الهيمنة الأميركية أعجزت الدول العربية عن عقد قمة
آخر تحديث GMT18:12:45
 العرب اليوم -

واصل أبو يوسف لـ "العرب اليوم":

" الهيمنة الأميركية أعجزت الدول العربية عن عقد قمة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - " الهيمنة الأميركية أعجزت الدول العربية عن عقد قمة"

واصل أبو يوسف
رام الله – وليد أبوسرحان

أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة السياسية المنبثقة عن القيادة الفلسطينية لمتابعة خطوات التحرك الفلسطيني لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة واصل أبو يوسف أن الهيمنة الأميركية على القرار الرسمي العربي حالت دون انعقاد قمة عربية مصغرة وطارئة لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.وأوضح أبو يوسف في حوار مطول مع موقع "العرب اليوم" أن اجتماع للجنة السياسية عقد برئاسة الرئيس  الفلسطيني محمود عباس عقب عودته من السعودية، مشيرًا إلى أنه تقرر إرسال وفد فلسطيني بمشاركة حماس والجهاد الاسلامي للقاهرة لنقل المطالب الفلسطينية التي تحظى بإجماع وتوافق وطني للوصول لوقف إطلاق نار على غزة، لنقلها لإسرائيل عبر مصر.وقال إن "الحرب المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني متواصلة من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو" ، مشددًا  على ان "كل المجازر وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ترتكب أمام ضعف عربي وقصور إسلامي ودولي ".

وتابع أن " الإدارة الأميركية بموقفها الذي يساوي بين الجلاد والضحية والتي تتحدث عن حماية الاحتلال ، يعطي حكومة الاحتلال الضوء الاخضر لخوض هذه المعركة واستمرارها، لذلك تنصبّ جهود القيادة الفلسطينية وعباس لوقف شلال الدم  الفلسطيني الذي ينزف كل دقيقة تمر، وكل يوم يمر هناك مزيد من الشهداء والجرحى والتدمير، الأمر الذي يستوجب موقفًا يلتف حوله الجميع، ولهذا كان هناك اجتماع للجنة السياسية الفلسطينية بعد عودة الرئيس الفلسطيني من المملكة السعودية العربية التي  تدعم الموقف الفلسطيني والمبادرة الفلسطينية التي قدمت بورقة تعزز المبادرة المصرية والتي تنص على وقف فوري للعدوان في أربعة أو خمسة أيام وتتم  بعدها مشاورات حول رفع الحصار وفتح المعابر وإنهاء الشريط الأمني والسماح بالصيد البحري لمسافة 12 ميلًا ، وإطلاق الأسرى المحررين في صفقة التبادل ،وهذه المبادرة الفلسطينية التي تبنتها منظمة التحرير الفلسطينية،وكانت هناك استجابة لمطالب الفصائل الفلسطينية في عملية وقف هذا العدوان من اجل رفع الحصار" ، وأضاف " كان هناك اتصالات جرت بعد وصول أبو مازن مع الامير القطري والرئيس المصري ومع العديد من المسؤولين من أجل التوصل إلى موقف موحد تجاه المبادرة الفلسطينية المتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار في وقت متزامن ،وتم الحديث عن امكان أن يكون هناك وفد فلسطيني موحد لمحادثات تجري في مصر من أجل ذلك، وأن الفكرة المطروحة تحتاج الى تفاصيل أخرى ستكون في الأيام المقبلة"

وفي حديثه عما إذا كانت هذه المبادرة ستكون تعديلًا على المبادرة المصرية قال أبو يوسف "نحن نسميها لائحة مكملة للمبادرة المصرية وأعتقد أن مصر أخذتها في عين الاعتبار، لأن مؤتمر باريس لم يحقق شيئًا " (في إشارة لمؤتمر باريس الذي عقد السبت.)

وعند سؤاله عن الهدف الاستراتيجي الذي تود إسرائيل تحقيقه من حربها المفتوحة على غزة قال أبو يوسف "هناك مسألتان الاولى استراتيجية والثانية تكتيكية . والمسأله الاستراتيجية، تهدف منها حكومة الاحتلال مجموعة من الأهداف في مقدمتها كسر إرادة الشعب الفلسطيني وهذا لن ينجح أمام عزيمة وإصرار الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته في قطاع غزة ، والأمر الثاني هو نزع  السلاح من غزة  وهذا الأمر لن يتم لأنه في الحديث عن نزع السلاح في غزة أو غيرها يتم من عبر الوضع النهائي وعندما تكون هناك دولة فلسطينية ولها نظام وليس في ظل وجود الاحتلال ومقاومة له . أما الأهداف التكتيكية الإسرائيلية فهي كي الوعي الفلسطيني وردعه عبر هذه الخسائر في الأرواح ولكنها لن تنجح" .

وتابع أبو يوسف أن "الاحتلال لم يحقق أيًا من أهدافه الاستراتيجية و التكتيكية في  حربه المفتوحة بالعكس من ذلك تمامًا فالحديث يتم الآن أن هناك 90% من عدد الشهداء من المدنيين لا سيما الأطفال والنساء، وشهد العالم كيف يتم استهداف الأطفال على شاطئ غزة واستهداف المدارس التي يحتمي بها المواطنون وهناك حديث الآن حول 500 ألف مواطن فلسطيني ينزحون عن بيوتهم إلى الشوارع والمدارس الحكومية والتابعة لوكالة الغوث، وأنا أعتقد أن الحرب التي يقوم بها نتنياهو فشلت فشلًا ذريعًا من اليوم الاول لوقف العدوان سيكون هناك محاسبة جدية لنتنياهو أمام أركان حكومته وأمام العالم أجمع، فلا بد أن يحاسب على هذه المجازر"

وفي حديثه عن التقصير العربي تجاه المجازر التي ترتكب في غزة قال أبو يوسف " ليس تقصيرًا إنما قصور عربي كبير جدًا على هذا الصعيد، فهناك لامبالاة وقصور عربي ويبدو أن هناك هيمنة أميركية واضحة حول تحديد الموقف العربي في ظل انشغالاته وفي ظل الابتعاد عن القضية الفلسطينية مع أنها لا تزال القضية المركزية ، وهناك أيضًا قصور إسلامي وتخاذل على المستوى الدولي عبر حديث الدول الاوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن حماية إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها وهذا يعتبر تكرار للموقف الأميركي الذي يتحدث عن حماية إسرائيل من الصواريخ مع أنه لا مجال للمقارنة بين ما تقوم به إسرائيل والتي تمتلك أكبر ترسانة عسكرية في العالم من طائرات ودبابات وبوارج حربية ببن مقاومة غزة المحاصرة"

وتابع أبو يوسف "على كل حال فحكومة نتنياهو أعلنت أنها ستبقى ماضية في معركتها المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني، وأنا أعتقد أن السبب الرئيس هو خسائرها الكبيرة ومحاولتها لتحقيق انتصارات وهمية في أيامها المقبلة لتخرج على أساس أنها منتصرة وأيضًا كمحاولة لخلط الأوراق من أجل التهرب من استحقاقات السلام على المستوى الدولي "

وفي حديثه عما إذا كانت القيادة الفلسطينية تتوقع أن يطول هذا العدوان في ظل تخاذل عربي ودولي وإعطاء الضوء الأخضر من الدول الكبرى لمواصلة إسرائيل حربها ضد غزة ، قال أبو يوسف " واضح أنها مستمرة في عدوانها المفتوح ضد الشعب الفلسطيني وتحدثت بشكل واضح عن أنها لم تحقق أهدافها بعد وتحتاج لوقت أطول من أجل ذلك، أي بمعنى آخر مزيد من الشهداء والجرحى والتدمير".

وعن إمكان سعي إسرائيل لإعادة احتلال غزة بشكل كامل وتجريدها من الأسلحة بالقوة العسكرية الإسرائيلية ومن ثم التفاوض مرة أخرى مع السلطة الفلسطينية لإعادة تسليم قطاع غزة للسلطة، قال أبو يوسف"هذا السيناريو لا يمكن تحقيقه لأن حكومة الاحتلال تدرك تمامًا أنها ستكون أمام خسائر فادحة ، و لا يمكن لأي قوة أن تقوم باحتلال كل القطاع وأن تفتش بيتًا بيتًا وأن  تهزم  وتكسر إرادة وعزيمة المقاومين الفلسطينيين في غزة التي تصنع المعجزات بمقاومتها هذا الاحتلال عبر الارادة الذاتية التي لا تهزم ولا تنكسر، وبالتالي هذا السيناريو غير قابل للتحقيق وهي تحاول تحقيق أكبر خسائر ممكنة من خلال تدمير البيوت والبنية التحتية لخلق حالة من كسر العزيمة وتطويع الشعب الفلسطيني ".

وعما إذا أسست الصواريخ الفلسطينية التي دكت كل مدن إسرائيل مرحلة جديدة في الصراع عند الجلوس إلى طاولة المفاوضات قال أو يوسف "هذا هو السؤال الاستراتيجي والآن نفتح المعركة مع الاحتلال على أساس أن جذر الخلاف في هذه المنطقة هو الاحتلال وأنه لا يمكن أن  تقوم إسرائيل بحرب مفتوحة كل عامين على غزة ، وانتهاكات في الضفة الغربية وتنكيل المستوطنين بالفلسطينيين في القدس مثلما حدث مع الطفل محمد بو خضير الذي تم إحراقه حيًا" وأضاف أنا أعتقد أن هذه الحرب المفتوحة تحدد موقفًا استراتيجيًا مستقبليًا أن جذر المشكلة هو الاحتلال ولا بد من إزالة دولة الاحتلال، ومن هنا طرحت القيادة الفلسطينية موضوع المؤتمر الدولي للسلام بعيدًا عن الهيمنة الأميركية لمسمى المفاوضات الثنائية التي فشلت طوال عشرين عامًا في تحقيق أي انجاز ، فلا بد من إيجاد بديل، وهو عبارة عن مؤتمر دولي جديد للسلام بحيث يضم الدول العظمى، وأعتقد أن هذا الأمر يلقى قبولا لدى روسيا والصين والعديد من دول العالم المؤثرة . ونحن عندما نتحدث عن إدارة أميركية تهيمن على المسار السياسي نتحدث عن تغطية لعدوان وتغطية للاحتلال وإعطاء الضوء الاخضر للاستمرار بكل  أشكال العدوان ضد الشعب الفلسطيني".

وعما إذا كان هناك قمة عربية منتظرة لبحث العدوان على غزة قال أبو يوسف "كان من المفترض أمام هذه الجرائم أن يكون هناك قمة عربية مصغرة أو طارئة من أجل الارتقاء بمستوى الفعل العربي على مستوى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني فهناك عجز عربي وعجز في الجامعة العربية، وأيضًا عندما اجتمع وزراء الخارجية العرب أتت القرارات باهتة، فتم التحدث عن آليات دون المضي قدمًا في تنفيذها"، متابعًا أن " الواجب أن يكون هناك موقف إسلامي عربي موحبمقاطعة الاحتلال وسحب الاستثمارات".

وبتكرار السؤال عليه إذا ما طلب الجانب الفلسطيني عقد قمة عربية طارئة، قال أبو يوسف " واضح أن الدول العربية عجزت عن عقد قمة عربية مصغرة بشأن المجازر الإسرائيلية التي ترتكب في غزة وذلك بسبب الهيمنة الاميركية على القرار العربي الرسمي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 الهيمنة الأميركية أعجزت الدول العربية عن عقد قمة  الهيمنة الأميركية أعجزت الدول العربية عن عقد قمة



GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab