بغداد-نجلاء الطائي
اكد رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي، على ضرورة وضع ترتيبات سياسية حول مصير مدينة الموصل قبل البدء بأي عمليات عسكرية فيها ، مشددا على ان التحدي الاكبر اليوم بمرحلة مابعد تنظيم داعش .
وأضاف كيكي لـ "العرب اليوم"، ان "تحدي تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش ربما يمثل الخطوة الاقل خطورة وصعوبة من مرحلة ما بعد تحرير المدينة"، مشيرًا إلى ان "هنالك رسائل ومخططات لتقسيم المدينة مابعد تحريرها ، وماتحدث به الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، عن عدم استبعاد واشنطن اندلاع الحرب الأهلية في العراق بعد هزيمة تنظيم داعش هو كلام لم يبنى من فراغ بل من قراءات وتحركات تجري بالعلن والخفاء".
ونوّه كيكي الى انه "لا توجد اي ترتيبات سياسية حتى الان بين بغداد واربيل لمرحلة ما بعد تحرير الموصل والتركيز فقط على عمليات التحرير والخطط العسكرية ، وهذا الغموض سيدخلنا بمشاكل وازمات خطيرة جدا"
وحذر رئيس مجلس محافظة نينوى من حدوث عمليات "انتقام" وتدخلات "سلبية" على أوضاع المحافظة بعد تحريرها من تنظيم "داعش، لافتا الى وجود مخاوف كبيرة قد تواجهها مدينة الموصل في مرحلة ما بعد داعش بسبب الآثار السلبية التي يخلفها التنظيم في الموصل، موضحًا أن "المجلس يعمل حاليا مع كل الأطراف الفاعلة في الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان والتحالف الدولي على وضع تفاهمات وخطط على أسس متينة تسبق عملية التحرير للإسهام في استقرار دائمي لمرحلة ما بعد التحرير"، ومشددا على "أهمية ضمان حقوق جميع المكونات لعدم تكرار ما حدث في نينوى".
ورأى كيكي أن غياب العامل المحلي في محافظة نينوى يعدّ إشكالية خطيرة، لأنهم من سيتحملون تبعات ما بعد تنظيم داعش، مؤكدًا أنه لا وجود لحشد عشائري قادر على إدارة معركة، وأنه لا توجد إرادة لحكومة بغداد لتسليح هذا الحشد ، فضلًا عن عدم وجود اتفاق بين الحشد وقوات البيشمركة، مشيرًا الى ان معركة الموصل ستجري وفق البروتوكول الموقع بين إقليم كردستان العراق والولايات المتحدة بعلم الحكومة الاتحادية، مشيراً إلى أن دور قوات البيشمركة هو دور إسنادي للقوات العراقية في معركة الموصل، وأن قوات البشمركة ستشارك في عدة مراحل من المعركة، وليس في كل مراحلها.
وأفاد كيكي أن القوات العراقية المشتركة جهزت 45 ألفا، وتشارك قوات البيشمركة الكردية بـ10 آلاف، في حين سيشارك الحشد الشعبي بـ15 ألفا من قواته، وسوف يتم استكمال القوات المشاركة في تحرير الموصل بـ10 آلاف مقاتل من عشائر نينوى والأقليات الموجودة فيها مثل التركمان والشبك وغيرهم، مبيّنًا ان تعدد القوى المشاركة في عملية تحرير الموصل تزداد المخاوف حيال توجه تلك القوى للسيطرة على المدينة بعد تحريرها من مسلحي داعش وخلق مزيدًا من الصراعات المستقبلية على حساب اهالي نينوى ذاتهم .
أرسل تعليقك