برشلونه ـ أ ش أ
جاءت هزيمة نادي برشلونه امام نادي بلد الوليد المتواضع بهدف نظيف في نهاية الاسبوع لتعكس وضع نادي برشلونه الاسباني وتذبذب مستواه في الآونة الاخيرة رغم وصوله لنهائي كأس الملك وتغلبه في مباراة الذهاب فى دور الستة عشر لدوري الابطال على مانشستر سيتى الانكليزى 2/صفر على استاد الاتحاد.
وبدا من الواضح ان المدير الفني الاسبق بيب جوارديولا كان اول من لاحظ تصدع الفريق الكتالوني وعبر عن ذلك في تصريح شهير لدى مغادرته للقيادة الفنية للفريق حيث قال "سوف اغادر برشلونه لأنني لو استمريت فى موقعي سينتهي الامر بأن يجرح بعضنا البعض".
كان جوارديولا آنذاك قد لاحظ انه ليس كل اللاعبين يتدربون بنفس الجدية التي اعتادوا عليها او يجب ان يتدربوا بها وبعبارة اخرى لم يعد سهلا عليه التعامل مع داني الفيش وليو ميسى كما كان يريد الاستغناء عن بيكيه وسيسك فابريجاس وتجديد دماء الفريق.
ولم يكن رحيل جوارديولا سهلا ولكن بات البرود في العلاقة بينه وبين رئيس النادي السابق ساندرو روسيل واضحا حين تم تقديم خليفته تيتو فيلانوفا يوم رحيله عن الفريق.
وكان برشلونه تحت قيادة بيب جوراديولا يعتبر من جانب الكثيرين افضل فريق على مر العصور ومعه فاز بكل شئ على المستويات المحلية والاوروبية والعالمية ولكن قبل كل ذلك كان الفريق يحظى بالاعجاب بسبب الكرة التي يقدمها وظل من خلال تألق الظاهرة الارجنتينية ميسي افضل نادي في العالم على مدار اربع سنوات.
وبالإضافة الى ذلك فإن النادي كان يحظى بالاعجاب في الجوانب غير الرياضية ايضا من خلال الادارة التي ربطت نفسها بمنظمة اليونيسيف كمثال للتضامن العالمي.
ولكن بعد تخلي فيلانوفا عن منصبه بعد عام واحد بسبب معاناته من مرض السرطان وتولي الأرجنتيني تاتا مارتينو المسئولية في بداية الموسم الحالى في اولى تجاربه في القارة العجوز لم يعد هناك الكثير من البارسا الذي هيمن على الكرة الاسبانية والاوروبية والعالمية.
وبعد انتهاء قوة الدفع ظهر هذا واضحا خلال الموسم الحالى من خلال اختفاء الجانب الجمالى فى كثير من الاحيان والمعاناة في تحقيق الانتصارات وبلغ الفريق ذروة هذا التراجع في مباراة بلد الوليد. فليو ميسي لم يقدم مستواه المعتاد طوال العام وعدد كبير من باقي اللاعبين اقتربوا من خط النهاية في حياتهم الكروية .
في الوقت نفسه عجز تاتا مارتينو عن السيطرة على المجموعة ويدير الامور بشكل خاطئ في كثير من الاحيان.
وإذا اضفنا للجوانب الفنية ما احاط بالفريق مؤخرا من مشكلات بسبب صفقة انتقال البرازيلى نيمار من نادي سانتوس وهي القضية التى ادت لاستقالة روسيل من رئاسة النادي وتركت تأثيرها النفسي على اللاعب الذي لا يقدم مع النادي نفس المستوى الذي يقدمه مع المنتخب البرازيلي ،هذا خلاف قيام ميسي بسداد مبالغ باهظة لتسوية مشكلات مع الضرائب لادركنا مدى المشاكل التي تعاني منها مؤسسة برشلونه.
ومع وجود الآمل في استمرار النادي الكتالوني في المنافسة على اللقب المحلي رغم تراجعه الى المركز الثالث بفارق اربع نقاط عن الغريم ريال مدريد المتصدر واقتناص الكاس من النادي الملكي ومواصلة الطريق في البطولة الاوروبية فإن الامر المؤكد ان برشلونه في حاجة لإعادة نظر في كثير من الامور الفنية والادارية حتى يعود لتقديم كرة التيكي تاكا ويستعيد مكانته كأحد عمالقة اللعبة على المستوى المحلي والأوروبي والعالمي.
أرسل تعليقك