ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين
آخر تحديث GMT13:23:15
 العرب اليوم -

ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين

القاهرة ـ أكرم علي/ خالد حسانين

أثارت ابتسامة الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وتلويحه بيده للحاضرين في قاعة المحكمة خلال أولى جلسات إعادة محاكمته، السبت، استغراب كثير من المصريين بعد أن ارتبطت صورته في أذهانهم بأنه أصبح طريح الفراش طوال جلسات المحاكمة الماضية، إضافة إلى أنه كان غير قادر على النظر في أعين الناس بعد أن تدهور به الحال من رئيس ظل في الحكم لعقود من الزمن إلى متهم، فيما قررت النيابة العامة تشكيل لجنة من الطب الشرعي للوقوف على حالة مبارك الصحية بعد ظهوره في المحكمة، للبحث في إمكان إعادته إلى السجن. وكان مبارك الذي دخل للمرة الأولى القفص مستلقيًا على سرير طبي إلى جوار نجليه، يخشى النظر إلى الكاميرا خلال جلسات محاكمته السابقة، إلا أنه ظهر في أولى جلسات محاكمته، السبت، واثقا، تصاحبه الابتسامة ويبدو عليه الشموخ كما كان رئيسًا، ولا يستحي إطلاقا محاكمته كما كان في الجلسات السابقة التي اكتفى بها بالإنصات إلى قرار المحكمة فى صمت دون حركة أو كلمة أو إشارة. أما نجليه علاء وجمال فلم يختلف حالهما كثيرا عن والدهما، فالأكبر علاء حرص طوال تواجده داخل القفص الذى استمر لمدة تقرب من نصف ساعة على الجلوس مبتعدًا عن وجه أبيه، ليظهر منتشيًا أمام الكاميرات على خلاف المرات السابقة التى كان يحرص فيها على إخفائه حتى لا يظهر في صورة الضعيف المنكسر، بينما كان جمال يذهب ويجئ بين شقيقه وأبيه هامسًا في أذنهما، ويظهر في صحة جيدة ومعنويات مرتفعة مثلهما. وفسر خبراء علم النفس حالة مبارك هذه المرة واختلافها عن المرات السابقة، بأن العوامل الواقعية التي تحيط بالمجتمع الآن من وقائع إفراج عن متهمين مماثلين له، إضافة إلى ما أطلقوا عليه "الشماتة" في نظام "الإخوان المسلمين" الذي لم يعد الشعب راغبًا في استمراره. وقال أستاذ علم النفس محمد المهدي، إن حصول الكثير من المتهمين في أحداث قتل المتظاهرين خلال ثورة يناير على البراءة أعطى الدافع لمبارك بالتفاؤل والتمسك بشخصيته القوية وعدم الظهور ضعيفا، مشيرًا إلى أن تعاطف كثير من المصريين مع مبارك جاء بعدما شعروا  أن نظام "الإخوان المسلمين" لا يوفر لهم الأمن، إضافة إلى زيادة الأعباء المعيشية، وأكد أن كثير من المصريين يتعاطفون مع مبارك ويرغبون في عودته إلى الحكم. وأكد أستاذ الطب النفسي، أن "حالة الانتعاش التي كان عليها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك أثناء محاكمته، تدل على أنه كان يتصرف وكأنه لا يزال رئيسًا، وأنه في حالة صحية أفضل من السابق، فقد دخل مبارك دخل على السرير في حالة نصف جلوس، والنظارة أكثر شفافية، وكان ينظر إلى قاعة المحكمة وإلى الناس في حالة من الثقة والشموخ، وكان يتصرف كأنه رجع رئيسًا مرة أخرى". وأشار المهدي إلى أن الأفعال التي قامت بها جماعة "الإخوان" منذ توليهم زمام الأمور في مصر، جعلت طوائف عدة من الشعب المصري تتعاطف مع مبارك ونجليه، مؤكدًا أن "مبارك في الحالة التي كان عليها كان يوجه رسالة إلى الشعب المصري تفيد أنه ليس سيئًا لأن هناك من أسوأ منه" وعلى الرغم أن إشارات الثقة والسعادة التي بدت على مبارك تسعد مؤيديه ومحبيه، إلا أنها ستنتج عنها آثار غير طيبة بالنسبة له، حيث تُعد مؤشرًا لصجته الطيبة، وهو ما دعا المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة، المستشار مصطفى دويدار، إلى القول إن النيابة قررت تشكيل لجنة من الطب الشرعي للوقوف على حالة الرئيس السابق حسني مبارك، ومن ثم إمكان إعادته إلى السجن ونقله من مستشفى المعادي التي يقيم بها حاليًا لدواعي طبية. ورأى أستاذ العلوم السياسية، محمد حسين، أن ابتسامة الرئيس السابق حسني مبارك، أثناء محاكمته، تحمل دلالات سياسية للشعب المصري، فيها تشفي من خصومه، وبها ثقة بأن ما كان يفعله في السابق هو الصواب، وما يفعله خصومه الآن هو الذي أودى بالبلاد إلى هذه الأوضاع المضطربة. وأكد حسين أن مبارك ابتسم للحاضرين وكأنه يقول لهم، "أرايتم ماذا تفعلون الآن والشعب لا يرغبكم ويتمنى عودتي"، وحمّل جماعة "الإخوان المسلمين" مسؤولية شعور كثير من المصريين بالإحباط، وذلك نتيجة تردي أوضاع البلاد، إضافة إلى مسؤولية الجماعة نظامها عن تراجع مطالب الثورة. وحاول محامي مبارك، فريد الديب، إنقاذ موكله، حيث نفى صحة ما تردد السبت، من أن مبارك بصحة جيدة، وأن تلويحاته للحضور تبعث برسالة خفية ملئية بالأمل والتفاؤل، وأكد أن "ما حدث جرى بطريقة عفوية، ولا يوجد رسائل ولا يحزنون، وأن ترديد مثل هذه الأقاويل يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، وأن ما دفع مبارك لفعل هذه الإشارات، هو رد فعل طبيعي للحضور الذي فوجئ بهم مبارك أثناء دخوله قفص المحاكمة، بعد أن استقبلوه بالهتافات والشعارات التي تنم على الندم والامتنان، وإنه لا يصلح أن تحكم على شخص وهو على بعد 100 متر داخل القفص، وأن مبارك يعاني من أمراض كامنة"، مشيرًا إلى أن وجود مبارك في مستشفى المعادي أدى إلى تحسن حالته الصحية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:56 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
 العرب اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 13:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
 العرب اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 13:17 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
 العرب اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 07:21 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

وقف إطلاق النار... سباق مع الوقت

GMT 23:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

حريق كبير في قسم الغاز بمصفاة حمص في سوريا

GMT 01:28 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مستشفى في شمال غزة تطالب بفتح ممر إنساني عاجل لإدخال الطعام

GMT 09:39 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

"طيران الإمارات" تطلب شراء 5 طائرات شحن من "بوينغ"

GMT 19:37 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يعرض 42 مليون يورو لضم ألكسندر أرنولد

GMT 19:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رجب يعود للسينما بعد غياب 6 سنوات

GMT 05:55 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إيقاف لاعب إيراني 6 أشهر بسبب وشم "شيطاني"

GMT 06:48 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة رجل الدين المقيم في أميركا فتح الله غولن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab