أكّد عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، جميل مزهر، أن الانقسام بات عاملًا معيقًا أمام تطوير وتصعيد انتفاضة القدس، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تقود هذه الانتفاضة، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى جميع المسؤوليات، موضحًا أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وإعداماته المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، تعكس ارتباك وتخبط الحكومة الاسرائيلية.
وشدد مزهر في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم" أن كل الإجراءات الاسرائيلية من إعدامات مباشرة وتدمير للمنازل لن تفت في عضد المقاومة، ولن تستطيع اخماد الانتفاضة.
وأكد مزهر أن "حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية القت بظلالها على جميع مناحي الحياة المعيشية والإنسانية والسياسية للشعب الفلسطيني، وأثرت على قضيته في الساحتين العربية والدولية".
وأشار إلى أن الانقسام بات عاملًا معيقًا أمام تطوير وتصعيد انتفاضة القدس، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تقود هذه الانتفاضة، إلى جانب صعوبة توفير الحماية السياسية للانتفاضة حتى تحقق أهدافها برحيل الاحتلال.
ودعا مزهر إلى الارتقاء صوب المصالح الوطنية العليا، واصطفاف كل القوى والفصائل ومكونات المجتمع الفلسطيني خلف حكومته، حتى نتمكن من رسم رؤية فلسطينية وطنية واحدة، كفيلة بإنجاز حقوق الشعب في التخلص من الاحتلال، ونيل الحرية والاستقلال.
وأعلن مزهر في هذا الصدد أن الجبهة وعددًا من الفصائل بصدد إطلاق مبادرة لحل مشكلة معبر رفح، موضحًا "لن نقبل أن يبقى 2 مليون مواطن فلسطيني رهائن للمنقسمين".
وانتقد مزهر مماطلة القيادة الفلسطينية في عقد الإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير، ومجلس وطني توحيدي جديد وتعطيل قرارات المجلس المركزي، كما انتقد مزهر سلطة الأمر الواقع في غزة، كما أسماها، مبينًا أن: "الأوضاع المأسوية ما زالت مستمرة، في ظل أزمة الكهرباء والمياه والضرائب والبطالة والفقر والخريجين".
وأعلن مزهر أن حركته قدمت 4000 شهيد، وقافلة طويلة من الجرحى والأسرى، خلال السنوات الماضية، مروراً بالانتفاضة الاولى والثانية، مشيراً إلى أن الجبهة أعلنت أن انطلاقة الحركة قبل ايام بمثابة انتفاضة، فدعت للاشتباك مع الاحتلال على الأماكن الحدودية، مما أسفر عن استشهاد القيادي في الجبهة، سامي ماضي وعشرات من الجرحى.
وأكد مزهر أن انتفاضة القدس جسدت وحدة الإرادة والدم، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية بعد التهميش المتعمد لها، موضحاً أن المظاهر العفوية للانتفاضة أعطتها مساحة حرة للاستمرارية والتحليق بعيداً وعالياً عن كل سياسات الانقسام، كما كشفت الجانب الإبداعي الذي استمد قوته من كونه أسلوبًا نضاليًّا كفاحيًّا جديدًا فرض إرادة شعبنا على قيادته".
ونوّه مزهر إلى أن "استمرار تصاعد العدوان الإسرائيلي على شعبنا وتنفيذ مخططاته الدموية، وتقطيع أوصال الضفة المحتلة، وارهاب المستوطنين، لن يدفع الا الى مزيد من تصاعد الانتفاضة ضد هذا الاحتلال حتى دحره عن أرضنا".
واعتبر مزهر أن التعديل الوزاري الأخير الذي أُجري على حكومة الوفاق الوطني، لا يحل المشاكل القائمة، بل يؤدي الى تعميق الانقسام الداخلي، مؤكداً أن الحل الوحيد هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى جميع المسؤوليات.
وأكّد مزهر على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون صاحبة صلاحية وقرار، ويشارك فيها جميع القوى الوطنية والإسلامية.
وأوضح مزهر أن هذه الحكومة يجب أن تتولى مسؤولية علاج كل القضايا والملفات، وتوحيد المؤسسات الفلسطينية، والبدء في الإعمار، والتحضير لانتخابات كاملة.
أرسل تعليقك