حذر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو، من أن الأوضاع التي يشهدها السودان قد تعصف بأمنه واستقراره وتهدد بشكل واضح وجودنا ووحدتنا.
وشهد دقلو اليوم الأحد في مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور) تخريج الدفعة الأولى من قوات حفظ الأمن وحماية المدنيين، الذين يبلغ عددهم 2000 مجند، بحضور عضوي مجلس السيادة الطاهر أبوبكر حجر والهادي إدريس، ونائب رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الفريق الركن خالد عابدين الشامي.
ويأتي تخريج هذه الدفعة، التي أكملت تدريباتها بمعسكر جديد السيل (شمال الفاشر)، تنفيذا لبند الترتيبات الأمنية لمسار دارفور الذي تضمنته اتفاقية جوبالسلام السودان.
وقال دقلو، في كلمة خلال تلك الفعالية، "إن الأوضاع التي يشهدها السودان خلال هذه الفترة من خلافات وتنافر وتنافس، هي أوضاع غير مسبوقة حدثت نتيجة لغياب الروح الوطنية المخلصة".. داعيا كل السودانيين، خاصة الشباب، إلى الجلوس في طاولة الحوار لمناقشة القضايا الوطنية بكل صدق وشفافية بعيدا عن الأطماع الحزبية الضيقة من أجل الوصول إلى مشروع وطني قصير وطويل المدى يحقق الاستقرار، ويضمن مستقبلا أمنا لشعب السودان.
وأضاف "ليس أمامنا وقت، ولا توجد خيارات أخرى تضمن للسودان الاستقرار والسلام"، مؤكدا هناك فقط طريق واحد هو طريق الوفاق الوطني الشامل الذي لا يقصي أحدا".
وأكد دعمه للحوار الذي يحقق التوافق الوطني ويقود إلى استكمال الفترة الانتقالية وصولا لانتخابات حرة، ودعمه جهود الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ومنظمة إيجاد لتسهيل الحوار بين الأطراف السودانية، التي نأمل أن تدخل الحوار دون أجندة مسبقة أو تكتيكات لكسب مواقف.
ومن جهة أخرى، أكد دقلو أن السلام الذي تحقق يحتاج إلى حراسة جادة ليتم تطبيقه على أرض الواقع لأن أعداءه في الداخل والخارج يحاولون إفشاله وعرقلة مسيرته، متعهدا بالعمل على تنفيذ اتفاق جوبا للسلام، بنداً بنداً، واستكمال السلام وإلحاق الذين لم يوقعوا على الاتفاق بعملية السلام، ليودع السودان الحرب بلا رجعة.
وقال إن "هناك بعض الأيادي المرتجفة تسعى إلى تسميم أجواء السلام في دارفور من خلال اشعال الحرائق باستخدام أساليب الفتنة والتحريض بين المجتمعات بهدف جرها نحو القتال والصراع، مستغلين تراخي الدولة وانشغالها بقضايا أخرى ليست أكثر أهمية مما يحدث في دارفور"، مؤكدا أن يد الدولة مازالت قادرة على الوصول إلى هؤلاء والتصدي لهم بالقانون.
وأضاف أن الصراعات القبلية خلفت واقعاً مأساوياً جديداً يحتاج إلى وقفة حقيقية من أجل إعادة الأمور إلى نصابها بدراسة الأسباب ووضع الحلول المستدامة التي تقتل بذرة الخلاف، موضحا أن المجتمعات تفشت بينها أمراض العنصرية والجهوية فأصبح الخلاف فيها على كل شيء.
وأكد أن هذه الفوضى يجب أن تتوقف بقوة القانون وفرض هيبة الدولة وملاحقة المجرمين ومحاربتهم وعدم التهاون في أمن وسلامة المواطنين الذين يقعون ضحايا لأطماع تجار الحرب ويتكسبون بدماء الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية وأجندة داخلية وخارجية تعمل على تفكيك وحدة السودان.
وطالب القوات المتخرجة بأن يتخلى كل فرد فيها عن قبيلته والحركة التي كان ينتمي لها، وأن يتعاونوا مع القوات النظامية الأخرى والعمل بانسجام وتنسيق كامل لتحقيق الأمن وحماية المدنيين وفرض هيبة الدولة.
ودعا أشقاء وأصدقاء السودان في المحيطين الإقليمي والدولي إلى تقديم المساعدة للشعب السوداني، معربا عن شكره للدول الشقيقة التي قدمت الكثير من الدعم للسودان، والتطلع لمواصلة هذا الدعم والمساهمة في برامج إعادة النازحين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك