كشفت نائبة عن التحالف الكردستاني، عن نية تقديم قضية الأيزيديين إلى المحكمة الجنائية الدولية واعتبارها قضية رأي عام بحق مكون يتعرض إلى إبادة جماعية، في حين أعلنت عن مؤتمر دولي رفيع المستوى سيُعقد في باريس خلال أيلول/سبتمبر المقبل.
وأكدت النائبة عن التحالف الكردستاني فيان دخيل في مقابلة مع "العرب اليوم"، وجود مساعٍ في البرلمان العراقي لتقديم قضية الأيزيديين إلى المحكمة الجنائية الدولية ، معلنة عن مؤتمر دولي رفيع المستوى سيُعقد في باريس خلال أيلول/سبتمبر المقبل، بشأن ضحايا الهجمات والانتهاكات القائمة على أسباب عرقية أو دينية في الشرق الأوسط، لحشد الاهتمام الدولي والدعم للأقليات.
وأوضحت فيان أن القضية تتعلق بـ"مكون" شارف على الانقراض بسبب القتل الجماعي الذي يتعرض له من قبل التنظيمات المتطرفة، لافته إلى "وجود ملفات كثيرة ستعرض على المحكمة الدولية بهذا الصدد، ونحن ماضون بهذا الشيء في القريب العاجل".
وأشارت إلى إقدام التنظيمات المتطرفة على سبي النساء وبيعهن في أسواق النخاسة، فضلا عن اقتياد العديد منهن إلى المدن التي تسيطر عليها التنظيمات في سورية وبيعهن هناك، وبيّنت أن الايزيدين يشكلون نحو 20% من الشعب العراقي، وهي نسبة ليست بالقليلة ويجب على الحكومة العراقية والمجتمع الدولي النظر لها بشكل جدي وعدم إصدار البيانات والاستنكار فقط .
وأضافت النائبة عن المكون الايزيدي أنه تم العثور على ما يقارب 16 مقبرة جماعية للايزيدية، قسم منها في مناطق قريبة من شنكال، لافتة إلى أن التنظيمات المتطرفة اختطف خمسة آلاف امرأة وفتاة من الطائفة الايزيدية تم تحرير 916 منهن فقط.
وبيّنت أن النازحين من المكون الايزيدي موزعون حاليًا في 16 مخيمًا في إقليم كردستان ويعانون من المرض والجوع، وأكدت مغادرة أكثر من ثلاثة ألاف خارج العراق شهريا إلى أوروبا عبر تركيا، محذرة من "كارثة " إنسانية في حال استمرار الهجرة، ومطالبة الإسراع في تحرير المناطق المسيطرة عليها من قبل التنظيمات المتطرفة بإسراع وقت وعدم التلكؤ في إعادة الخدمات للمناطق الأيزيدية.
وتوقعت فيان أن التشدد الإسلامي في مناطق الشرق الأوسط جزء من الأسباب الرئيسية التي جعلت من المكون الأيزيدي يفكر بالهجرة إلى الدول الأوروبية ،معتبرًا أنها أكثر "أمانًا" من الدول الإسلامية، وناشدت الدول التي يهاجر إليها الايزيديون بـ"تقديم" المساعدات الإنسانية المطلوبة لهم على وفق المعاهدات والمواثيق الدولية، ودعت الايزيديين إلى المكوث في أرضهم وارض أجدادهم وإفشال جميع المخططات التي تريد النيل منهم ومن طوائفهم
ويشار إلى إن الايزيديين هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا وسورية، إيران، جورجيا وأرمينيا.
ووصف رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، الاثنين، ما تعرض له الايزيدون في قضاء سنجار من إبادة جماعية وسبي بـ"الفاجعة المخجلة"، ودعا إلى ترجمة المشاعر إلى أفعال لتخفيف الآلام التي نتجت عن هذه المجزرة وما تبعها من أثار نفسية ومادية، وفيما أكد أن المعنيين مطالبون بتشريع خاص بهذه المجزرة ليترتب على ذلك مهام تناط بالجهات التنفيذية.
ودعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الاثنين، إلى توثيق دولي لجرائم "داعش" ضد الأيزيديين، مؤكدًا أن الشعب العراقي "نجح" في تأكيد وحدته الوطنية.
ودانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، أمس الأحد،2 اب 2015، "المأساة البشعة" التي ارتكبها "داعش" في سنجار عام 2014 ، بمناسبة ذكراها الأولى، مبينًا أن من ارتكب تلك "الجرائم" والمحرضين عليها سيقدمون عاجلاً أم آجلاً للعدالة لمعاقبتهم، وفي حين أيد استحداث آلية لتعزيز حماية الأقليات وحقوقهم.
أرسل تعليقك