الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
وقع السودان وجنوب السودان، مساء الجمعة، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على اتفاق يقضي بتنفيذ مصفوفة "البرتوكولات" الأمنية، وحدد ما بين 10ـ 14 آذار/مارس بداية لصدور الأوامر الأولية من قيادة البلدين بانسحاب القوات المسلحة من المنطقة منزوعة السلاح على أن يكتمل الانسحاب قبل نهاية الشهر الجاري
هذا و قد وقع الاتفاق عن الجانب السوداني وزير الدفاع الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، ونظيره وزير دفاع جنوب السودان الجنرال جون كونق، وحدد الاتفاق بداية الانسحاب الفعلي لقوات البلدين المسلحة ما بين 14ـ 21 آذار/مارس الجاري، وتحدث الاتفاق أيضًا عن قيام قائد البعثة الأممية في أبيي (يونسفا) بمراجعة ومراقبة عملية انسحاب الجيشين بعد 33 يوماً من بداية صدور الأوامر الأولية المحددة في 10آذار/ مارس.
ومن جانبه أكد الوسيط الأفريقي في المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان، ثامبو أمبيكي، في تصريحات صحافية في أديس أبابا أن الاتفاق حدد 17من الشهر المقبل موعداً لاجتماع الآلية السياسية والعسكرية دون تحديد منطقة محددة للمفاوضات، وأضاف أمبيكي "إن مقترح وفد الحكومة السودانية حدد مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان مكانا للمفاوضات".
هذا و ويقول الخبير في مركز السودان للدراسات الإستراتيجية اللواء يونس محمود "إن اتفاقا سابقا وقع بين البلدين قضي بتنفيذ المصفوفة الأمنية المتمثلة بنزاع الحدود ومنطقة ابيي، وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، والحركة "الشعبية قطاع الشمال" ودعم الحركات المسلحة".
و أضاف "إن تنفيذ ذلك كان مرتبط بتوقيات زمنية محددة ،والذي حدث أن دولة الجنوب لم تلتزم بتطبيق ما يليها من هذه الاتفاقيات ، وبالتالي تجاوز الأمر التوقيتات المتفق عليها لتنفيذ مراحل الاتفاق، مما استدعي إعادة تجديد الالتزام بجدولة زمنية جديدة".
وأشار اللواء يونس محمود في تصريحات لـ "العرب اليوم" مساء الجمعة "إن تنفيذ "البروتوكول" الأمني عند السودان هو الأساس لتنفيذ الاتفاقات الأخرى ( فتح الحدود والتجارة وتصدير النفط لجنوبي عبر أراضي السودان )، وألمح إلى أنه يخشى أن تتسبب خلافات حكومة الجنوب الداخلية في عرقلة و تعطيل تنفيذ اتفاق أديس أبابا الذي تم الجمعة".
وفي جوبا قال الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان العقيد فيليب اقوير "لا يمكنني التعليق الآن على الاتفاق"، لكنه عاد وقال في تصريح لـ "العرب اليوم" "إن الجيش الشعبي ملتزم بكل الاتفاقات الموقعة مع السودان" ، مشيرا إلى أن عدم التنفيذ يرجع إلى عدم التزام الخرطوم وليس جوبا". و أضاف "نحن ومنذ العام الماضي ملزمين بكل الاتفاقات، لكن المشكلة أن الطرف الآخر يأتي بأجندة جديدة، وأوضح أن الحوار بشأن تنفيذ اتفاقات سابقة أخذ وقتًا طويلا بين البلدين".
واختتم أقوير تصريحاته لـ "العرب اليوم" بالإشارة إلى أن الجيش الشعبي في انتظار ما تسفر عنه المحادثات بين بلاده والسودان في أديس أبابا .
أرسل تعليقك