ليس من عادات حارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر أن يستمتع بالمجد الفردي، لكن لم يكن أمامه مفر من القيام بذلك بعد الهدف الاستثنائي الذي أحرزه في الدقيقة 95 بضربة رأس رائعة في مرمى وست بروميتش ألبيون والذي ساعد ليفربول على احتلال أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. وقد استحوذ هذا الهدف الرائع على إعجاب الجميع، بما في ذلك النجم البرازيلي نيمار.يقول أليسون: «كل من تحدثت معهم في البرازيل، كانوا دائمًا يتحدثون عن هذا الهدف في غضون دقيقتين فقط من بدء الحديث معهم. لقد كان الجميع مذهولين بهذا الهدف، بما في ذلك نيمار». ويضيف: «أثناء التدريبات في نهائيات كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا)، لعبت في خط الهجوم في أحد الأيام. ففي إحدى الحصص التدريبية التي كنا نستمتع فيها فقط، لعبت كمهاجم وسجلت بعض الأهداف.
لم يعد هذا الأمر جديدا لي الآن! لكن كان من الرائع أن تسمع رأي الناس في هذا الهدف. لقد كان شيئًا رائعًا، واستثنائيا لأنه ساعدنا على التأهل لدوري أبطال أوروبا لهذا الموسم. والآن، دعونا نحاول الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا حتى يكون هذا الهدف أكثر خصوصية وأهمية». وكان الهدف الذي أحرزه أليسون بضربة رأس رائعة هو أول هدف يسجله حارس مرمى لليفربول في مباراة رسمية في تاريخ النادي البالغ 129 عامًا. ولم يكتف أليسون بإحراز هذا الهدف المذهل، لكنه حافظ على نظافة شباكه في المبارتين التاليتين أمام بيرنلي وكريستال بالاس، ليساعد ليفربول على إنهاء الموسم في المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز والتأهل لدوري أبطال أوروبا. ثم شارك أليسون في بطولة كوبا أمريكا التي أقيمت في وقت متأخر بعد تأجيلها نتيجة تفشي فيروس كورونا، وهي البطولة التي خسرتها البرازيل في المباراة النهائية أمام الأرجنتين، لكن العودة إلى الوطن كانت تعني الكثير بالنسبة لأليسون على المستوى الشخصي أكثر من المستوى الاحترافي.
لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدم اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا الأراضي البرازيلية منذ غرق والده خوسيه أغوستينو عن عمر يناهز 57 عامًا بالقرب من منزله بينما كان يقضي عطلته في فبراير (شباط). يقول أليسون عن عودته إلى الوطن: «أول شيء أود أن أقوله هو أنني كنت بحاجة شديدة للعودة لوطني، فقد كنت أود رؤية عائلتي كما كانت عائلتي تشتاق لرؤيتي.
كان من الرائع أن أذهب إلى هناك لرؤية والدتي وأخي وجدتي، وباقي أفراد الأسرة. لقد كانت لحظة عاطفية ومؤثرة للغاية، لكنها كانت جيدة. لقد منحتني هذه الرحلة الراحة على المستويين الروحي والعقلي». ويضيف: «ذهبت إلى مزرعتي حيث كنت أقضي الكثير من الوقت مع أبي. لقد كان الأمر عاطفيا ومؤثرا، لكنه كان جيدا بالنسبة لي. هذا الأمر يجعلني أعاني قليلاً، لكن يتعين علي أن أتكيف معه من الآن فصاعدًا. سأفتقد والدي دائما، وسأفتقد دائمًا تلك اللحظات التي كنا نعيشها معًا كعائلة، لكن كان من الجيد أن أرى كيف تصرف أفراد عائلتي في هذا الموقف الصعب، وكيف كانوا يساعدون بعضهم البعض. إنهم يساعدون والدتي ويساعدون جدتي التي تعاني كثيرًا في هذه اللحظة، وكان من الجيد أن أراهم وأرى أصدقائي. لقد مر عامان منذ آخر مرة ذهبت فيها إلى مسقط رأسي، لذا فقد كان وقتًا طويلاً جدا».
وفي مقابلة صحفية مؤثرة وبليغة بعد المباراة التي أحرز فيها هدفا في مرمى وست بروميتش ألبيون، وفي أول ظهور له أمام الكاميرات بعد وفاة والده، وجه حارس المرمى البرازيلي الشكر لمجتمع كرة القدم الأكبر لمساعدته خلال محنة عائلته. وقال: «الحب الذي شعرت به من النادي، ومن مجتمع كرة القدم ككل، هو شيء لن أنساه أبدًا. العالم يتغير بشكل سريع، وأصبح من السهل الوصول إلى أي شخص على إنستغرام أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن كان من المفاجئ بالنسبة لي أن أرى عددا كبيرا من الأشخاص الذين كانوا يحبونني عندما كان العالم يمر بلحظة صعبة. والآن لدينا المزيد من الأمل في المستقبل. لقد كان رد فعل الناس بمثابة مفاجأة جيدة بالنسبة لي».
وأضاف: «ما فعله النادي معي لم يكن مفاجأة. فمنذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها إلى هنا، كان النادي يقدم لي كل أشكال الدعم الممكنة في كل المواقف التي أواجهها. لكنني حقًا أقدر ما فعلوه، وما فعله المدير الفني، يورغن كلوب، وما فعله راي هوغان، مدير العمليات بالنادي، وكل اللاعبين وكل طاقم العمل. لقد شعرت أنا وعائلتي بأننا محبوبون من الجميع، ومنكم ومن الصحافة ومن جميع الأندية المختلفة وجميع المديرين الفنيين الآخرين ومديري الأندية الأخرى. هذا شيء يمنحك دفئًا كبيرا في تلك اللحظة الصعبة». وأصبح أليسون أحد أفضل حراس المرمى في العالم منذ انضمامه إلى ليفربول قادما من روما في عام 2018 مقابل 65 مليون جنيه إسترليني. ووقع الحارس البرازيلي مؤخرًا على عقد جديد يبقى بموجبه لست سنوات أخرى في ملعب آنفيلد. يقول أليسون: «لم أكن أريد الذهاب إلى أي مكان آخر، لا أنا ولا عائلتي. أنا سعيد للغاية بالتوقيع على هذا العقد مع النادي، وأعتقد أنه يعكس ثقة النادي بي وثقتي أيضا في النادي الذي سأقاتل من أجل قيادته للفوز بالبطولات والألقاب».
وأنهى ليفربول الموسم الماضي بعدم الخسارة في عشر مباريات متتالية، رغم الإصابات الكثيرة التي عصفت بأهم لاعبي الفريق، وهو الأمر الذي يعكس ثقة كلوب في بقية عناصر الفريق. وبدأ ليفربول الموسم الحالي بالفوز على نوريتش سيتي بثلاثة نظيفة ثم الفوز على بيرنلي في المرحلة الثانية بهدفين دون رد. وعندما سئل أليسون عن قدرة ليفربول على المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم، رد قائلا: «بالتأكيد. نحن فريق قوي للغاية ولدينا عدد من أفضل اللاعبين، الذين قادوا النادي للفوز بلقب الدوري لأول مرة منذ سنوات طويلة. ما تفعله الفرق الأخرى ليس مثيرا للاهتمام بالنسبة لنا، بل يتعين علينا أن نركز على أهدافنا وعملنا ونحاول بذل قصارى جهدنا. وأعتقد أن لدينا فرصة كبيرة للفوز بلقب الدوري مرة أخرى».
ويضيف: «إنه لأمر جيد للغاية أن يعود كل من فيرجيل فان ديك وجو غوميز وجويل ماتيب من الإصابة. إنهم يمثلون جزءا مهما للغاية من هذا الفريق. إنهم جميعًا لاعبون من الطراز العالمي وسيساعدون الفريق كثيرًا. كان فيرجيل فان دايك أفضل لاعب في أوروبا في عام 2019، لذلك من المهم حقًا بالنسبة لنا أن نستعيد خدماته لأنه أحد الأعمدة الرئيسية للفريق في خط الدفاع، كما أنه يساعدنا كثيرا في الركلات الثابتة. هذه نقطة قوية جدا ستعود إلينا هذا الموسم». وعالج ليفربول النقص في خط الدفاع بالتعاقد مع المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي من لايبزيغ مقابل 36 مليون جنيه إسترليني. لكن في ظل إنفاق كل من مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي أموالا طائلة للتعاقد مع نجوم جدد، يرى البعض أن ليفربول لن يكون قادرا على منافسة هذه الأندية نظرا لأنه لم يدعم صفوفه كما ينبغي.
يقول أليسون: «هذا الأمر لا يجعلنا نشعر بالخوف أو أي شيء آخر، لكنه على العكس تماما يجعلنا نعمل بكل قوة. مانشستر سيتي لديه بالفعل فريق قوي وفاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وينطبق الأمر نفسه أيضا على تشيلسي الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا، لذا فإن حقيقة تعاقدهم مع لاعبين جدد ليست شيئًا جديدًا بالنسبة لنا. نحن نعلم أنه يتعين علينا القيام بواجبنا على أكمل وجه وإلا فلن تكون لدينا فرصة لمنافسة تلك الفرق القوية. جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قوية، ومستوى الدوري يرتفع أكثر فأكثر عاماً بعد عام، وهذا أمر جيد للجميع وللدوري وللأندية. أنا سعيد حقًا لأنني ألعب في هذا الدوري القوي». لكن هل يمكن لأليسون أن يسجل المزيد من الأهداف هذا الموسم أيضًا؟ رد الحارس البرازيلي ضاحكا: «لا، لا. أعتقد أنني سأستمر في التركيز على الدفاع عن مرماي والتصدي للهجمات، وأترك مهمة تسجيل الأهداف لزملائي في الفريق. لكن إذا احتاجني الفريق فسأكون هناك على الفور. سيكون هناك المزيد من الضغط عليّ لتسجيل الأهداف الآن».
قد يهمك أيضا
ليون يعلن التوصل إلى اتفاق رسمي لضم شاكيري من ليفربول
مدرب ليفربول يورغن كلوب يؤكد أن كل أحلامو تحققت بعودة الجماهير لملعب آنفيلد
أرسل تعليقك