زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان
آخر تحديث GMT02:39:44
 العرب اليوم -

زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان

الدكتور عمار ميرغني
الخرطوم – محمد إبراهيم

فجرت زيارة وفد حكومي لعدد من الكنائيس بالخرطوم لتقديم التهنيئة للمسحيين بأعياد الميلاد  جدلاً وآسعاً بين الجماعات الدينية والطوائف، حيث زار وزير الإرشاد والأوقاف السوداني د. عمار ميرغني عدد من الكنائيس والأديره المسيحية، أخذت زيارة العام الحالي زخماً إضافياً باعتبار أنّ الوفد الزائر للكنيستين الكاثولوكية والأسقفية، مثّل طيفاً من قادة وزارة الإرشاد والأوقاف برئاسة الوزير، ما أغضب جماعات متشددة في البلاد تري في الزيارة إنتقاصاً للمقدسات الإسلامية بحسب رؤيتهم، رغم أن بعض الطوائف المسيحية في السودان  درجت على تنظيم حفل إفطار سنوي، خلال شهر رمضان الفضيل، لقيادات الدولة والمجتمع من المسلمين، يشاركه فيه عادة الرئيس السوداني عمر البشير لرسم صورة للتعائيش الديني  الوآقعي في السودان الذي لم يتأثر رغم الحروب التي تشهدها البلاد.

حديث الوزير
يقول وزير الإرشاد والاوقاف السزوداني د. عمار ميرغني، إنّ وفده خلال الزياره سعى لتقديم رقاع التهنئة للمسيحيين في السودان وفي كل أنحاء العالم بحلول أعياد الميلاد المجيدة، بما يعزز النموذج السوداني المتفرد في التعايش الديني، والتواصل مع الأديان كافة ، مطالباً بالمحافظة على الإرث التليد والنمط الزاهي من التعايش السلمي والمعاملة الفاضلة التي تسود بين السودانيين، وطالب الوزير من السودانيين مسلمهم ومسيحيهم بأن يكون همّهم الأوّل هو الوطن.
لكن زيارة هذا العام، أثارت جدلاً بين علماء الدين، لا سيّما وأنّ أطرافها قيادات في وزارة الإرشاد، فمنهم من ارتأى في الزيارة سماحة هي من الدين، ومن رفضها باعتبارها سلوك معارض للدين، وفي كل تستخدم الأدلة العقلية والنقلية.

حكم الإباحة
ويري  أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة النيلين،الدكتور محمد المجذوب الذي  تحدث لـ "العرب اليوم" إن تهنئة المسيحيين وزيارتهم من الناحية الأصولية ليس فيه مانع وإن القرآن لم يمنع ذلك بأي من نصوصه، وإن الأصل في الأشياء الإباحة، ويستدل محمد المجذوب بالعهدة العمرية في عهد سيدنا عمر بن الخطاب ليدحض بها مخالفيه وزيادة لاستدلاله يشير إلى ما جاء به القرآن أن: "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" ، ويضيف المجذوب: إن القرآن ينادي للتدافع مع غير المسلمين بالحجة، وإن الرسول كان يتحالف معهم، مستدلاً بوثيقة المدينة. ويذهب المجذوب إلى رواية تاريخية بالجدال الذي أقره القرآن بالحسنى، وإنّ من الناحية الأصولية لا بأس من مباركة الأعياد لهم وزيارتهم، ويختم المجذوب بأنّه لا يرى غضاضة في ما ذهب إليه وزير الإرشاد والأوقاف بزيارة المسيحيين في كنائسهم.

وفي ذات السياق قالت أستاذة التاريخ الإسلامي الدكتورة هاجر أبو القاسم لـ "العرب اليوم" إن ما تمّ في زيارة وزير الإرشاد والأوقاف لا يخرج عن كونه دعوة للتسامح والاعتراف بالآخر، وأضافت: إن زيارة وزير الإرشاد والأوقاف طبيعية في وقت يتهم العالم الإسلام بالتطرف والإرهاب، خاصة في أوروبا، وأضافت: إن الناس يحتاجون إلى تقريب المسيحيين واحترام الآخر، ليحترم الآخر معتقداتنا وقيمنا، مشيرة إلى أن العالم لا يحتاج إلى تحجر بقدر ما يحتاج إلى مرونة، وإن من مبادئ الدين التسامح.

رفض قاطع

تيار الرفض لتهنئة المسيحين بأعيادهم يمثله فيه المنسق العام لتيار الأمة الواحدة د. محمد علي الجزولي حيث يرفض مبدأ التهنئة من أساسها، وتساءل في حديثه مع "العرب اليوم" هل من الممكن القول إنه يجوز تهنئة الزاني بأن نقول له: زناً مبروكاً، وقس على ذلك شخص سرق أو سطا هل من الممكن أن نقول له كل سرقة وأنت طيب.

وأشار الجزولي إلى أن كل من يملك خيط رفيعاً من التدين أو من يملك شيئاً من العقل والفقه سيقول لك: إن التهنئة لا تجوز، ويضيف الجزولي بأن الذين يهنئون النصارى في عيد الميلاد بماذا يحتفلون؟ وقطع الجزولي بأن التهنئة لا تجوز بسبب أنها متعلقة بما يخالف العقيدة الإسلامية الداعية للتوحيد، وإن الاحتفال هو احتفال بميلاد التثليث، ورفض الجزولي الحديث عن من يفعل ذلك ويدافع بأنّه لا يقصد سوى التسامح مشيراً بالقطع لرفض المسلك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab