تدور معارك عنيفة بين القوات العراقية، وتنظيم "داعش"، في الجانب الشرقي لمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال العراق) التي تعد من أعنف المعارك التي تخوضها القوات العراقية.
وأوضح الباحث في الشؤون الأمنية الاستراتيجية والجماعات المتطرفة هاشم الهاشمي في تصريح لـ"العرب اليوم"، أن القوات العراقية المتمثلة في الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب، تحاول منذ يوم الجمعة اختراق حي القادسية، شرقي الموصل، موضحًا أن القوات المشتركة لم تتمكن من ذلك، بسبب المقاومة العنيفة لعناصر "داعش".
وأشار إلى أن الساعات الأولى من صباح الأحد، شهدت قصفًا مدفعيًا عنيفًا، على أحياء القادسية والأربجية وكركوكلي وعدن، في الجانب الشرقي للموصل، في محاولةٍ لإرباك صفوف عناصر "داعش"، تمهيدًا لاقتحامها من قبل القوات العراقية، مؤكدًا أن طيران التحالف الدولي قصف أهداف منتخبة في هذه المناطق.
وأكد الهاشمي " التعرف إلى هوية 52 مسلحًا من قتلى تنظيم "داعش" خلال عمليات تحرير بعشيقة"، مشيرًا إلى أن بينهم عدد من القياديين، لافتًا إلى قتل 100 مسلح في التنظيم خلال المعركة. وبيّن الهاشمي أن جميع القطعات العسكرية تتقدم بحذر كبير نحو الموصل، حرصًا منها على سلامة المدنيين، في ظل وجود نحو 90% من السكان المحليين في منازلهم، معلنةً أن الأيام المقبلة ستشهد أساليب مبتكرة لتطهير الأحياء السكنية.
ويذكر الهاشمي الذي يقدم المشورة للحكومة العراقية فيما يخص التنظيم والذي زار الخطوط الأمامية أن كل المؤشرات الواردة من الموصل حتى الآن تبين أن تعليقات البغدادي لم تكن تهديدًا عابرًا، مؤكدًا أن تنظيم "داعش " يقاتل قتالًا حقيقيًا. وقال الهاشمي إن المتطرفين حفروا شبكة من الأنفاق تبلغ أطوالها 70 كيلومترًا على الضفة الشرقية فقط من نهر دجلة الذي يمر عبر الموصل منذ سيطروا على المدينة في عام 2014. وأشار الهاشمي إلى استخدام تنظيم "داعش " الأنفاق التي كانت القوات الأمنية تتفاجأ بها داخل المدينة وتوجيه ضرباتهم القاتلة فجرًا التي تكون القوات الأمنية هادئة في اقتحامها بسبب الطرق الضيقة والوعرة وتخوف الجيش من المفخخات.
ويجزم الهاشمي أن القوات الأمنية ألحق بهم خسائر كبيرة بسبب تلك الأنفاق، إضافة إلى عدم درايتها الكاملة في المنطقة جعلها "لقمة" سهلة بيد المتطرفين الذين يتحكمون في المنطقة، مبينًا أن القوات الحكومية لا تسيطر سيطرة كاملة سوى على اثنين من الأحياء التي دخلتها الأسبوع الماضي. وأوضح الهاشمي أن الجيش اضطر للتراجع في بعض الأحياء ثلاث أو أربع مرات التي سيطرة عليها وغالبا ما يحدث ذلك أثناء الليل قبل أن يسترد ما فقد من أرض في اليوم التالي.
ويشرح المهتم بالشؤون الأمنية الاستراتيجية والجماعات المتطرفة عجز الدبابات عن المناورة في شوارع المدينة الضيقة، فيما تتطلب استدعاء طائرات الهليكوبتر الأميركية من طراز أباتشي لاستهداف المفجرين الذين يستخدمون سيارات ملغومة. ولفت الهاشمي إلى أكثر الأساليب التي يستخدمها المسلحون صعوبة وهي " إرسالهم موجات متتالية من الوحدات الصغيرة قوام كل منها 50 مقاتلًا للاشتباك مع القوات بحيث لا يمكن أن تغفل عيونها لحظة واحدة".
وتابع أن كل وحدة تتكون من مفجرين انتحاريين وقناصة ومقاتلين هجوميين ومقاتلين يسمونهم انغماسين، بالإضافة إلى خبراء في التموين والإمداد واستخدام مدافع المورتر. ويروي الهاشمي تكتيكات المتطرفين المتطور حيث تقوم "كل وحدة تقاتل لفترة قصيرة فقط ثم استبدالها بالمجموعة التالية من اأجل الراحة وهذا يرهق الجيش."
ويرى الهاشمي أن المتشددين يواجهون قوات أمنية تقارب 100 ألف مقاتل مقابل إعداد المتطرفين قوامها خمسة آلاف مقاتل في الموصل، لافتًا إلى أن الاستراتيجية المستخدمة في الحرب من قبل القوات الأمنية تقليدية مما أدى الطرف الثاني "المتطرفين " التقدم على القوات الحكومية في تلك المناطق.
وقال الهاشمي إن مجموعة مصغرة من المقاتلين الأجانب من دول ناطقة بالفرنسية في الأساس يطلق عليهم اسم المرابطون أقسمت على القتال حتى الموت دفاعًا عن مواقعها الاستراتيجية في قلب المدينة، مبينًا أن الطريقة الوحيدة للتخلص منهم هو الموت.
وذكر الهاشمي أن فرقتين من المشاة اقتربتا من الحدود الشمالية والجنوبية لفتح جبهتين جديدتين في المدينة الجمعة، لكن كانت الإعاقة لهم السكان الذي يستخدمهم المتطرفون دروعًا بشرية تحسبا لأي طارئ، وفي النهاية يؤكد الهاشمي بأننا سننتصر من دون شك.
أرسل تعليقك