برازيليا ـ أ.ش.أ
انظروا، لدينا الأم تريزا دي كالكوتا. إذا قرر غداً الترشح، سيتم انتخابه نائباً برلمانياً،" هكذا وصف عضو في وفد المنتخب البرازيلي، من باب الدعابة، المدافع دافيد لويز. فبعد أن ركض أكثر من 8 كيلومترات في المباراة التي فاز بها السيليساو على كولومبيا، طلب المدافع البرازيلي من الجماهير الحاضرة في ملعب أرينا كاستيلاو التصفيق لخصمه جيمس رودريجيز، كما سهل مهمة إدخال الكرة إلى غرفة خلع الملابس حتى يوقع عليها اللاعبون.
وفي إطار جولته بعد انتهاء المباراة كان بصدد تقديم المقابلة الثامنة على التوالي - اثنين منهما باللغة الإنجليزية – وهو يحافظ على نفس المستوى من الإهتمام والتركيز في كل واحدة منها، ناهيك عن الإبتسامات والتربيت على ظهر المتطوعين ورجال الأمن وكل من يقترب منه. كل هذا وقلب الدفاع، من بين الأكثر شهرة في البلاد في كأس العالم ، كان لا يزال مرتدياً قميص السيليساو.
وفي حديثه مع موقع الا تحاد الدولى لكرة القدم/فيفا.كوم/ عن هذا السلوك المتواضع خارج الملعب، يتضح جلياً لماذا تحدث ذلك العضو في وفد المنتخب البرازيلي عنه بتلك الطريقة. حيث قال دافيد في تصريح يشبه خطاب فائز بجائزة نوبل للسلام "حلمت دائماً بالمساواة وأحاول أن أظهر للناس أننا سواسية في هذه الحياة وأن كل شخص يستحق الإحترام وأننا جميعاً على قدم المساواة."
وقال عنه هالك "إنه شخص رائع ومحبوب ويهتم بالجميع أياً كان. نادراً ما تلتقي بشخص كهذا،" ليضيف مسترسلاً "إن العالم كله يعرف ما يعنيه داخل الملعب - بالنسبة لي، يشكل برفقة تياجو (سيلفا) أفضل ثنائي دفاع في العالم- ولكننا نحن الذين نعيش دائماً بجواره، نعلم أيضاً أنه شخص عظيم."
بالإضافة إلى الجانب الإنساني، يقدّم دافيد لويز خدمة أخرى لفريقه: إنه هو واحد من أفضل المدافعين في العالم ومن أبرز المتألقين في كأس العالم البرازيل 2014 حتى الآن. حيث سجل المدافع البرازيلي هدفين من الأهداف الثلاثة التي سجلها السيليساو في مرحلة خروج المغلوب، بما في ذلك الهدف الرائع أمام كولومبيا في ربع النهائي ليفوز بجائزة رجل المباراة. وبهذا الخصوص، علّق هالك قائلاً "كان هدفاً جميلاً. بالطبع نحن نحتفل بجميع الأهداف، ولكننا نكون سعداء أكثر عندما يسجل مرة أخرى لاعب مثل دافيد،" مضيفاً "لقد تفاعلنا جميعاً مع احتفاله بتلك الطريقة الهيستيرية."
ففي نهاية المطاف، هذا هو المراد والمبتغى، حيث يتمكن دافيد لويس من خلق التفاعل مع الفريق، بل وحتى مع البلد بأكمله. وفي الدور قبل النهائي ضد ألمانيا الذي سيخوضه السيليساو محروماً من نجمه نيمار وقائده تياجو سيلفا، سيلعب دافيد رسمياً دور القائد بحمله الشارة، ولكن لن يكون لهذا تأثير كبير. حيث أكد دافيد ربما في محاولة لقلب المعادلة "لدينا مجموعة من السهل التعامل معها لأنهم أشخاص بسطاء ومتواضعين. لهذا من السهل لعب دور القائد." يبدو أن الجمهور والفريق هما اللذين سيجدان أنه من السهل، بل ومن الطبيعي، الإنسياق وراء تأثير وسلوك المدافع.
أرسل تعليقك