القاهرة ـ أ.ش.أ
بعد ان توقع الجوهرة السوداء بيليه فى عام 1977 ان يفوز فريق افريقى بكأس العالم لكرة القدم مع حلول عام 2000 بدأ الكثيرون يتساءلون بعد مرور 14 عاما من بدء الالفية الثالثة عن السبب وراء عدم تحقيق ذلك او حتى وصول منتخب من القارة السمراء للمربع الذهبى رغم عدم الافتقار للمواهب الفنية.
وحقيقة الامر ان هناك العديد من الاسباب وراء هذا الواقع المخيب للامال ولعل اهمها ان صناعة كرة القدم الافريقية تدار كما تدار امور عديدة من قبل الكثير من الحكومات الافريقية سواء بعدم ووجود الاهتمام او التخطيط ويبدو ان الكرة الافريقية تسير بقوة الدفع الذاتى.
وانعكس ذلك على نتائج الدول الافريقية فى نهائيات كأس العالم فمنذ المشاركة المصرية الاولى عام 1934 بايطاليا لم يصل اى فريق افريقى لدور الثمانية باستثناء الكاميرون عام 1990 والسنغال 2002 وغانا 2010 وكادت الاخيرة تصل الى الدور قبل النهائى لولا اضاعة ركلة الجزاء الشهيرة والخروج على ايدى اوروجواى بركلات الترجيح.
وفى مونديال البرازيل الاخير لم يتمكن اى منتخب افريقى من الصعود لدور الثمانية واكتفت الجزائر ونيجيريا بالصعود لدور الستة عشر حيث خرجت الاولى امام المانيا بينما خرجت الثانية امام فرنسا.
ولاتفتقر القارة السمراء للمواهب الفردية التى تملأ الملاعب الاوروبية ولكن يرجع الامر فى الاساس الى الادارة السيئة وعدم الاستقرار وعدم التزام اللاعبين وادراكهم شرف ارتداء قميص المنتخب الوطنى فى اكبر مسابقة كروية فى العالم .
ومما يزيد الطين بله تورط الكثير من المسئولية عن ادارة اللعبة فى دول افريقية عديدة فى قضايا فساد يكون لها تاثير مدمر على اللاعبين. واشار موقع ستارافريكا المعنى بالكرة الافريقية فى هذا الصدد الى ان الادارة السيئة تركت اللاعبين الغانيين وقد تقطعت بهم السبل فى احد المطارات فى البرازيل بالساعات وفقد اللاعبون تجهيزات الاعداد وسافر اللاعبون فى الدرجة السياحية بينما سافر مسئول الاتحاد النيجيرى وزوجته وابناؤه فى درجة رجال الاعمال.
من جانبهم ، فإن العديد من اللاعبين الافارقة لديهم نقائصهم فالكثير منهم اوقفوا فى البطولات الكبرى بسبب عدم الالتزام بالمجموعة او اسائة استغلال العلاقة بالمسئولين ويمكن الاشارة الى رفض لاعبى الكاميرون السفر للبرازيل بسبب الخلاف حول مكافآت الصعود لكاس العالم كمثال على ذلك.
ويبدو فى كثير من انحاء افريقيا ان الشعور بالفخر لمجرد ارتداء قميص المنتخب اصبح جزءا من الماضى وحاليا يتحدث اللاعبون اكثر عن المال ويهدد اللاعبون بالحصول على مايريدون او الامتناع عن اللعب خاصة حين يرون المسئولين الفاسدين يستغلون انتصاراتهم لحسابهم الخاص.
وفى النهاية يتبقى التأكيد على ان الكرة الافريقية لن تنجح فى الوصول للمستوى اللائق لما تتمتع به من مواهب مالم تتغير منظومة العمل فى كثير من دول القارة ويتعامل الجميع بشكل احترافى حقيقى سواء من جانب الحكومات او الادارة او اللاعبين .
أرسل تعليقك