بغداد – نجلاء الطائي
اعتبر رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور احسان الشمري، أنَّ الضغط الجماهيري وتأييد المرجعية الدينية لمطالب المتظاهرين السبب الرئيسي في تصويت مجلس النواب العراقي بالإجماع على بنود الإصلاحات.
وأكد الشمري في تصريح إلى "العرب اليوم "، أن المظاهرات التي شهدتها جميع محافظات العراق ضد تردي الخدمات وانتشار الفساد في عموم البلاد، فضلا تأييد المرجعية الدينية لتلك المظاهرات سببً رئيسي في إحداث ثورة كبيرة ضد المسؤولين المتورطين في عمليات فساد كبيرة في العراق.
وأضاف أنَّ تفويض المرجعية الدينية لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي حمل في طياته رسالة "تحذيرية" للأخير والكتل السياسية، لافتًا إلى أن العبادي سيواجه ضغوط سياسية كبيرة في المرحلة المقبلة والتغيير الحكومي سيكون هامشيًا.
وأوضح أنَّ "الكتل السياسية استجابت شكليا للدعوى المقدمة من قبل المرجعية الدينية، معلنة وضع استقالة وزرائها تحت تصرف العبادي"، مبينا إن "هذا لا يعني بأنه الموقف الحقيقي لها، لأن هناك حسابات سياسية وتوازنًا للقوى سيجعل هذه الكتل تناور في موضوع تغيير وزرائها أمام العبادي وتلقي المسؤولية على بقية الكتل".
ويتوقع الشمري أن التغير سيكون "هامشيا" وليس بالحجم التي يعتقد بها المتظاهرين لأن العبادي سيواجه ضغوط سياسية كبيرة"، لافتا إلى أن "الحل يكمن في تقديم حكومة العبادي استقالتها للبرلمان إذا كانت نوايا الكتل صادقة ومن ثم إعادة تكليفه ليختار وزراء جدد يتمتعون بالكفاءة والنزاهة وبالشكل الذي يحقق مطالب المتظاهرين".
وتشهد غالبية محافظات الوسط والجنوب تظاهرات احتجاجية شعبية حاشدة تباينت مطالبها بين "الإصلاح السياسي" ، و"توفير الخدمات" و"الظروف المعيشية"، و"محاربة الفساد في دوائر الدولة"، و"إصلاح البنى التحتية"، و"توفير الكهرباء" لعموم المحافظات.
يأتي هذا مع دعوة المرجعية الدينية العليا في النجف لرئيس الوزراء حيدر العبادي بأن يكون جريئا وشجاعا في خطواته الإصلاحية ولا يخشى من بعض الكتل السياسية وتشخيص من يعرقل مسيرة الإصلاح.
وأبرز الشمري "أهمية الاستجابة الحقيقية من قبل الزعامات السياسية وأن لا يكون الترحيب "إعلاميًا" فقط، لأن نواب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، سيعدون القرارات إزاحة سياسية وهذا قد يولد "أزمة" سياسية داخل الكتل".
ولفت إلى أنَّ "العبادي ألقى الكرة في ملعب الأحزاب وبذلك يخلي مسؤوليته عن عرقلة إصلاح الأوضاع ويوصل رسالة على انه استجاب للمتظاهرين والمرجعية".
أرسل تعليقك