كشف وكيل المخابرات الأسبق ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، اللواء محمد مجاهد الزيات، عن أن هناك أسباب تشير إلى استمرار الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لفترة طويلة قد تمتد لسنوات رغم الإستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في مواجهة التنظيم إلا أن الأمور على أرض الواقع تشير إلى غير ذلك.
وأعلن الزيات في حديثه إلى "العرب اليوم" أن الإستراتيجية الأميركية تستند على 4 نقاط أساسية وشاملة وأبرز أهدافها الرئيسية منع تمدد تنظيم "داعش" وتجهيز العراق للمواجهة وتدريب المعارضة المعتدلة في سورية وحشد دولي لضرب التنظيم ومنعه من التمدد، موضحًا أنه لا تتضح أي إستراتجية محددة لضرب تنظيم "داعش".
وأضاف الزيات أنه من الواضح أن الإستراتيجية الغربية الأميركية تركز على العراق فقط وليس سورية وما يتم في سورية هو محاولة لمنع تشكيل ملاذ آمن لعناصر "داعش"، ورغم الضربات الجوية إلا أن تنظيم "داعش" يتمدد ويتسع على مسار العالم بأكلمه ولا زال الغرب لا يرون الخطر إلا في العراق وسورية فقط، والقضية الأساسية ليست مواجهة التنظيم ولكن الخوف من عودة المنتمين لـ"داعش" إلى بلادهم الغربية وأميركا تخشى من عودة هذه العناصر المتطرفة مجددًا مما يؤثر على تهديد بلادهم، فالغرب لا يعنيه سيل الدماء في سورية ولكنهم قلقون من عودة المنخرطين في التنظيم، ولا أتصور أن الحرب سوف تنتهي بسهولة والتصريحات تتحدث عن المعركة الطويلة وسوف تستغرق أعوام على الأقل، في الوقت التي يسعى فيه تنظيم "داعش" أن يخرج دفعة جديدة خلال شهر، والدول مازالت تبحث تشكيل التحالف لمواجهة التنظيم.
وفيما يخص إمكانية دخول "داعش" مصر، أكد الزيات أن مصر تُعاني من انتشار السلاح، والجماعات التكفيرية المسلحة، لأن التطرف بدأ يمتد علي الأرض المصرية بأكملها، وليس في سيناء فقط، وأن مصر تُعاني أيضًا من فكرة العائدين من دولتي سورية والعراق، ومن التنظيمات التي تُدربت في ليبيا، والذي يتم نقلها إلي سورية وقد يكونوا من تنظيم "داعش".
وأشار إلى أن مصر تخوض حربًا ضد تلك التنظيمات التكفيرية، وضد منظمات تهريب السلاح، الذي انتشر في الثلاث سنوات الأخيرة، وتحديدًا من بعد ثورة 25 يناير، بسبب ضعف وهيبة الدولة، ونوعية وحجم السلاح الذي تم ضبطه من قبل الشرطة والجيش المصري، مخيف للغاية، وأن هذا يدل علي أن هذه التنظيمات التكفيرية تحمل أسلحة ثقيلة ومتطورة وقد يمكن للتنظيم اختراق الحدود المصرية إذا لم يتم التصدي له في أسرع وقت.
وحذر وكيل المخابرات الأسبق من سوء الأوضاع الحالية في المنطقة، وهو ما ينذر بالخطر خلال الفترة المقبلة إذا لم يحشد العالم قوته وأسلحته لمواجهة تلك الخطر الذي سيؤثر على دول العالم بأكملها.
وحول إعادة إعمار غزة ونجاح المؤتمر الخاص بذلك الشأن في القاهرة مؤخرًا، أوضح مجاهد الزيات أنه ليس قلق من مسألة إعادة الإعمار وعدم ضياع الأموال لأن هناك اتفاق على إعادة المجلس التشريعي بين حركتي فتح وحماس مؤخرًا، وهناك توجهات لدى حكومة الوفاق الوطني التي تعتبر السلطة الأساسية في فلسطين.
وأضاف أنه إذا استمر الخلاف بين الطرفين (فتح وحماس) لن تدخل المساعدات ويدفع الشعب الفلسطيني ثمن هذا الخلاف وما هو ما حدث خلال الحرب الإسرائيلية وأدى إلى استشهاد المئات.
وفيما يخص التشكيك في الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر والتلميح بأن هناك تشكيك في الانتخابات البرلمانية وتعتبرها صورية، شدد اللواء مجاهد الزيات على أنه يرى غير ذلك تمامًا، ومن المؤكد أن الانتخابات البرلمانية في مصر سوف تتم في شهر شباط/ فبراير المقبل، والسبب في تأخيرها هو تقسيم الدوائر الذي تأخر بعض الشيء، ولكن الانتخابات البرلمانية ستخضع للرقابة الكاملة وترحب بالحضور الأجنبي مثل الانتخابات الرئاسية لتؤكد على مدى شفافيتها وأنه لا حديث إطلاقا عن أي تزوير، لأن سير العملية سيكون تحت المجهر ولا فرصة للتزوير إطلاقا، والعديد من المنظمات الدولية والإتحاد الأوروبي بنفسه شهد بنزاهة الانتخابات الرئاسية الماضية والتي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما يؤكد أن الانتخابات البرلمانية المقبلة سوف تسير على نفس النهج.
وعن توقعاته لخريطة المنطقة خلال العشر سنوات المقبلة، أضاف الزيات "أعتقد أن المنطقة العربية سوف تستمر فيها التوترات والقلق الذي نشب عقب ثورات الربيع العربي في العام 2011، وستظل الدول كما هي عليها بل ستزيد من الأزمات، ولا أتصور أن هناك صراع مذهبي داخل العراق سوف يزول، وما يحدث في سورية من انهيار للمركزية، قد يمكن أن تتحسن في الفترة المقبلة، وما تشهده اليمن من تمرد "الحوثيين" ومحاولات الانقسام التي باتت قريبة، وما تشهده ليبيا دون حديث عن الدولة والمركزية، كل ذلك لا ينذر ولا ينبئ بأي تحسن أو تقدم خلال السنوات القليلة الماضية".
وأشار إلى السبب في ذلك يعد من الآثار الجانبية لثورات الربيع العربي التي لم تستطيع بناء النظام الجديد بسبب ترك فاعليها للميادين دون تحقيق أهدافهم وتحقيق الحرية والعدالة التي طالبوا بها، و بالتأكيد سيكون أفضل مما عليه دول المنطقة الآن، ولكن لو كان الشباب وأصحاب الثورات ظلوا في الميادين حتى تتحقق أهداف ثورتهم ما كان كل ما شاهدناه حدث وتعرضها للانهيار الأمني والاقتصادي في كافة بلدان الربيع العربي.
أرسل تعليقك