مدريد - إفي
بعد الأداء الباهت الذي ظهر به ريال مدريد في مباراته الأولى في الليغا أمام قرطبة، الوافد الجديد لدوري الدرجة الأولى، مني الريال بهزيمة كبيرة أمام ريال سوسييداد بأربعة أهداف مقابل اثنين، فيما يراه البعض أول تداعيات إعادة هيكلة غير ضرورية قامت بها إدارة النادي الملكي.
فللمرة الأولى منذ ثماني سنوات، خسر الريال مباراة كان متقدماً فيها بهدفين نظيفين، في اللقاء الأول الذي يلعبه الميرينجي بعد رحيل تشابي ألونسو، إلى صفوف بايرن ميونخ الألماني في قرار أدهش الجميع، بمن فيهم الإيطالي كارلو أنشيلوتي ، المدير الفني للريال.
بالطبع هناك بديل لتشابي في الريال، وهو الألماني توني كروس ، الذي انضم لصفوف النادي الملكي بعد فوز منتخب بلاده بمونديال البرازيل، وكذلك للأرجنتيني أنخل دي ماريا، الذي رحل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، وهو الكولومبي جيمس رودريغز ، ولكن قدرات ومهارات لاعبي الميرينغي السابقين من الصعب تعويضها خاصة وأنهما كانا يشكلان العمود الفقري للفريق، مع عدم الإنقاص من قدر الوافدين الجديدين.
فتوني كروس لم يلعب مطلقاً كلاعب وسط مدافع دون وجود لاعب خلفه يمنحه حرية التقدم لتعزيز الخطوط الدفاعية، في حين أن جيمس رودريجز لا يقوم بالواجبات الدفاعية التي أقنع أنشيلوتي دي ماريا بالاضطلاع بها في ظل عدم وجود مكان له وسط الثلاثي الهجومي، كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وجاريث بيل.
ويعي أنشيلوتي هذا الأمر جيداً، فقد كان يرغب في إقناع دي ماريا بالبقاء في صفوف النادي الملكي، ولكن إدارة النادي لم تحسن بنود تعاقده كما كان يطلب، مما أدى إلى رحيله بمقابل مالي تاريخي بالنسبة للريال والدوري الإنجليزي (75 مليون يورو).
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن أنشيلوتي كان يرغب في بقاء دييغو لوبيز ، الذي دفعته إدارة النادي دفعاً إلى ميلان الإيطالي بالتعاقد مع الكوستاريكي كيلور نافاس، وأخيراً رحيل تشابي ألونسو ومن قبله ألفارو موراتا، الذي كان يسعى لتحقيق الإنجازات مع الريال، والتعاقد مع المهاجم المكسيكي خافيير هيرنانديز ( تشيتشاريتو ) الذي اعتاد مقاعد البدلاء في ناديه السابق مانشستر يونايتد.
ولكن أسباب الهزيمة لا تقتصر فقط على الصفقات التي أبرمها النادي، وإنما تمتد لتشمل غياب التركيز عن دفاعات النادي الملكي، واهتزاز ثقة الحارس إيكر كاسياس، ومعاناة قلبي الدفاع مع الظهيرين، وعدم وجود ربط بين الدفاع والهجوم، الأمور التي يستدعي علاجها وقتاً.
وكان هذا ما طلبه أنشيلوتي، مزيداً من الوقت، مثلما حدث العام الماضي، عندما تولى مقاليد الريال خلفاً للبرتغالي جوزيه مورينيو، ولكن البعض يرى هذا طلباً غير مبرر، لكنه بات ضرورياً لتجنب مزيد من تداعيات إعادة هيكلة غير ضرورية.
أرسل تعليقك