الخرطوم -العرب اليوم
قال رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، إن الجيش سيواصل حصار ما وصفه بـ "العدو" في بقية المناطق التي يسيطر عليها.
جاء ذلك عقب وصول البرهان إلى مدينة أم درمان، بعد ساعات من إعلان الجيش سيطرته على مباني الإذاعة والتلفزيون والمناطق المحيطة بها، إثر معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
وقال البرهان خلال مخاطبته للضباط والجنود في منطقة المهندسين في أم درمان، إن الجيش سيلاحق قوات الدعم السريع في أي مكان.
كان الجيش السوداني قد أعلن استعادة السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون في مدينة أم درمان بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي سيطرت عليه مع بداية الحرب قبل 11 شهراً.
ويقع مقر الهيئة في أم درمان المطلة على نهر النيل قبالة الخرطوم، وهي جزء من منطقة العاصمة الكبرى حيث حقق الجيش انتصارات في الفترة الأخيرة عقب سلسلة من الهزائم.
وأظهر مقطع مصور نشره الجيش وتحققت رويترز من موقعه، مجموعة من جنود الجيش في محيط كيلومتر من مبنى الإذاعة والتلفزيون وهم يهتفون بعد الاستيلاء على مركبات وأسلحة.
وقال الجيش السوداني إنه والقوات النظامية الأخرى تمكنوا من انتزاع مقر الإذاعة مما وصفه بـ "دنس المليشيا المتمردة" في إشارة الى قوات الدعم السريع.
ومن جهة أخرى، قال شهود عيان لـ "بي بي سي" إن معارك عنيفة تدور بين الجانبين، في مناطق أم درمان القديمة، مشيرين إلى أن الطرفين يستخدمان معظم أنواع الأسلحة بما فيها الثقيلة منها.
في الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق في العاصمة الخرطوم، مع دخول شهر رمضان يومه الثالث.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد دعا الطرفين إلى الدخول في هدنة خلال رمضان. ولكن هذه الهدنة لم تعلن بعد رسميا، رغم إعلان الجانبين ترحيبهما بها.
وأوضح المصدر العسكري أن القوة المهاجمة تمكنت من تكبيد الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا الطرفين إلى الدخول في هدنة في رمضان، ولكن لم يتم الالتزام بها رغم ترحيبهما بقرار الهدنة.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023 وسط خلاف حول خطة الانتقال إلى الحكم المدني.
ونفذ الطرفان معا انقلابا في عام 2021 أدى إلى توقف مرحلة انتقالية سابقة بعد الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير في عام 2019.
ودمرت الحرب العاصمة وأثارت موجات من أعمال القتل في إقليم دارفور غرب البلاد، كما أحدثت أكبر أزمة نزوح في العالم.
ويبث التلفزيون والإذاعة الرسمية برامجهما حالياً من بورتسودان، المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والتي يعمل منها المسؤولون المتحالفون مع الجيش منذ أن احتلت قوات الدعم السريع مساحات واسعة من العاصمة في وقت مبكر من الحرب.
ويواجه النازحون في مراكز الإيواء بولاية نهر النيل شمال السودان، واقعاً صعباً مع نقص الغذاء والدواء والمتطلبات الضرورية، مع دخول شهر رمضان، ومضي 11 شهراً على المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتقول مفوضة العون الإنساني بولاية نهر النيل عفاف تاج السر، وفق موقع "سودان تريبون" إنّ الولاية استقبلت وافدين بسبب الحرب، قدر عددهم بنحو مليون و980 ألف أسرة جرى توزيعها على 288 مركز إيواء.
وبعثت المفوضة بمناشدة للمنظمات للتدخل لتقديم الدعم للنازحين، وقالت إنّ حكومة الولاية تقوم بجهد كبير تجاههم، وتم الاستعداد لرمضان بتحضير الفرق والجهات الخيرية التي توزع المؤن في مراكز الإيواء دون نسيان الأسر المضيفة للنازحين.
وترجح منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي ارتفاع سعر الحبوب الأساسية بنسب تتراوح بين 50% إلى 100% في الأشهر التالية.
ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فإنّ خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2024 تتطلب توفير 2.7 مليار دولار لتوفير مساعدات متعددة القطاعات منقذة للحياة ومساعدات الحماية لـ 14.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان في عام 2024.
وحتى 23 فبراير 2024 جرى تمويل النداء بنسبة 3.5% بمبلغ 95.5 دولاراً بحسب ما أوردته خدمة التتبع المالي للأمم المتحدة.
برنامج الأغذية: المساعدات الغذائية للاجئين السودانيين في تشاد قد تتوقف الشهر المقبل
قال برنامج الأغذية العالمي يوم الثلاثاء إن المساعدات الغذائية المقدمة لمئات آلاف اللاجئين السودانيين في تشاد، وبعضهم على شفا المجاعة، ستتوقف الشهر المقبل ما لم يتم تقديم مزيد من التمويل.
ومنذ اندلاع الصراع في السودان قبل عام تقريبا، فر أكثر من نصف مليون سوداني إلى تشاد عبر الحدود الصحراوية الطويلة وأصبحت البلاد حاليا واحدة من المناطق الرئيسية للاجئين في أفريقيا حيث يبلغ إجمالي عدد اللاجئين فيها أكثر من مليون شخص.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه يكافح من أجل توفير الطعام لجميع اللاجئين، والعديد منهم بالفعل لا يحصلون على وجباتهم كاملة، ويعاني ما يقرب من نصف اللاجئين السودانيين من الأطفال دون سن الخامسة من فقر دم حاد.
وقال بيير هونورات، المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في تشاد: "لقد خفضنا بالفعل عملياتنا بأساليب لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات فقط، مما ترك من يحتاجون إلى الطعام على شفا المجاعة".
وأضاف هونورات: "نحن بحاجة إلى مانحين لمنع الوضع من التحول إلى كارثة شاملة".
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن مسار الإمدادات من تشاد إلى إقليم دارفور بالسودان، حيث يتفاقم الجوع، معرض للخطر أيضا بسبب نقص التمويل.
ومع المزيد من الموارد، سيتمكن برنامج الأغذية العالمي من تعزيز مخزون الغذاء قبل موسم الأمطار، وذلك لاحتمالية انقطاع الإمدادات عن بعض اللاجئين في تشاد بسبب ارتفاع منسوب الأنهار.
وخلص تقييم أجرته منظمة أطباء بلا حدود في يناير إلى أنه في المخيم، الذي يؤوي ما يقدر بنحو 400 ألف شخص، يموت طفلان كل ساعة، ووجدت المنظمة أن ما يقرب من 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين يعانون من سوء التغذية.
قد يهمك أيضــــاً:
الجيش السوداني يُعلن أنه لا هدنة في البلاد خلال شهر رمضان إلا بشروط والتأكيد على الالتزام بـ"مخرجات جدة
البرهان يلتقي وفد آلية الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان
أرسل تعليقك