"مدرب اليابان": نريد إبهار العالم في البرازيل

قرر المدير الفنى الإيطالي لمنتخب اليابان ألبرتو زاكيروني المعروف برجل التحديات، قبول تدريب الفريق لمدة ثلاث سنوات، ليركب أمواج المغامرة ويشد الرحال إلى الشرق الأقصى، بعدما سطر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات أندية عريقة من قبيل ميلان وإنتر ويوفنتوس، فدون دراية ولو بسيطة بلغة البلد وبمعرفة عامة سطحية عن ثقافته، حط صاحبنا حقائبه في اليابان واضعاً نصب عينيه مساعدة منتخب الساموراي في سعيه للإنضمام إلى ركب نخبة كرة القدم الدولية. وباتت اليابان بعد التأهل لنهائيات كأس العالم في البرازيل تُعتبر من بين الأحصنة السوداء التي قد تُحدث المفاجأة في نهائيات المسابقة. وصرح زاكيروني في حديث خاص مع موقع الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تعليقًا على التجربة "أنها تجربة رائعة، جئت إلى بلد بثقافة مختلفة جدا عن بقية العالم، ولكن عملية التكيف لم تكن معقدة أبداً، سوف أتألم كثيراً لما تحين لحظة مغادرة اليابان، هذه هي الحقيقة". وفيما يتعلق بكرة القدم، ذكر أن فكرته كانت تقوم على إحترام الثقافة اليابانية ومن ثم محاولة تنفيذ أفكاري الكروية، أي خلق توازن بين الهجوم والدفاع ولكن - في نفس الوقت - دون الحد من إبداع لاعبي فريقي، اليابانيون يولدون حالمين بالفطرة، هذه هي ثقافتهم وهولا يريد أن يعارض ذلك، هل تجد صعوبة في التواصل مع اللاعبين، نظرا للاختلاف في اللغة، مثلاً؟. وأضاف انه نجح في التغلب على مشكلة التواصل من خلال مترجم ممتاز، لحسن الحظ، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لأي مدرب يعمل في الخارج. واعترف انه رغم التأهل لنهائيات المونديال وظهر ذلك خلال كأس القارات حيث شارك بصفته بطل آسيا وقال "لذلك طلبت من الاتحاد برمجة مباريات ودية في أوروبا من شأنها أن تسمح لنا بالتكيف على نحو أفضل مع كرة القدم التي تمارَس في أجزاء أخرى من العالم، أنا أدرك أنها تختلف تماما عن الطريقة التي تلعب بها الفرق في اليابان، ولكن يجب ألا ننسى أن العديد من اللاعبين اليابانيين رحلوا مؤخراً إلى الدوري الألماني والدوري الإيطالي والدوري الإنجليزي، وخاصة في العام الماضي، مما سيسمح لفريقنا بأن يستعد على نحو أفضل للعب ضد منافسين أقوى". فى الوقت نفسه أعترف المدرب الإيطالي المخضرم بأن منتخب الساموراي يفتقد لبدلاء على نفس مستوى الأساسيين وأنها مشكلة يعكف على دراستها ولذلك قرر في المباراتين الوديتين الأخيرتين، ضد كل من هولندا وبلجيكا، إستخدام تشكيلات مختلفة لإختبار كل اللاعبين الموجودين في صفوف الفريق. وقد كان الرد إيجابيًا جدًا. وأوضح أنه لديه الآن ترسانة أقوى وأكبر مما كان عليه الأمر في كأس القارات، ولكن الفريق بحاجة إلى أن يكون الجميع في أفضل حال بحلول كأس العالم وهذا أمر أساسي. كما أكد أن كأس القارات سمحت له بالوقوف على مدى بعد المسافات والتعرف على الطقس وإدراك مستوى الرطوبة، وأن يقف أيضاً على المستوى الحقيقي مقارنة بنخبة كرة القدم وبالتالي اكتشاف ما كان يجب ان يفعله كما أن كأس العالم نفسه سيكون تجربة رائعة بالنسبة لليابان، ولا سيما أنه يقام في البرازيل. وعما إذا كان قيام االعديد من الخبراء بوضع اليابان في عداد الفرق القادرة على تحقيق المفاجأة في البطولة يمثل ذلك ضغطًا إضافيًا أجاب قائلًا "لا، أبداً. الضغط الرئيسي يأتي من المشجعين اليابانيين أنفسهم، الذين يتوقعون الكثير من هذا الفريق. وحن نسعى أن نحول ذلك بالأحرى دافع معنوي إضافي. نحن ندرك أن هناك توقعات عالية من هذا الفريق، ولذلك لا نريد أن نخيب آمال جماهيرنا". أخيرًا، وعما إذا كان بعد هذه السنوات في اليابان يشعر أن البلاد تسير على طريق التحول إلى قوة كروية في المستقبل القريب أجاب "الثقافة اليابانية تقوم على النمو، ليس فقط في كرة القدم بل في جميع جوانب الحياة، وبالتالي، أعتقد أن اليابان ستصبح قريباً قوة فاعلة مهمة على الصعيد العالمي، هناك انضباط كبير، وإذا أضفنا ذلك إلى ثقافة النمو في البلاد وما تزخر به من مواهبة شابة صاعدة، فإن المستقبل يبدو مشرقًا جدًا".