محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين
آخر تحديث GMT02:07:20
 العرب اليوم -

أكدت لـ "العرب اليوم" أنهم سيبحثون عن بؤرة توتر

محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين

النائبة في البرلمان التونسي محرزية العبيدي
تونس ـ حياة الغانمي

كشفت عضو المكتب التنفيذي لحركة "النهضة" والنائب في البرلمان التونسي محرزية العبيدي، أنها لا تعتقد أن الموقف من عودة التونسيين الذين شاركوا في عمليات إرهابية في بلدان أخرى، يتحدد حسب الانتماء الإيديولوجي أو الحزبي، بل يتحدد حسب الانتماء إلى الوطن، وعلاقته بأمن التونسيين، مؤكدة أن البوصلة هي الوطن والسؤال هو كيف نبني مستقبل تونس.

وأضافت العبيدي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أنها كانت قبل التحاقها بالنشاط السياسي في تونس، عضوًا في منظمة تعني بفض النزاعات، ومهمتها جعلتها تعي جيدًا معنى الحروب الأهلية ومعنى الإرهاب. وأكدت أنها رأت نماذج عديدة من المشاكل التي يتجاذب حولها التونسيون اليوم، وبناءً عليه فإن المشكلة الأساسية بالنسبة إليها هو أن هؤلاء هم تونسيون صحيح ولكنهم خرجوا من هذا الوطن وشاركوا في عمليات متطرفة، قتلوا وأحرقوا ودمروا ويتموا، وبالتالي فإن مسألة قبولهم والتسليم بعودتهم لن تكون بالبساطة المتوقعة.

وشدّدت على أن السؤال الذي من المفروض أن يطرح ليس هل نقبل بعودة الإرهابيين أم لا ؟ لأن كل التونسيين غير قابلين لعودتهم ولا يشرفهم أبدًا انتماء هؤلاء الذين تلطخت أيديهم بالدماء إلى تونس وإلى المجتمع الذي اثبت في العديد من المرات أنه طارد للعنف، ولكن السؤال الأهم هو كيف نستعد لعودة هؤلاء، لأن هذا الأمر حسب رأيها يفرض على تونس. وأكدت أنه لو سئلت كتونسية وبصفتها أم فقط، لقالت أنها ترفض وبشدة عودة التونسيين الذين كانوا في بؤر التوتر، ولكن بصفتها سياسية وبصفتها مطلعة على ما يحدث في العالم، فإنها ترى أن كل الفرضيات واردة وأن البلدان التي يتواجد بها هؤلاء التونسيين الذين شاركوا في عمليات إرهابية أو ينتمون إلى تنظيمات إرهابية، تقوم بترحيلهم إلى تونس وبالتالي فإن مسألة قبولهم قد تفرض على تونس فرضًا، وأوضحت أن الهجوم الإرهابي في برلين أجبر البلدان الأوروبية على ترحيل التونسيين المتواجدين بها.

وأوضحت عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، قائلة "إنه قبل أن ننفعل يجب أن نفهم ما يحصل حولنا، ويجب أن نستعد لجميع الفرضيات، وأن الاستعداد الذي تقصده لعودة الإرهابيين الذين كانوا في بؤر توتر هو استعدادًا أمنيًا، فالمسألة حسب تقديرها لا يجب أن تقتصر على سماعهم وإطلاق سراحهم بل أنها ستكون مركزة على معاقبة كل من يثبت أنه شارك في أي عمل إرهابي مع توفير الرعاية النفسية والاجتماعية، لهم حتى نخلصهم شحنة العنف والإرهاب، وحتى ننقذ العائلات والأطفال الصغار الذي ولدوا في أماكن التوتر، أو الذي وجدوا أنفسهم في عائلات لها نزعة إرهابية ولها علاقة بتنظيمات من هذا النوع، وأنه يجب التشاور مع كل من يسهر على أمن تونس من خبراء أمنيين  وسياسيين من مختلف التوجهات والانتماءات والاستماع للخبراء منهم ممن درس هذه الظاهرة، كما يجب أيضا الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذه الظاهرة وأهمها الجارة الجزائر". وتساءلت كيف لا نسأل الجزائر كيف تصرفت ازاء عودة الإرهابيين في التسعينات، وكيف لا نستمع للجزائريين ولا نلتقي بهم ونسالهم ما فعلوا ؟.

وأكدت محرزية العبيدي أنها تتفهم خوف التونسيين من عودة الذين قاتلوا في الخارج، وتعتبر أنه من حقهم أن يخافوا وأن يرفضوا عودة هؤلاء، مبينة أن التجربة أثبتت أن 99 في المائة من المجتمع التونسي طارد للإرهاب، وأنه لا يمكن المراهنة على أن يكون التونسيون حاضنين للإرهابيين مهما حصل، فالإرهاب ضرب المدن التونسيين وضرب الأمن والجيش والأطفال والشيوخ ونال من عدد كبير من الشرفاء والأبرياء، ولهذا لا مجال للتسامح مع الإرهابيين. وقالت أن سلامة التونسيين الذين يدافعون على الوطن والذين يرفضون المساومة عليه بالنسبة إليهم أهم بكثير من أي طرف آخر. 

وأشارت العبيدي إلى أن ما أثبتته بعض الدراسات والخبراء المتتبعين لتنقلات المجموعات الإرهابية، هو أن الإرهابيين بعد خسارتهم في كل من سورية والعراق وليبيا أيضًا سيبحثون عن بؤرة توتر أخرى، باعتبار أن التجربة أثبتت أنهم ينتقلون في كل مرة إلى بؤر التوتر، ولا يعودون إلى أوطانهم الأصلية. ولهذا تعتقد أن الأهم هو الحرص على أن لا تكون تونس بؤرة توتر حتى لا يأتي إليها الإرهابيون. وأكدت أنه من المهم التفكير في كيفية بناء موقفًا صلبًا متماسكًا، ليبقى المجتمع التونسي طاردًا للإرهاب. وقالت إنه لا بد أن نتعامل مع الجميع بالقانون، ولابد أن لا نترك ثغرات يتسرب منها العنف. واعتبرت أن الجميع مسؤولون عما ستؤول إليه الأوضاع من أعلام ومؤسسات أمنية وأحزاب ومنظمات وغيرها، فالمشكلة لا تحل بنعم أو لا بل بكيف.

وعن موقف حركة النهضة التونسية مما يقال في هذا الموضوع وخاصة من الاتهامات التي وجهت إلى عدد من قياديها والمتعلقة ببحثهم عن تسريب قانون التوبة وقبول عودة الإرهابيين بسهولة مقابل تأطيرهم وإعادة إدماجهم في المجتمع. ونفت محرزية العبيدي هذا الأمر، قائلة إنه لا وجود لأي مقترح قانون اسمه قانون التوبة، وأن مسالة الإرهابيين العائدين إلى تونس، فإن حركة النهضة تناولت الموضوع بكل جدية وموضوعية وعقلانية، وتحدثت عن الاستعداد لحماية التونسيين قبل الجميع، وطالبت أن تقوم كل مؤسسة بدورها.

وبيّنت أن هناك لجنة خاصة لدراسة وتشخيص ظاهرة الإرهاب. وأضافت أنه على تونس أن لا تجعل أبناءها الموجودين في عدة بلدان أوروبية على غرار ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها، والذين يعانون من هشاشة مادية ومعنوية عرضة للاستغلال من طرف من يريدون أن يجعلوا من شباب تونس ألة للعنف والة للقتل، وشدّدت على أنه على السلطات التونسية أن تتفاعل مع البلدان التي يوجد فيها الشباب الهش والذين يشبهون كثيرًا أنيس العمري الذي ارتكب عملية برلين، وتدركهم قبل أن يتحولوا إلى إرهابيين، موضحة أن الهشاشة المعنوية هي التي تدفع الشخص إلى أن يصبح أداة لينة في أيدي صانعي الإرهاب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 العرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab