة تدخلت وأوقفت المبادرة الفرنسية، وهذا نتاج الضغط الإسرائيلي انطلاقا بما رأته إسرائيل أن هذه الفرصة بعد الملف النووي الإيراني فرصة لأن تبتز الولايات المتحدة".
وبين عطالله أنَّه "كان من الصعب الحديث عن مثل هذه المبادرة وحتى الفلسطينيين كانوا قلقين من هذه المبادرة بالرغم من أنها تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية لكن بالمقابل تتحدث عن الدولة اليهودية وهذه كانت ستكون مشكلة بالنسبة للفلسطينيين، أعتقد أن تأجيلها يمثل حلًا لجميع الأطراف".
وشدد عطالله على أنَّ "إسرائيل تريد هدنة طويلة وهذه أصبحت فكرة مفهومة، الوسطاء يحملون هذا المقترح"، متسائلًا: "كيف سيمر هذا الاتفاق بطريقة هادئة يصنعها الوسطاء أم بشكل صاخب يصنعه السلاح؟"، وقال: "هذا ما سنعرفه خلال الأسابيع المقبلة؛ لكن سواء بشكل هادئ أو بعد معركة نحن أمام اتفاق هدنة طويلة المدى طالما إسرائيل تريد".
وحول الشارع الذي يعبده القسام على حدود غزة، قال: "عندما يتعلق الأمر بالأمن الإسرائيلي رأينا كيف تتصرف، وهل يتم بمعزل عن غض النظر الإسرائيلي؟، هل هذا مرتبط بالتهدئة التي سيتم نقاشها، طالما نتحدث عن صفقة وتهدئة طويلة تحتاج إلى تنفيذ ومراقبة وبنية تحتية وحركة سيارات قريبة للحدود وبالتالي هذا جزء من روح المفاوضات ربما يكون ذلك".
وتوقع عطا الله أن يتم التوصل إلى هدنة طويلة، بالإضافة لصفقة كبيرة تشمل تهدئة وممرًا إنسانيًا وميناء وأسرى، وقال: "بالتأكيد نحن أمام صفقة كبيرة؛ لكن كيف سيتم إخراج هذه الصفقة هل بشكل هادئ أم بشكل صاخب هذا هو السؤال الذي ستجيب عليه الأسابيع والأشهر المقبلة".
أرسل تعليقك